أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، مؤشر الإرهاب الأسبوعي عن الأسبوع الأول من شهر فبراير لعام 2019، الذي يهتم بتتبع العمليات الإرهابية ورصدها وإجراء تحليل لها، واستشراف مستقبل المناطق التي قد تشهد تصعيدًا في عدد العمليات الإرهابية، حيث شهد هذا الأسبوع وقوع عدد (33) عملية إرهابية، استهدفت (11) دولة في مناطق مختلفة أوقعت (178) ما بين قتيل وجريح. الأمر الذي يؤشر على ارتفاع نسبي في خريطة العمليات الإرهابية خلال فترة الرصد مقارنة بالأسبوع الأخير من شهر يناير من نفس العام الذي رصدت فيه (23) عملية إرهابية.
وأوضح بيان المؤشر أن أفغانستان حلَّت في المرتبة الأولى من حيث الدول الأكثر تعرضًا لعمليات إرهابية بواقع (9) عمليات إرهابية، تبنَّت حركة طالبان (6) عمليات وسجلت (3) عمليات ضد مجهول، بينما أعلن تنظيم "داعش" عبر صحيفة (النبأ) تبنِّيه لهذه العمليات الثلاث، إلا أنه بالتتبع لم يعلن التنظيم كما هو معتاد عن تبني هذه العمليات عبر وكالة (أعماق) الذراع الإعلامية الأولى للتنظيم التي عادة ما تنقل صحيفة (النبأ) عنها، وهذا يشير إلى استمرارية تنظيم "داعش" في الخداع والتضليل ومحاولته استغلال الإعلام في التأكيد على قوته.
وتأتي هذه العمليات في الوقت الذي تجري فيه علي الأرض محاولات لتسوية الصراع الذي تشهده البلاد منذ عام 2001؛ لذلك فإن دلالة هذه العمليات تشير إلى مسعًى من الحركة للضغط على أطراف المحادثات حتى تحقق أكبر قدر من "النجاحات"، حيث تتزايد التوقعات بحدوث تحول حاسم في وضع البلاد بعد الإعلان عن احتمالية سحب الولايات المتحدة لجنودها من هناك.
وأشار المرصد إلى أن الصومال حلَّت ثانية في المؤشر هذا الأسبوع حيث شهدت 6 عمليات إرهابية، نفذت حركة الشباب (5) منها، كان أخطرها العملية التي أعلنت الحركة عن القيام بها ضد القوات الأثيوبية التابعة لقوات الاتحاد الأفريقي التي تشارك في حفظ الأمن والسلام هناك.
حيث نتج عن هذه العملية مقتل 16 جنديًّا من القوات الأثيوبية، وتشارك أثيوبيا ضمن قوات الاتحاد الأفريقي البالغ عددها 20 ألف جندي، وتشهد الصومال في الآونة الأخيرة تصاعدًا لوتيرة العمليات الإرهابية، وبخاصة من قِبل حركة الشباب التي تحاول أن تنقل معاركها إلى خارج البلاد، أيضًا قامت الحركة بشن هجوم مسلح على قاعدة عسكرية بالقرب من بلدة (كيسمايو) على بعد نحو 500 كلم جنوب العاصمة مقديشو، أدى إلى مقتل 6 جنود على الأقل، ويأتي هذا الهجوم بعد شهر من هجوم شنَّه التنظيم على نفس المنطقة أدى إلى قتل 71 شخصًا.
وذكر المؤشر أن العراق حلَّ في المرتبة الثالثة لهذا الأسبوع بواقع (5) عمليات إرهابية، أعلن داعش عن تبنيه (3) منها بينما سجلت عمليتان ضد مجهول، وتشير هذه العمليات إلى أن تنظيم "داعش" يمتلك جيوبًا في المدن والقرى العراقية تجعله قادرًا على الخروج في الوقت المناسب، وهو ما أكده عضو لجنة الأمن والدفاع النائب "فالح العيساوي"، بوجود حواضن للتنظيم في محافظة الأنبار تقوم باستدراج بعض العاطلين عن العمل، وتتركز العمليات الإرهابية في العراق في المناطق المتنازع عليها بين الحكومة وإقليم كردستان، وبخاصة في مناطق ديالي وكركوك ونينوى.
