مساعد وزير الخارجية اليمني السابق: قدرة إيران على مساعدة «الحوثي» تقلصت.. والجيش السوداني موجود لهدف محدد

الاربعاء 11 يوليو 2018 | 08:58 مساءً
كتب : محمد عطايا

يمكن وصف المعارك الدائرة حاليًا في الساحل الغربي باليمن، بـ«غلق جميع منافذ الحياه للميليشيات الإنقلابية»، فإذا تمكنت القوات الشرعية من السيطرة على ميناء الحديدة، تصبح متحكمة بشكل كامل في أحد أهم الطرق التي يصل منها الإمدادات إلى العصابات المدعومة من طهران.

 

تمكنت القوات الشرعية بدعم من التحالف العربي، وألوية العمالقة، والقوات المشتركة من السيطرة على مطار الحديدة، وهو ما يعد نجاحًا عظيمًا لمجهودات استمرت لسنوات، لقطع دابر التحركات الإيرانية في المنطقة.

لن تنتهي الحرب في اليمن، بحسم معركة الساحل الغربي، لأن العاصمة صنعاء لا يزال عبد الملك الحوثي محكمًا قبضته عليها بشكل كبير، ولكن قطع الإمدادات، خاصة الأسلحة سيكون له عامل هام في تدمير تلك المعونات العسكرية والبشرية والعينية.

في هذا الصدد، حاورت «بلدنا اليوم» مساعد وزير الخارجية اليمني السابق، السفير مصطفى أحمد نعمان، الذي كشف عن أهداف الحكومة الشرعية في إزالة سرطان «الحوثي»، من أرض اليمن، وتطهير «البلد السعيد» مما خلفه من أوبئة، وأمراض.

 

الدبلوماسي اليمني السابق، أكد أيضًا أن دعم إيران للميليشيات الإنقلابية أصبح ضعيفًا للغاية، وتقلص دوره بشكل كبير، مشيرًا إلى أنه لابد من مواجهة الفكر بالفكر للقضاء على الفيروس الذي أصاب اليمن منذ سنوات، وتسعى الحكومة الشرعية بمساعدة التحالف العربي حاليًا من إزالته.

 

لماذا يعد ميناء الحديدة في الساحل الغربي المركز الأهم في اليمن ؟

ميناء الحديدة هو الميناء الأكبر في اليمن من حيث موقعه الجغرافي على البحر الأحمر، وقربه من الشواطئ السعودية، كما أن تجهيزاته هي الأضخم مقارنة بالموانئ اليمنية الأخرى مثل عدن والمكلا، ما يجعل حجم البضائع التي تمر عبره الاهم حيوية لليمن.

وفوق هذا فهو يخدم أكبر كتلة سكانية لسهولة الوصول إليه من شمال اليمن ووسطه. وتاريخيًا كان الميناء الوحيد عند قيام ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢، فيسر وصول القوات المصرية التي ساندت الثورة مع معداتها.

كما أن خط الملاحة الذي يمر قبالة الشواطئ المحاذية للساحل الغربي تجعله قادرًا على التحكم به ما يجعل وقوعه تحت سيطرة غير نظامية وغير معترف بها.

لعلنا نتذكر الهجمات التي قامت بها جماعة الحوثي ضد بعض البوارج التي كانت في المنطقة، وهو أمر لم يدرك الحوثي أن العالم بأسره لا يمكن أن يسمح به، وكان ذلك في نظري خطأ فادح وتعبير عن قلة التجربة في التعامل مع الأوضاع الإقليمية والدولية، وفهم ما هو مسموح وما هو محظور.

 

لماذا لم يتقدم الجيش الشرعي، أو حتى يدخل في معارك بالعاصمة صنعاء ؟

التضاريس التي تحيط بالعاصمة صنعاء وحجم السكان الذي يعيش داخلها يجعل من أي عملية عسكرية مسألة معقدة لوجستيًا، ومكلفة بشريًا إذ تعرض سكان المدينة لخطر عظيم.

كما أن القبائل المحيطة بالعاصمة لم ترغب منذ بداية الحرب وحتى اللحظة الراهنة المشاركة فيها لاعتبارات تعود إلى تقاليد القبائل اليمنية بعدم الانخراط في حروب خارج محيطها الجغرافي؛ ما قد يعرضها للثأر من القبائل الأخرى.

أشير أيضا إلى أن العامل الأكثر أهمية وهو أن الجيش اليمني قبل ٢٠١٥، كان ولاءه في أغلبه للرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وتعرض لعملية تفكيك بعد خروجه من الحكم في ٢٠١٢ وتوزعت قياداته خارج مواقعها الطبيعية، ولزم عدد كبير منهم مساكنهم بسبب الاهمال الذي تعرضوا له، وعدم الالتفات إلى مكانتهم العسكرية، وهو ما أثر سلبًا على حماستهم في الانخراط بالمعارك التي دارت بعد ٢٠١٥.

 

خرج عبد الملك الحوثي في أكثر من مناسبة يستنجد بالشعب والقوى الخارجية، فهل هذا يعني أن إيران أوقفت تمويل العصابات الإنقلابية ؟

لاشك أن قدرة ايران على مساعدة الحوثيين تقلصت إلى حد كبير بسبب الحصار المفروض على الشواطئ والأجواء، وبالنسبة لدعوات عبدالملك الحوثي فهي لا تلقى صدى خارج مناطق نفوذه المذهبي في الشمال، الذي يمثل البيئة الطبيعية لاتباعه، أما المنطقة البعيدة عنه فلا تلتفت لدعواته بل ترى مجتمعة ضده وضد أفكاره ورغباته.

