في ذكرى رحيله.. هل أعدمت أمريكا شبيه صدام حسين بدلا عنه؟

الاحد 30 ديسمبر 2018 | 04:38 مساءً
كتب : سارة أبوشادي

نظرات صارمة عينان لم تهاب الموت، لحظات وتنتهي حياته للأبد، لم يتحدث بكلمة واحدة، استسلم لجميع مايدور حوله، كان ينظر للحضور والابتسامة تعلو ملامح وجهه وكأنّه يخبرهم بانتصاره، فالموت ليس كافيّا لهزيمة شخص مثله، سجل التاريخ لحظات موت البطل، مشهد علق في أذهان الجميع قبل أكثر من 12 عامًا، ليلة إعدام أحد أقوى الرؤساء العرب، إنّه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

 

الجميع يتذكر ليلة إعدام صدام حسين في الـ30 من ديسمبر، والتي وافقت ليلة عيد الأضحى، لكن لم يتسآل أحد هل بالفعل ما تم إعدامه هو الرئيس صدام حسين أم شخص آخر؟، بالرغم من أنّ واقعة الإعدام تمّ تصويرها أمام العالم لكن الأمر لم يخلوا من بعض الشكوك خاصة وأنّ أمريكا نفسها من اعترفت بوجود شبيه للزعيم لا يمكن التفرقة بينهما.

في هذا التقرير نكشف عن مرض صدام الخطير والذي كاد أن يودي بحياته ومسيرة شبيهه والتي استمر في الحكم بدلًا منه لما يقرب من 10 أعوام، ودور المخابرات الأمريكية في كشف هذا اللغز:

 

الشبيه الآمن

كان سقوط بغداد في أيدي الأمريكان والقبض على الرئيس صدام حسين بعد اختفائه لعدة أشهر، صدمة للكثيرين خاصة وأنّ الزعيم العربي كان حكيمًا واستيراتيجيّا لا يمكن أن تسقط دولته بتلك السهولة، الأمر الذي آثار تعجب البعض مما دفعهم يتحدثون أنّ من تواجد على رأس السلطة في هذا الوقت لم يكن الرئيس صدام حسين الحقيقي بل كان شخصا آخر شبيهًا له.

نعود للوراء قليلًا وتحديدًا في آواخر التسعينيات من القرن الماضي، حينما كشف الرئيس الراحل عن خطة لعدد من المخابرات العالمية لاغتياله، مما دفعه للبحث عن طريق للهروب من هذا المأزق، فعرض عليه المقربين منه حلولا كان أبرزها البحث عن شبيه له، الأمر الذي اعتبره صدام حل أمني جيد و قد كان هذا الأمر مجدي، حيث قتل اثنين من أشباه الرئيس في محاولات الاغتيال التي كادت أن تطاله.

السرطان يصطاد صدام

كانت فكرة اغتيال صدام حسين تؤرق جبين المخابرات الأمريكية، خاصة وأنّها لم تيأس من تلك المحاولات نهائيّا، لكن تلك المرة على حد قولهم كان القدر حليفًا لهم، فبحسب تقارير مخابراتية في عام 1998 تمّ الكشف عن أنّ الرئيس صدام حسين أصيب بمرض  ( سرطان الجهاز الليمفاوي ) و الذي كان من المقدر أن ينهي حياة الراحل في عام 1999، مما دفع أمريكا للتأكيد وقتها على موت صدام خاصة وأنّه اختفى من على الساحة فترة طويلة بعد الكشف عن مرضه.

 

وبالفعل عام 1999، ظهرت ازدواجية بالقرارات في العراق منذ ذلك الحين، مما أكد للأمريكيين موت صدام و أكد أن الذي يحكم و يوجه البديل الشكلي بشكل عملي هم قصي و عدي ، أبنائه والمتواجد على الساحة وقتها ماهو إلّا شبيه له وليس الرئيس الحقيقي.

