"جرائم".. كلمة أصبحت بمثابة عنوان لكتاب كبير يتصفحه العديد من المواطنين يوميًا؛ لقراءة الجرائم المختلفة التي تحدث في الشوارع والبيوت المصرية كل حين وآخر، فالكتاب الذي يعلوه العنوان سالف الذكر، عبارة عن عدة أبواب مقسمة ما بين "انتحار.. قتل.. سرقة.. اغتصاب" وغير ذلك من الأبواب الممتلئة بالحكايات المثيرة بين صفحات هذا الكتاب المشؤوم.
من بين هذه الأبواب الكثيرة، نُقش خلال الأيام القليلة الماضية، قصة مؤلمة لسيدة من الغربية، احتجزت فلذة كبدها في منزل لمدة 10 سنوات، ما تسبب في التأثير سلبًا على نجلها ما أفقده الوعي، وهذا ما أثار الجدل على الساحة وأعطى فرصة لإعادة النظر في الجرائم البشعة التي نفذت بهذه الطريقة.
"بلدنا اليوم"، تستعرض في تقريرها التالي عددًا من جرائم تعذيب وقتل الأمهات للأبناء، والتي شغلت الساحة الإعلامية خلال الآونة الأخيرة، حيث كان أخرهم الجريمة التالية.
10 سنوات في ظلمات الأم
المكان محافظة الغربية، وبالتحديد في قرية سجين بمركز قطور، ومن بين منازل القرية التي لم تتخطى الطابق الثالث، يوجد منزل غلب عليه الظلام وتغلغل في أرجائه، حيث يوجد بداخله شابًا قضى أكثر من نصف عمره في أحد الغرف التي تحتوي على الثعابين والحشرات المؤذية، والتي تسببت في انقلاب حياته رأسًا على عقب.
"عزيزة القلمي" تلك هي بطلة القصة البالغة من السن عتيا، حيث نفذتها بكل دقة من خلال سيطرتهاعلى فلذة كبدها منذ صغره في هذا المنزل المشؤوم، وحبسته منذ أكثر من 10 سنوات، يعاني من الوحدة والقمامة والأخشاب والثعابين.
وأكد جيران الشاب، أن الأم أغلقت الأبواب على ابنها، ووضعته فى مكان مظلم، وذلك بعد وفاة والده، رغم أنه كان بصحة جيدة، ويعمل فى المحارة.
وقال عم الشاب ياسر الغرباوى: "حاولت بكل الطرق مع باقى أفراد العائلة الدخول للمنزل، ولكن الأم رفضت".
تعذب طفلها الرضيع حتى الموت
لم تكن الجريمة التي نفذتها عزيزة هي الأولى من نوعها، بل هناك الكثير من الأمهات اللاتي تجردن من معاني الإنسانية والرحمة، فمن بين هؤلاء "عفاف" البالغة من العمر 28 عامًا، التي ارتكبت جريمة بشعة برفقة عشيقها، حيث عذبت طفلها الذى لا يتجاوز عامين ونصف العام، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وذلك بمنطقة النهضة.
كانت القوات الأمنية ضبطت والدة الطفل، سالتفت الذكر، داخل المستشفى، بعد أن تبين تعرض الطفل لآثار من التعذيب بمناطق متفرقة بجسده، وحروق ناتجة عن إطفاء السجائر بجسده، كما تبين تعرض الطفل لإزالة ضوافره بالكامل، ما أسفر عن مصرعه من كثرة تعرض لوسائل مختلفة من التعذيب.
وكشفت تحريات مباحث قسم شرطة السلام، أن أم الطفل قامت بالاشتراك مع عشيقها فى تعذيب طفلها، بعد أن تم إلقاء القبض على زوجها من قرابة شهر، ثم قررت الزوجة استقبال عشيقها، مسجل خطر، فى منزلها، لممارسة الرذيلة فى غياب زوجها، وشعر عشيقها بالضيق من صراخ الطفل، فكان يلجأ لتعذيبه عقابا لصراخه، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
وعندما فقد الطفل الوعى، قامت الأم بنقله للمستشفى لإسعافه، إلا أنه توفى بالحال، تم ضبط والدة الطفل ، وجار ضبط عشيقها لبدء تحقيقات النيابة فى الواقعة.
أشعلت النيران في جسد طفلها
لم يتوقف القطار بعد، بل تحرك مرة أخرى من محافظة كفر الشيخ حيث عمدت سيدة إلى تعذيب طفلها بإشعال النيران في جسده والتسبب في إصابته بحروق خطيرة، بينما اتهم الطفل «يحيى.ص.ح- عامين ونصف» والدته بإشعال النيران في جسده والشروع في قتله.
وأحضرت السيدة المصاب عن طريق «توك توك» لقسم الاستقبال والطوارئ بمستشفى كفر الشيخ العام، مساء الجمعة، وبالكشف عليه تبين إصابته بحروق في القدمين والظهر وسحجات وكدمات، وحالته بالغة الخطورة، وجرى نقله للعناية المركزة بقسم الأطفال، وأبلغت إدارة المستشفى نقطة شرطة المستشفى، وتحرر محضر بالواقعة، وحضرت قوة من قسم أول.