 

هناك انشقاقات عدة داخل ميليشيات الحوثي الإنقلابية، فهل سهلت العصابات الإنقلابية نفسها عملية استهداف صالح الصماد ؟

من الصعب جدًا حدوث انشقاقات تهدد كيان جماعة شديدة الانغلاق والتكاتف والانضباط والانسجام، ولكن هذا لا يعني عدم وجود خلافات في الروئ بيّن قياداتها لكنّها ـ من وجهة نظري ـ لا تصل حد الاقتتال بينها.

كما أن جماعة الحوثيين تحتاج إلى وقت طويل  حتى نرى انفصالًا بين قياداتها يؤدى إلى تمزقها، فقد مرت بمحاولات لاضعافها وقتالها بين ٢٠٠٤ - ٢٠١٠ بأت بالفشل.

 

أريد التحدث عن بعض الجبهات الموجودة حاليًا في اليمن، السعودية والإمارات نعرف جيدًا توجهاتهم، ولكن بالنسبة للجيش السوداني، أين يوجد ؟ ولماذا مستمر بالتواجد هناك بالرغم من تهديدات الحوثي له ؟

المعلوم أن القوات السودانية تتواجد في أغلبها على الساحل بجوار القوات الإماراتية والجنوبية، وتواجده هناك هو ضمن التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وبقاء هذه القوات مرتبط بسير المعارك في تلك المنطقة، أما التهديدات فهي جزء من أي حرب تدور وليست غريبة.

 

الرئيس الأمريكي أكد مؤخرًا أن هناك قيادات وشخصيات إيرانية تخرج من اليمن وسوريا، ما صحة هذه المعلومات ؟

بالنسبة لسوريا فالامر طبيعي وليس سرًا، أما في اليمن فلا أمتلك معلومات موثقة حول الأمر، وأرى أنه صعب للغاية في ظل عدم وجود منافذ بحرية أو جوية، كما أن المنافذ البرية فهي تحت سيطرة قوات التحالف.

 

هل يمكن وضع مخطط زمني للقضاء على الحوثي في اليمن ؟

من الممكن الحديث عن تقليص وإضعاف وربما إنهاء القوة العسكرية التي امتلكتها الجماعة عدا السلاح الخفيف الذي اعتادت القبائل اليمنية امتلاكه، الأهم من هذا هو مواجهة الفكر الذي حاولت الجماعة فرضه على اليمنيين وقسرهم على القبول به، فالفكر يواجهه فكر ويقاومه.

 

اشترك أهل الجنوب مع ألوية العمالقة في القضاء على الحوثي بالحديدة، فهل يمكن أن نشهد تفاهمًا بين الشمال والجنوب بعد انتهاء الحرب ؟

لا أتصور ان التنسيق العسكري الذي نشهده برعاية السعودية والإمارات سيكون له تأثير أبعد من ساحة المعركة، فمعروف ومعلن أن مشاركة هذه الالوية جاءت برغبة إماراتية، وعبر عنها عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي عندما صرح بأنه جاء تلبية لدعوة إماراتية في مشاركة قواتها الهجوم على المليشيات الحوثية على طول الساحل الغربي الممتد من المخأ الى ما بعد الحديدة.

 

كيف سيختلف حسم أمر مطار الحديدة في سير المعارك هناك ؟

السيطرة على المطار تتيح عملية الأمداد السريع، وهو جغرافيًا يجعل الميناء محاصرًا إلا من البحر، وسقوطه سيكون له تأثير معنوي كبير.

والأهم من ذلك أنه سيكون المنفذ الجوي الأقرب للراغبين بالسفر من المناطق الشمالية، عوضًا عن معاناة السفر من مطار عدن، ومصاعب الوصول إليه لبعده عن صنعاء بالخصوص التي عانى المسافرون منها كثيرًا جراء إغلاق المطار منذ أكثر من عامين.

 

لماذا تغير شكل المعارك مع دخول ألوية العمالقة بدعم الإمارات ؟

التحالف العسكري بين العمالقة والإمارات والقوات التي شكلها طارق صالح، كانت عاملًا حاسمًا في مسار المعركة إلى الحديدة، نظرًا لتجربتهم القتالية، وعتادهم المتطور، وهو ما جعل التقدم سريعا.

كما يجب الأخذ في الاعتبار أن سكان المناطق الممتدة على الساحل الغربي كانوا يعيشون في حالة إنسانية غاية في الصعوبة، نتيجة التواجد الحوثي فيها، ولذا كان سندا للقوات القادمة من المخأ لإخراج المليشيات من تلك المواقع .

 

توجه المبعوث الأممي إلى اليمن، هل يمكن أن يحدث فارق ؟ وهل هناك فرصة حقيقية للحل السياسي هناك، أمر هذا أمر مستبعد ؟

من غير المتوقع أن تتغير المواقف سريعًا، والمبعوث الدولي أعلن انه سيقدم تقريرا لمجلس الأمن خلال هذا الاسبوع.

الحوثيون عليهم اتخاذ القرار المر بتسليم الميناء مقابل خروج مقاتليهم بأمان، وذلك تفاديًا لمزيد من الدمار والدماء.

من المفيد تذكيرهم أن الخميني قبل بما وصفه حينها تجرع السم، وإعلانهم القبول بخطة المبعوث الاممي وتسليم الميناء دون تدميره ليستمر في نشاطه الذي يخدم كل اليمن.

 

أعلنت فرنسا أنها ارسلت خبراء لنزع الألغام، ولكن هناك رفض شعبي، لماذا ؟

ليس في القرار الفرنسي ما يستدعي الاعتراض عليه إذ يدخل في إطار استعادة الحياة الطبيعية، وفتح الطرقات، وتأمين حركة المواطنين.

اقرأ أيضا