بدا المشهد طبيعيّا شاهدناه كثيرًا على شاشة التلفاز وما زلنا نشاهده كل يوم، أطفال جوعى بالخيام وأمهات علا الحزن واليأس ملامحهن، وآباء حملوا السلاح استعدادًا للقتال، هكذا كان الحال في اليمن المكلوم لأكثر من 7 أعوام، بالأمس كان سعيدًا واليوم بات حزينّا طغى السواد على شوارعها.
منذ بدء الحرب باليمن ولم يدفعها ثمنها سوى الأطفال والنساء من المدنيين العزل الذين لا ذنب لهم في هذا الخراب الذي عمّ على وطنهم، انتشرت الأمراض الوبائية والتي حصدت الكثير من الأرواح، وأصبح الموت بالرصاص هو الطبيعي في شوارعها، ولم يتركهم الجوع هو الآخر ليحل بهم ويحصد الآلاف، فاليمن باتت تعاني من كارثة لاعلاقة لها بالإنسانية أمام صمت العالم بأكمله.
التهديد بالجوع
اليوم ومن جديد خرج برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، ليتهم ميليشيات الحوثيين الإيرانية بسرقة ونهب المساعدات التي يقدمها لليمنيين، مهددا بوقف المساعدات إلى اليمن، إذا لم يكفّ المتمردون عن ممارساتهم، كما هدد بوقف التعاون معهم، إذا ما وقف المتمردون سلوكهم الإجرامي.
وقد أثبت تحقيق أجرته وكالة أسوشييتد برس، تورط ميليشيات الحوثي في سرقة شحنات المساعدات الإغاثية من أفواه الجائعين في اليمن، والاتجار بها في السوق السوداء المفتوحة في مناطق سيطرتهم ومنها صنعاء .
التحقيق الذي أجرته وكالة "أسوشييتد برس"، نقلت فيه عن مسؤولين في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة قولهم إن الحوثيين يقومون بتوزيع حوالي نصف المساعدات الغذائية التي تقدمها الأمم المتحدة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، فيما يتم توزيع النصف الآخر على مسلحيهم أو يبيعونها في السوق السوداء.
وخلص التحقيق إلى أن المتمردين الحوثيين يسيطرون على تدفق المساعدات في مناطقهم، مما يشكل ضغوطا على عمال الإغاثة وبالتالي دفع الرشى مقابل السماح بمرور المساعدات.
تعز الأكثر إضرارا
وفي تعز المحافظة الأكثر تضررا، قال التحقيق إن الحوثيين يقفلون الطرقات الرئيسية في مدينة تعز، مما يجعل عملية إيصال المساعدات أمراً صعباً.
وأنفقت السعودية والإمارات ودول أخرى في عام 2018، أكثر من 4 مليارات دولار مساعدات في اليمن.
ومع ذلك، فإن قرابة مليون شخص من أصل 29 مليون بالبلاد لا يحصلون على ما يكفي من الطعام، كما يعاني عشرات الآلاف من المجاعة، بفعل تسلط الميليشيات الحوثية ونهب المساعدات.