وبيَّن المرصد أن سوريا شهدت وقوع 4 عمليات إرهابية مما جعلها تحتل المرتبة الرابعة على مؤشر الإرهاب، سجلت جميعها ضد مجهول، وتمت بانفجار قنابل وعبوات ناسفة من بقايا مخلفات تنظيم "داعش"، وشهدت مدينة منبج عملية إرهابية راح ضحيتها شخص وأصيب 5 آخرون؛ وذلك عندما اصطدمت الحافلة التي كانوا يُقلُّونها بقنبلة زرعت بجانب الطريق، وللأسبوع الرابع على التوالي تشهد منبج عمليات إرهابية أغلبها من تنفيذ تنظيم "داعش"، كما عاد الإرهاب مرة أخرى يهدد مدينة درعا بعد أن كانت قد شهدت انخفاضًا لوتيرة العنف المسلح هناك حيث قتل ثلاثة جنود سوريين عندما فجَّر مسلحون مجهولون عبوة ناسفة على حاجز للجيش هناك، وخضعت مدن ومناطق محافظة درعا في يوليو من العام الماضي لاتفاق تسوية، قضى بخروج من لا يرغب بالتسوية إلى إدلب، وبقاء الراغب بالتسوية بعد تسليم السلاح الثقيل والخفيف والمتوسط، ويعد هذا الهجوم هو الثاني في هذا الشهر على الحواجز الأمنية في مدينة درعا.
وفي أفريقيا تابع المؤشر رصد تطورات الأحداث هناك حيث شهدت (6) دول أفريقية عمليات إرهابية، جاءت كل من (نيجيريا - بوركينافاسو) في المرتبة الثانية من حيث الدول التي شهدت عمليات إرهابية بعد الصومال داخل أفريقيا، ففي الآونة الأخيرة تشهد القارة الأفريقية وتحديدًا غرب القارة عمليات إرهابية موسعة يشنها تنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين" المبايع لتنظيم "القاعدة" في كل من مالي وبوركينا فاسو، وهذا الأسبوع قام التنظيم بتنفيذ 3 عمليات إرهابية اثنان منهما في بوركينا فاسو وعملية واحدة وقعت في مالي، ففي بوركينا فاسو قام التنظيم بقتل 14 شخصًا بهجوم مسلح في شمال البلاد، ومنذ عام 2015 قتل نحو 300 شخص في هجمات إرهابية هناك، تبنتها جماعات تابعة لتنظيمي "داعش والقاعدة".
وشهدت موزمبيق عملية وحشية أعلن تنظيم "أنصار السنة" المبايع لتنظيم "داعش" هناك القيام بها، حيث قام التنظيم بذبح 7 أشخاص واختطاف 4 نساء وعدد من الشباب، وذلك في مقاطعة (كابو ديلجادو) بشمال البلاد ، حيث تشهد موزمبيق منذ أكتوبر 2017 عمليات إرهابية بالأسلحة البيضاء وحرق للممتلكات وعمليات سطو مسلح وقطع للطرق أودت بحياة ما يقرب من 150 شخصًا، حيث تزايدت في الآونة الأخيرة العمليات التي يقوم بها عناصر "أنصار السنة" هناك، وتغيرت أنماطها فقد باتت تقوم بتني عمليات الخطف وقطع الطرق وفرض الإتاوات مما يشير إلى ضعف الموارد المالية لدى التنظيم يجعله يقوم بتبني مثل هذه الأنماط من العمليات.
كما سجل المؤشر خلال الأسبوع تزايد عدد العمليات التي تتم عن طريق الهجوم المسلح المباشر بالأسلحة النارية؛ حيث كانت نسبة العمليات التي تمت بالهجوم المباشر 73% من عدد العمليات التي رصدها المؤشر، وحلَّت نسب العمليات التي تمت بواسطة القنابل في المرتبة الثانية بواقع 18%.
ويرصد المؤشر بشكل مستمر أن نمط الهجوم المباشر المسلح في المراكز الأولى من بين أنماط العمليات الإرهابية التي تقع، وهذا يرجع إلى أنها تعد الأرخص ماليًّا بالإضافة إلى إمكانية نقلها أو التسلل بها بعيدًا عن أعين الأجهزة الأمنية.