قال الدكتور جمال محمد صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، إن الفجوة الغذائية في مصر مشكلة مزمنة ممتدة منذ فترة طويلة وتتزايد، حيث أنها بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي، وذلك بسبب أن الإنتاج أقل من الاستهلاك، ولذلك يتم استيراد ما يحتاجه الشعب من الخارج.
وأضاف في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن من أسباب هذه الأزمة أيضًا الزيادة السكانية التي تعاني منها مصر، حيث أن عدد السكان كان في السبعينات لم يتجاوز 25 أو 30 مليون نسمة، أما الآن وصلت النسبة إلى 100 مليون نسمة، في الوقت الذي لا يحدث فيه أي زيادة في مساحة الأرض والتي تقدر بحوالي 8 مليون فدان، أو نسبة المياه والتي تقدر بحوالي 55.5 مليار متر مكعب من حصة نهر النيل، والتي تعاني هي الأخرى من عجز وصل إلى 30 مليار متر مكعب، بالإضافة إلى وجود سد النهضة، أي أن السكان أكبر بكثير من الموارد المتاحة، والتي تزداد بنحو 2 % سنويًا.
وأوضح «صيام» أن مصر تستورد جميع محاصيل الحبوب من القمح والأرز والذرة والفول والبذور الزيتية والسكر، وفي المقابل تصدر فقط الفواكة والخضروات، وفي المقابل تستورد 60%، وتنتج فقط 40%، منوهًا بأنه تم مؤخرًا إصدار قانون لخفض مساحة زراعة الرز مما سيعمل على حفظ نسبة المياه بمقدار مليار ونصف متر مكعب، مما سيجعلنا نستورد مليون طن.
واستكمل حديثه مشددًا على أن هذه الفجوة يمكن أن تزداد مستقبلًا، ولذلك مواجهة هذه المشكلة من خلال بحث الحكومة عن مصادر أخرى، منها إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي والصحي، وتحلية مياه البحر وتنقية مياه الصرف الصحي، والتي تحتاج إلى تكاليف عالية وطاقة كبيرة، بالإضافة إلى ترشيد استخدام المياه، ورفع انتاجية الأرض والمياه، منوهًا إلى أن الحكومة لا تولي اهتمامًا للبحوث الزراعية والمائية، ولذلك هى تحتاج إلى دفعة كبيرة في هذا الاتجاه.