أشباه صدام

ميخائيل صالح

كان الشبيه الأساسي للرئيس صدام حسين لمدة 19 عام هو " ميخائيل رمضان صالح"، الرجل الذي كان شديد الشبه بصدام حسين لدرجة كبيرة، بحيث لا يمكن تميزه إلا بالأذنين من قبل المتخصصين بعلم القيافة فقط، كما ذكر فيما بعد المقربون من الرئيس العراقي الراحل.

 

هذا الشخص الذي تمّ تدريبه من قبل المخابرات العراقية على تقمص دور صدام حسين الحقيقي، وظلّ هكذا حتى اختفى بعد عدة سنوات، وتبين فيما بعد أن المخابرات المركزية الأمريكية و أمنها القومي استقطبوا هذا الرجل و هربوه في إلى أمريكا، وسنكشف دوره بعد ذلك.

جاسم العلي

جاسم العلي أحد القيادات الأمنية حينها في عهد صدام، وكان يشبهه بدرجة كبيرة، فأصبح فيما بعد هو حاكم العراق الافتراضي حتى سقوط بغداد،  خاصة بعدما نجح هذا الشخص في تقمص الصفات النفسية والسلوكية لصدام حسين، وبسبب بعض القرارات التي اعتبرتها المخابرات الأمريكية والإسرائيلية ضدها، عملوا على القضاء على صدام حسين، أو الحقيقة القضاء على شبيهه.

وفي معركة دامية قتل فيها المئات، استشهد جاسم العلي، لكن كان للأمريكان رأي آخر خاصة وأنّهم اعتقدوا أنّ من مات صدام الحقيقي، لذا سيتحول إلى رمز وبطل ليس للعراقيين وحدهم بل للعالم أجمع خاصة بعد استبساله في المعركة، فأخفوا خبر وفاته وأقدموا لجلب شبيهه للقيام بدور جديد.

 

ذكرنا سابقّا أنّ الشبيه ميخائيل رمضان تمّ اختطافه من قبل المخابرات الأمريكية، حان دوره الآن فبعدما أعلنت المخابرات الأمريكية عن اعتقال صدام حسين، طالب الكثيرون بمحاكمته، مما وضع الأمريكان في مأزق فقرروا جلب الشبيه المخطوف لديهم، ميخائيل رمضان وتصويره على كونه صدام حسين والإعلان فيما بعد عن موته بالسرطان، لكنّ خطتهم كادت أن تفشل من جديد، خاصة وأنّ ميخائيل تغيرت ملامحه بعد إدمانه للخمر والمخدرات ، فلم يتمكن الأمريكيون إلّا  أن يجروا له جلسة  تصوير واحدة و هو الفيلم الذي عرض مع إعلان القبض على القائد صدام.

فواز العماري

كادت أمريكا أن تغلق هذا الملف تماما بالإعلان عن موت صدام بسجنه إلى حصلت مفأجاة لم تكن في الحسبان ، كانت تظن أمريكا أنها صفت جسديا جميع أشباه صدام وذلك بعد استشهاد جاسم العلي، إلا الحقيقة أنه ظل شبيه وهو " فواز العماري "، الشخص الذي ألقى الخطاب الأول بعد بدأ سقوط بغداد واستهداف جاسم العلي ، وقد سجل له اكثر من ظهور مع أفراد من الأمن الخاص في عدة مناطق شعبية، ولكن فواز العماري وقع في الأسر قبل بدء فصول المحكمة بأكثر من شهر ، بعدما أبلغ عنه صاحب المنزل الذي كان يختبئ به مقابل المكافأة المالية .

لذا وبحسب الكلام الذي ذكر سابقًا فإنّ من تمّ إعدامه لم يكن صدام حسين الحقيقي، والذي لم يثبت ظهوره منذ التسعينيات، لكن الحقيقة أنّ جميع تلك الأقوال ماهي إلّا تقارير خرجت بدون دليل واضح، فلم يتأكد أحد من صدقها أم كذب صحتها، لكن حتى الآن وأمام الجميع أنّ الرئيس العراقي صدام حسين تمّ إعدامه في الـ30 من ديسمبر عام 2006 ليلة عيد الأضحى.

 

رحل صدام حسين وما زال اسمه محفورًا في كتب التاريخ كونه أحد الأبطال العرب.

اقرأ أيضا