7 سنوات من العزلة قضتها الفنانة نادية فهمي بعيدة عن الأضواء مستسلمة لإرادة الله وقدره لتواجه حرباً ضارية مع مرض "الزهايمر" الذي أفقدها القدرة علي تذكر أجمل لحظات عمرها بعدما أصيبت به من حوالي 5 سنوات، ليشهد عام 2012 آخر عملين تنهي بهم مشوارها الفني وهم "الخواجة عبد القادر" مع الفنان القدير يحيي الفخراني، لتختم مسيرتها بالسينما بفيلم "البرتيتا" والذي قدمت فيه دور "المنجمة" في نفس العام.
رغم أن الفنانة نادية فهمي قدمت نحو 148 عمل فني استطاعت أن تخلد بهم اسمها في قلوب جمهورها ولكنها لم تكن محظوظة في السينما مثلما لمعت في التلفزيون لتقدم علامات مضيئة لا تزال خالدة في القلوب حتي يومنا هذا رغم مرور عشرات السنين عليها مثل ضمير أبلة حكمت و"الرحايا" و"الخواجة عبد القادر" و"أرابيسك" و" شارع المواردي" وغيرها الكثير من الأعمال.
بدأت نادية فهمي مشوارها الفني بفيلم "القضبان" أمام الفنان محمود المليجي عام 1974 وأنهته بين 4 جدران منعزلة في غرفتها، عملت "فهمي" مع كبار النجوم سواء من جيل الرواد مثل الفنانة فريد شوقي في فيلم "الليلة الموعودة" وعمر الشريف في مسلسل "حنان وحنين"، رغم أنها لم تقدم دور البطولة في أي مرة خلال مشوار حياتها ولكن كانت أدوارها بطل حياتها حتى أن شخصيتها التي قدمتها في "الرحايا" كانت بطل سنوات حياتها الأخيرة لتصاب بنفس مرض "الزهايمر" الذي قدمته كشخصية درامية خلال تعاونها مع نور الشريف.
كانت حياتها الأسرية ليست هادئة كملامحها البريئة التي أسرت بها قلوب الجمهور، فبعد أن تزوجت من الفنان سامح الصريطي وأنجبت منه ابنتها ابتهال، انفصلت عنه لتعيش وحيدة في كنف ابنتها بعيداً عن زوجها سامح الصريطي الذي عاشت مخلصة له سنوات طويلة من عمرها.
بعد أقل من 40 يوماً على مرور ذكري ميلاد الفنانة نادية فهمي، من بينهم أكثر من نصف قرن قضتها في العمل الفني، لتثري الشاشة المصرية بسلسلة طويلة من الأعمال الفنية ، ولكن القدر لم يمهلها الكثير لتوافيها المنية صباح اليوم عن عمر يناهز الـ 71 عاماً.