"بطل من ورق".. كلمات رددها البعض في الآونة الآخيرة على النائب هيثم الحريري، نظرًا لما يمارسه بالمجلس يوميًا، وكأنه حصل على تلك المنصب للحصول على الشو الإعلامي فقط، ليس لخدمة المواطن البسيط، فضلا عن أهمية القوانين التي لابد أن تشرع لخطورة هدم حياة المواطن، وهذا إن دل فيدل على ما يفعله النائب هيثم الحريري بمواقفة المعارضة والمتناقضة في ذات الوقت، لاستمرار مسلسل إشاعة الفوضى داخل البرلمان وخارجها.
وترصد "بلدنا اليوم" أبرز محطات معارضة الشو الإعلامي لـ "الحريري".
خلع «الجاكيت» والتعدي على النائبة
في الساعات الأولي من يوم 13 يونيو 2017، وخلال مناقشة لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية، وقعت مشادة بين النائب هيثم الحريرى والنائبة مى محمود، مما ترتب على ذلك خلع الحريري «الجاكيت» لمحاولة التعدي عليها، ولكن تدخل عدد من أعضاء المجلس المشاركين فى اجتماع اللجنة لاحتواء الموقف، خاصة بعد وصول الأمر لحد الاشتباك والتراشق بالألفاظ، الأمر الذى استدعى تدخلا من عدد كبير من النواب الذين كانوا يحيطون بالنائبين خلال الجلسة لتهدئة الأوضاع والسيطرة على الموقف.
نرفزة ملعب.. "كسر ميكروفون القاعة"
"شتمني في الصحافة والإعلام، وفي الجلسات بيقولي انت بتخالف اللائحة الداخلية للمجلس"، بهذه الكلمات تحدث علي عبد العال، رئيس مجلس النواب على النائب هيثم الحريري، مستنكرًا كل مايفعله تجاه، مؤكدًا أنه تجاوز أكثر من مرة وغفرت له، منتهيًا بسبه واشتبك معه، قبل أن يكسر الميكروفون الخاص بالقاعة.
مما جعل أحمد خليل، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب النور، يطالب "عبد العال"، بالمغفرة للحريري، متابعًا "هيثم ابن حضرتك، ونقدر الأمر ونعتبره نرفزة ملعب"، معقبًا عليه لقد قمت بالتدريس لـ40 جيلا من طلاب كلية الحقوق، ومعرفش الدستور واللائحة؟ هل يجوز ما قيل لي"، مشيرًا إلى أن هؤلاء الأجيال يجلسون على منصات القضاء داخل مصر وخارجها، وما حدث تطاول غير مقبول ولابد أن أحافظ على كرامة المجلس.
وتابع عبدالعال: "لابد من وقفة مع النائب، بعد ما قاله، ولقد قام المجلس بالتصويت على إحالته إلى لجنة القيم، لتجاوزه ضد رئيس مجلس النواب"، ولذلك تم إحالته إلى هيئة المكتب للتحقيق معه ومعاقبته على ما صدر منه من ألفاظ وأفعال، مارست على أرض الواقع.
مصر مازالت محتلة من إسرائيل.. "حد يفصل دماغه ويركبها تاني"
وبعد تلك التصريحات المنافية تمامًا مع القيم، والتي لازال الطالب المتمرد يمارسها على أبيه ومعلمه والتي لن تتوقف عند هذا الحد إلا أنه تطاول أيضًا بأقاويل لا يمكن عاقل أن يتحدث فيها بما فيه من تداعيات وأخطاء في حق بلده.
خرج علينا "الحريري"، أمس بتغريدته الذي أثارت حاله من الجدال والغضب والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي والذي إدعى فيه عضو مجلس النواب أن "مصر ما زالت محتلة من إسرائيل"، مما طالب العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بإسقاط عضويته من البرلمان وإحالته للتحقيق على الفور لإثارة مثل هذه الشائعات.
وعلق أحد المغردين ساخرًا منه "صدق بالله ياهيثم بقيت أهدد أحفادي بيك لو مشربوش اللبن حتطلعوا بغباوة الواد هيثم بن الحريري وبلا هته، بينما يعلق الأخر "إسرائيل محتلة عند هيثم الحريرى، حد يفصل سلوك دماغه ويفصلها تانى، تقريبا الزمن وقف بيه في 1973".
وقال آخر: "للهبل عنوان اسمه الحريري"، مصر مين اللي إسرائيل مغتصباها.. مصر مين اللي تفرط في أرضها، كما اعتبر أحد المعارضين بأنه أحد الأفراد المحرضة ضد الدولة المصرية بنشر تلك الشائعات ليظل محط أنظار العالم بأكمله، مؤكدًا أن مثل هؤلاء النواب لا يستحقون مقاعدهم، كما أن مصر لن تقبل بأي تطاول من أبنائها".
التعديلات الدستورية
لم يتوقف النائب هيثم الحريري، عن افتعال الشو الاعلامي، ليطل علينا اليوم، مهاجما التعديلات الدستورية، رافضًا إياها بالرغم من أنّ الحريري نفسه لم يعترض على التعديلات التي حدثت في 2014، ودخل بعدها البرلمان كنائبّا.
وفي مفارقة كشفت عن زيف وخداع المبادئ الوهمية للحريري، وفي إحدى مداخلاته أمس على قناة BBC العربية، وجهت المذيعة سؤالا للحريري بأنّ الجميع تحدّث عن أنّ هناك ضرورة ملحة في إجراء التعديلات الدستورية بسبب وجود العديد من المشروعات الهامة التي يجب استكمالاها، إضافة إلى مشروع محاربة الإرهاب والذي بدأه الرئيس السيسي.
وتابعت المذيعة في حديثها للحريري، بأنّه رفض تلك التعديلات بالرغم من أنّه أيضًا في التعديلات الدستورية التي أجريت في عام 2014، بإباحة المحاكمات العسكرية للمدنيين، والموافقة على ترشيح وزير الدفاع لمنصب الرئيس بالرغم من أنّه لم يكن ترك منصبه بعد، ورغم ذلك إلّا أنّه دخل البرلمان الذي أجرى التعديلات وأصبح عضوا فيه مما يدل على كون النائب يسير خلفا لمصلحته الشخصية فقط، وهذا ما بدا واضحًا للجميع من خلال سؤال المذيعة.
هيثم الحريري دائما ما يخرج للمناداة بشعار الديموقراطية وحقوق الإنسان، لكنّه في النهاية كشف سؤال من مذيعة زيف تلك الشعارات، وسقط في فخ البحث عن المصالح الشخصية فقط.