فرنسا: العلاقات بين القاهرة وباريس قوية ولا يمكن تدميرها

الخميس 31 يناير 2019 | 03:22 مساءً
كتب : سارة محمود

قالت عضو الجمعية الوطنية الفرنسية، إميليا لكارفى، إن العلاقات المصرية الفرنسية، تجمعهم علاقات أكبر كثيراً من أن يعكره صفوه بعض الأصوات الخافتة فى البلدين.

وفى بداية تصريحاتها أثناء زيارتها لمعرض الكتاب اليوم، تحدثت لكارفى عن زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون الأخيرة إلى مصر، وقالت إنها جاءت تلبية لدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بهدف تعميق العلاقات وأواصر الصداقة بين القاهرة وباريس، موضحة أن الوفد الفرنسي فى تلك الزيارة ضم 60 شخصا وقد حضروا لتوقيع بروتوكولات تعاون مع القاهرة وهو يعبر عن الشراكة الاستراتيجية الحقيقية بين مصر وفرنسا.

وأكدت النائبة الفرنسية إن الوفد المرافق للرئيس ماكرون ضم عدد من رؤوساء مجالس إدارات شركات فرنسية كبيرة جاءوا لفتح أسواق عمل وتوقيع اتفاقيات تعاون جديدة بين القاهرة وباريس، مشيرة إلى أن العديد من الأطراف الفرنسية ووسائل الإعلام أشادوا بالزيارة واعتبروها صفحة جديدة فى تاريخ علاقات البلدين عكست ما يجمعهما من تعاون مثمرة وأن الاتفاقيات سيتم تفعيلها بعد الزيارة التي لها صدى ايجابي عبر العمل المكثف خلال زيارته.

وأعربت عضو البرلمان الفرنسى، عن أسفها لعدم استطاعة الوفد المرافق للرئيس ماكرون القيام بجولة سياحية للآثار والحضارة المصرية الفرعونية، مضيفة "أنتم شعب محظوظ...لديكم حضارة تمتد إلى 7 الالاف عام".

وأكدت أن باريس لا تزال وستظل تقف إلي جانب مصر وهو ما أكده الرئيس ماكرون للوفد الرسمي المرافق له على متن الطائرة الرئاسية القادمة لمصر، موضحة أن باريس ستساند دائما مصر خاصة على المستوى الأمني لأن بوابة أمن فرنسا تبدأ من أمن مصر وأن فرنسا تساعد القاهرة دوما على كافة الأصعدة خاصة فى توفير الأمن والرعاية المستدامة والتنمية الشاملة لمصر.

وأوضحت، أن الرئيس ماكرون يحرص على دعم مصر في مجالات التعليم والتعلي العالي والصحة، مشيرة إلى ان الزيادة السكانية الكبيرة لأعداد المواليد تؤثر فى قدرة المدارس المصرية على استيعاب تلك الأعداد الهائلة.

وشددت على أن فرنسا ستظل داعم رئيسى للدولة المصرية على كافة الأصعدة، مشيرة إلى أن الرئيس ماكرون فضل زيارة مصر فى هذا التوقيت لتعميق العلاقات بين البلدين، وأن الزيارة تعد بمثابة صفحة جديدة فى تاريخ التعاون المثمر بين البلدين.

وتابعت لكارفى حديثها عن الزيارة قائلة: "مستوى الأمن أبهرنا خلال زيارتنا إلى مدينة أبو سمبل وغيرها من محطات الزيارة، وتعاوننا الاقتصادى مع مصر إيجابى بشكل كبير، ونحن بصدد تعزيز ذلك لما تتمتع به مصر من استقرار، لأن فرنسا لن تلقى بأموالها هباء فى بلد يعانى غياب الأمن.

ووصفت عضو الجمعية الوطنية الفرنسية السوق المصرى بأنه سوق عالمي مفتوح وممر ذهبى إلى القارة الافريقية، مشيدة بفكرة تدشين المنطقة الحرة وهو ما سيزيد التعاون والشراكة الاقتصادية العالمية بين القاهرة ودول العالم وخاصة فرنسا.

وحول التعاون في مجال مكافحة الإرهاب الذي يضرب القاهرة وباريس، قالت النائبة في البرلمان الفرنسي أن بوابة أمن فرنسا تبدأ من أمن مصر فهى الحصن المنيع ضد الإرهاب عن دول المتوسط، مضيفة "جميع دول المتوسط معرضين للارهاب عن طريق الهجرة غير الشرعية أو التسلل إلى تلك الدول"، موضحة ان مصر وفرنسا عانوا من التفجيرات الارهابية التي طالت كافة مكونات المجتمع المصري والفرنسي، مضيفة "لن نتخلي عن مصر في معركتها ضد الإرهاب".

وأشارت إلى أهمية التعاون العسكري بين القاهرة وباريس على كافة الأصعدة، والقيام بمناورات مشتركة لمواجهة الإرهاب على المستوى الاقليمي والدولي، موضحة أن التعاون العسكري بين مصر وفرنسا ممتد ومستمر.

وتطرقت لكارفى فى حدثيه إلى ملفات الداخل الفرنسى ومن بينها السترات الصفراء، وقالت : "حق التظاهر مكفول لأى مواطن فرنسي بالقانون والدستور لكن نحن نتعامل مع أي شخص يخرق القانون والدستور ونمنع التعدي على أملاك الدولة والخروج عن المعايير والشروط التي تنص عليها التظاهرات السلمية"، نافية تعامل الأمن فى بلادها مع مظاهرات السترات الصفراء بالرصاص الحى، مؤكدة أن الشرطة تعاملت مع المحتجين باحترافية شديدة.

واتهمت النائبة الفرنسية بعض وسائل الإعلام العالمية بتداول أنباء مغلوطة بشأن تظاهرات السترات الصفراء، ومن بينها كيفية التعامل الأمنى مع المحتجين، بخلاف الحقيقة.

وأشادت بنجاحات ومجهودات الشرطة الفرنسية التى تعاملت مع التظاهرات بالرصاص المطاطى وليس الحى، معربة عن أسفها لسقوط 11 قتيلا خلال تظاهرات السترات الصفراء، موضحة أن عملية التدافع والفوضى التي قام بها عدد من المندسين في صفوف المتظاهرين أدت لسقوط ضحايا.

وتطرقت لكارفى إلى ملف العائدون من داعش، مشيرة إلى أن بلادها تتعامل مع المقاتلين الفرنسيين الذين تورطوا بالانضمام إلى صفوف التنظيم الإرهابى بعدة طرق من بينها خضوعهم لبرامج تأهيل نفسية واجتماعية بهدف إعادة دمج أسرهم وأبنائهم فى المجتمع من جديد، وبهدف الوقوف على أسباب وكيفية انضمامهم بالأساس لتلك التنظيمات، بخلاف محاكمتهم وفق القانون والدستور.

اقرأ أيضا