منذ إعلان إثيوبيا عن بناء سد النهضة، وبالرغم من تنفيذ أكثر من 50% من السد إلّا أنّ المشاكل التي ضربت البلاد في الآونة الآخيرة منعت استكمال السد، فما بين اغتيال المسؤول عن المشروع وانسحاب عدة رجال أعمال، كانت أبرز الفضائح، لكن بين الحين والآخر تخرج الأخبار التي تؤكد تعثر الاستكمال كان آخرها أمس، بعد المشادة القزية التي حدثت بين وزير المياه والري في إثيوبيا زبعض من نواب البرلمان.
أسئلة مثيرة
وزير المياه والري في إثيوبيا، سلشي بيكلي، قال إن بناء "سد النهضة" بالنسبة لبلاده قضية وطنية وفخرية، لذا سيتم استكماله مهما كلف الأمر، لكنّ التقرير الذي عرضه الوزير أمام البرلمان، لم ينال إعجاب الحضور فحدثت مشادة كلامية بينه وبين أعضاء البرلمان ، لكن المشادة لم تكن بسبب التوقف بل بسبب جودة البناء، مما دفع أعضاء المجلس إلى طرح أسئلة للوزير أهمها: "إذا كان البناء تم من قبل الشركة المقاولة والتي ليس لديها الخبرة كيف يمكن أن نثق بجودة البناء الحالية للسد؟"، وفقا لوكالة الأنباء الإثيوبية.
كما سألوه: "ما هي نتائج التشاورات مع مصر والسودان بشأن السد، وهل توقفت شركة المقاولات الإيطالية ساليني عن العمل، وماذا ناقشتم مع مدير مشرع سد النهضة قبل مصرعه بيوميين، وأين الأموال التي جُمعت من الشعب لأجل بناء السد؟".
وقال بعض الأعضاء إن نتائج التحقيق حول مصرع مدير مشرع سد النهضة سيمنجاو بيكلي بأنه انتحار "لا يُصدق".
ملئ الخزان
وفيما يتعلق بالمفاوضات حول ملئ الخزان قال الوزير إن "إثيوبيا قدمت اقتراحات من تلقاء نفسها للتشاور مع دول المصب لدراسة تاثير كمية المياه في وقتي الفيضان والجفاف على هذه الدول، مضيفا إلى أنه وبحسب التوصيات التي قدمتها إثيوبيا إلى اللجنة العلمية حول ملئ الخزان، فإن اللجنة قدمت أيضا نتائج الدراسة في الاجتماعات السابقة التي عُقدت في أديس أبابا على مستوى وزراء المياه والري من الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا".
أخبار متضاربة
وقبل أيام أعلن المجلس الوطني لتنسيق المشاركة العامة لدعم مشروع سد النهضة في ولاية جنوب إثيوبيا، أن بناء السد لعب دورا مهما في المصالحة الوطنية.
وقال نائب رئيس ولاية الجنوب ومدير مكتب العلاقات العامة، إلياس شاكير، إنه "خروج معلومات مختلفة حول السد وعدم توفير المعلومات الصحيحة، أدى إلى عدم ثقة الجمهور فضلا عن عدم تقديم المتعهدين بالدعم المبالغ التي تعهدوا بتقديمها، وكالة الأنباء الإثيوبية.
وأطلقت إثيوبيا مشروع "سد النهضة" في 2011، ويتم تشييده بإقليم "بني شنقول ـ جمز"، على بعد أكثر من 980 كم عن العاصمة أديس أبابا، ووعدت بإنهائه في 5 سنوات، قبل أن تقر لاحقا بتأخر أعمال البناء في السد.
وسيكون السد الذي يولد 6.45 ميغاوات أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في أفريقيا، وسابع أكبر سد في العالم عند اكتماله.
وتخشى مصر أن يقلص المشروع من المياه التي تصل إليها من هضبة الحبشة عبر السودان، بينما تقول إثيوبيا، التي تريد أن تصبح أكبر مصدر للكهرباء في أفريقيا، إن المشروع لن يكون له هذا الأثر.