إطلالات غريبة ومجاملات.. مهرجان«المصالح الشخصية» السينما الدولي سابقا

الاحد 09 ديسمبر 2018 | 05:35 مساءً
كتب : احمد حامد

أسدل الستار على فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأربعين الأسبوع الماضي ،وحصلت مصر على ٤ جوائز هى: «أفضل ممثل» لشريف دسوقي عن دوره فى فيلم «ليل خارجي» ، و«جائزة صندوق الأمم المتحدة للشباب»، وجائزة «صلاح أبوسيف»، وجائزة «أحسن فيلم عربي»، كلها ذهبت لفيلم «ورد مسموم» للمخرج أحمد فوزي صالح.

وفاز بجائزة الهرم الذهبي لأفضل مخرج " ليلة الأثني عشر عامًا"، إخراج ألفارو بريخنر ،وحصدت جائزة أفضل  ممثلة" صوفيا ساموشي" عن فيلم "ذات يوم" إخراج صوفيا سيلاجي .

إشادات كبيرة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأربعين بمستوى الأفلام المشاركة وبالشكل الذي ظهر به ، وانتقادات ايضا وجهت إليه بسبب بعض المشاكل نرصدها لكم في التقرير التالي .

 

إشادات عالمية بالمهرجان

أشاد " ألبرتو باربيرا"  مدير مهرجان فينيسيا  بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأربعين ،مؤكدا أنه كان مميزًا للغاية ، وأن الأفلام التي تم عرضها كانت جيدة للغايةن وان المهرجان أصبح يلعب دورا مميزا كي يكون نافذة جيدة للعالم العربي للعالم بأكمله .

 

وأشار " باربيرا "  أن هذا المهرجان يمكن أن يمثل فرصة هامة جدا  لبناء جسور التواصل بين دول العالم وربط ثقافاته وحضاراته  ،لأنه مهرجان قديم وننتظر منه المزيد مستقبلًا.

 

إلغاء جائزة الجمهور

فوجيء الجميع بإعلان مهرجان القاهرة إجراء تعديل  على قائمة الجوائز الممنوحة خلال الدورة الأربعين، حيث قررت إدارة المهرجان إلغاء جائزة الجمهور التى كان قد تم الإعلان عنها مسبقًا، وذلك بسبب صعوبات تقنية قد أدت إلى ضعف تصويت الجمهوروذلك على حسب البيان الصحفى الذى أصدرته إدارة المهرجان ، على أن تذهب الجائزة و قيمتها المالية  20 ألف دولار، للفيلم الفائز بالهرم الذهبى ، والتي ذهبت لفيلم " ليلة الإثنى عشر عاما " للمخرج " ألفارو بريختر" .

 

وقالت إدارة المهرجان  الأمر بأنهم لاحظوا انخفاض الإقبال على عملية التصويت الإليكتروني   على جوائز المسابقة الدولية المتنافسة على جائزة الجمهور، وذلك بسبب  وجود صعوبات تقنية، وذلك يهدد الوصول إلى نتائج لها مصداقية.

 وأكدت إدارة المهرجان أن إلغاء التصويت الإليكتروني للجمهور يقتصر على الدورة الحالية فقط، وسيتم دراسة الموضوع بشكل كامل ، من أجل الوصول لطريقة تصويت تناسب جمهور المهرجان خلال في الدورة القادمة  .

 

أغرب إطلالات الفنانات

ظهرت العديد من الفنانات بأزياء وإطلالات غريبة مثيرة للجدل سواء في افتتاح او ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأربعين ، ولكن كانت هناك فنانات هن الأكثر جدلا بإطلالتهن سواء من الحضور او الجمهور .

 استياء كبير وانتقادات لاذعة تم توجيهها للفنانة " رانيا يوسف " بسبب إطلالتها في ختام المهرجان بفستان أشبه بالمايوه الذي يتم ارتداؤه على شواطيء البحر لا في المهرجانات ، وأهم مهرجان فني في مصر ، تناقض كبير بين إطلالتها في حفل الافتتاح حيث ظهرت بغطاء على جسدها  مرتدية بدلة سواء اللون وقبعة فوق رأسها  ، وتم تشبيهها  بإطلالات مطرب البوب الأمريكي الراحل مايكل جاكسون ، لتأتي في حفل الختام بالظهور بغرابة شديدة من خلال فستان شبيه بالمايوه ، وكأنها كانت تقصد لقت الانتباه لها من خلال ملابسها وإثارة جدل كبير حولها لتتصدر مواقع التواصل الاجتماعي ، وكأن  ذلك  كانهو هدفها الرئيسي من حضور المهرجان وهو تركيز الضوء عليها بأي وسيلة وبالفعل نجحت في ذلك بجدارة .