وبسؤال الأم اتهمت زوجها بتعذيب ابنها، مؤكدة أنها مطلقة من والد الطفل الذي يعمل بالقاهرة، إلا أنه بسؤال الطفل نفسه اتهم والدته "ه. م ع- 23 سنة" بالتسبب في إصابته، عن طريق رش بنزين على ظهره وإشعال النار فيه، وأُلقي القبض عليها وعلى زوجها "ر س ح- 29 سنة- عامل عادي- مقيم بمنطقة ميت علوان التابعة لشرق مدينة كفر الشيخ"، وتم حجزهما، حيث تبادلا الاتهامات بالمسؤولية عن إصابة الطفل الذي يصارع الموت بعناية قسم الأطفال بالمستشفى العام.
وأكدت الأم أنها أثناء عودتها من عملها في أحد المحال الخاصة، مساء الجمعة، فوجئت بنجلها يستغيث، وبفحصه فوجئت بإصابته بحروق شديدة وكدمات وسجحات وضرب بخرطوم على ظهره، فحملته للمستشفى العام لإنقاذه.
ضرب وتعذيب في شم النسيم
لم يتخيل الطفل ابن الـ 5 سنوات أن تتحول ابتسامته إلى صراخ وبكاء دائم من كثرة الآلام التى أصابته بعد أن تجردت والدته وزوجها الثانى، من الرحمة والإنسانية، فبدلًا من اصطحابه في جولة بالحدائق إحتفالًا بشم النسيم، إعتدى عليه بالضرب المبرح لدرجة التعذيب وحرقاه بمناطق حساسة فى جسده ، ثم خلعا أظافره.
البداية عندما استيقظت مدينة الخانكة بالقليوبية على جريمة تعذيب بشعة، حيث عذبت أم طفلها البالغ من العمر 5 سنوات، بالحرق فى مناطق حساسة بجسده، وخلع أظافره، وحرق السجائر فى وجهه بمساعدة زوجها الثانى ، وتلقى اللواء علاء سليم ، مدير مباحث القليوبية ، إخطارًا من المقدم محمد الشاذلى رئيس مباحث مركز الخانكة ، يفيد بوصول إشارة من مستشفى جامعة عين شمس بوصول الطفل "محمود. ح. ر. ع" 5 سنوات، ومقيم بـ"عرب العيايدة" فى الخانكة، مصاب بجروح بمنطقة الفخذ، والصدر، ويعانى من آثار حروق سجائر بالوجه، والصدر، ومن كدمات بجميع أنحاء الجسم، وخلع بالأظافر، وآثار حروق بالعضو الذكرى، وآثار تعذيب بمناطق متفرقة بالجسم.
أدلى المتهم "أحمد. م " 28 سنة نجار مسلح ، بإحداث الإصابات بالطفل بقصد تعذيبه، والشروع فى قتله باعترافات تفصيلية أمام العقيد عبدالله جلال رئيس فرع البحث الجنائى بالخانكة، واعترف بارتكاب الواقعة بقصد تأديب الطفل بزعم أن الطفل كان كثير الحركة واللعب والشغب داخل المنزل، وأنه سببًا فى تعكر صفوة العلاقة الحميمة بينه وبين زوجتة "أم الطفل"، مما دفعة إلى الإنتقام منة تعويضًا عن فشلة فى إقامة علاقة جيدة.
حرق جسد وشرخ في الجمجمة
وفي النها ية تجردت سيدة من معانى الأمومة والفطرة الإنسانية، وتقمصت شخصية رجال أمن الدولة الذين يقومون بتعذيب المواطنين للحصول على اعترافاتهم، فقامت بمساعدة شخص آخر يتردد عليها بتعذيب ابنها (4 سنوات) بشتى الطرق، سواء بالضرب – الذى أدى لشرخ فى الجمجمة- أو بالكى وطفى السجائر فى أجزاء متفرقة من جسده كالصدر والظهر ومنطقة العفة.
الطفل من شدة التعذيب استنجد بالجيران، خاصة أن والده متوفى، ونقلوه إلى مستشفى الساحل التعليمى، فقام مدير المستشفى بإبلاغ المنظمة الدولية للتنمية وحقوق الإنسان، فحضر وفد منها لرؤية الطفل وتوجهوا إلى قسم شرطة الوراق، لتحرير محضر ضد الأم.
سارعت السيدة لاحتواء الموقف وحاولت استلامه، إلا أن المستشفى رفضت ذلك نظرًا لخطورتها على الطفل، وتم إخطار قسم الشرطة بتقرير المستشفى، فانتقلت على الفور قوة من مباحث القسم بقيادة المقدم عمرو سعودى، رئيس المباحث، فتم القبض على الأم وجار عرضها على النيابة.
لم تقتصر جرائم اعتداء الأمهات وأيضًا الأباء، على هذه السطور السابقة، بل هي مجرد نماذج عن الانتهاكات التي تحدث للعديد من الاطفال من أقرب الناس إليهم، وأيضًا الغريب أن هؤلاء الأمهات لم يراعوا النعم التي ينعمون بها، من الإنجاب والأطفال، وهي النعمة ذاتها التي حرم منها العديد من البشر على وجهة الأرض، ولذلك لابد من استمرار التوعية لهؤلاء الأمهات اللاتي يجهلن معاني الأمومية، حتى تسير الحياة على ما يرام.