 

 بالطبع يجب ان تضع " سما المصري " بصمتها على أي حدث تحضره ، وظهر ذلك بإطلالتها بالزي الفرعوني الذي ظهرت به في حفل الافتتاح وكان غريب الشكل وغير مألوف في تلك المناسبة ، ولكتها أرادت أيضا جذب النتباه لها ولعدسات المصورين .

 

لجان التحكيم

 جدل كبير ايضا حدث عقب  اختيار فنانين مصريين وعرب للجان تحكيم مهرجان القاهرة  لافتقادهم الخبرة وقلة عمرهم الفني ، فى تجاهل لكل الاسماء المهمة والكبيرة  فى السينما المصرية سواء  سينمائيين ونقادا. صحيح أن أغلب من اختارهم " محمد حفظى" رئيس المهرجان  موهوبون لكنهم فى بداية حياتهم والتحكيم يتطلب خبرة ومشاهدة منتظمة للإنتاج العالمي. ومن هؤلاء الممثلة ياسمين رئيس في مسابقة سينما الغد الدولية للأفلام القصيرة  والتونسية عائشة بن احمد في لجنة تحكيم مسابقة افاق السينما العربية  ، والمخرجون محمد حماد وأبو بكر شوقى وايتن امين ورصيد كل منهم فيلم واحد.

 

محمد حفظي يتبرأ من دعوة سما المصري للمهرجان

نفى السيناريست محمد حفظي رئيس المهرجان توجيهه لدعوة حضور لـ " سما المصري "  التي حضرت حفلي الافتتاح والختام سواء منه أو من إدارة المهرجان  ، وأنه لايعرف من وجه لها الدعوة وأنه غير مسئول عن ذلك ، لترد سما بعد ذلك بسخرية  قائلةً: "كل مصر بتسأل طبعًا مين جاب لي دعوة مهرجان القاهرة السينمائي، بصراحة اللي جابلي الدعوة قابلته في المعبد الملعون واسمه توت عنخ آمون". ليظل السؤال دائرا من يوجه الدعوات للحضور ؟ لأن كل من حضر أو شاهد المهرجان وجد اشخاصا ليس لهم علاقة بالمهرجان بأي صلة ومتواجين مع الحضور في محاولة منهم التقاط صورة مع أي فنان .

 

كارنيه لـ نجل نائب المدير الفني للمهرجان

من العجائب والطرائف التي شاهدناها في الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي عمل كارنيه لنجل الناقد الفني " أحمد شوقي " نائب المدير الفني للمهرجان وهو طفل يتراوح عمره بين العام والنصف والعامين ، والسؤال كيف تم ذلك في مهرجان عام  ثقافي كبير وليس مهرجان خاص ؟ والأغرب هو احتفال والده بذلك الحدث وتصويره وكأنه لايبالي شيئا وان ذلك موضوع عادي ومتاح ، لذلك من حقنا أن نقوم بعمل كارنيه لكل طفل مصري على غرار نجل نائب المدير الفني للمهرجان .

 

لا احد هناك .. الفيلم الذي لم يفهمه صناعه ولا الجمهور

كان من ضمن فعاليات اليوم الرابع للمهرجان عرض فيلم " لا أحد هناك " كتجربة الى للفنان " أحمد مجدي " إخراجيا بطولة عمرو حسني، شذى محرم، هايدي قوسة، سلمى حسن، رشا مجدي، محمد البدوي وأسامة جاويش، الفيلم يدور في شوارع المدينة الخالية سوى من أشباحها الفيلم حول رحلة بحث أحد الشباب عن أموال يساعد بها فتاة لا يعرفها لعمل عملية إجهاض، إلا أنه يتورط في النهاية مع مجموعة من الشباب يودون كشف سر الزرافة المخبأة في حديقة الحيوان ، وبإجماع حضور الفيلم حتى أبطاله أن الفيلم ليس مفهوما وأحداثه غريبة وماسبب وجود الزرافة في الفيلم ؟ حتى أن أحمد مجدي نفسه صرح بأن الفيلم من الأفلام الغريبة التي تم صنعها خصيصا للمهرجان وأن احداثع عبارة عن صراعات نفسية فهو يقدم رؤية مختلفة فيه .

 

المهرجان ثقافي وليس تجاري

من المفترض أن مهرجان القاهرة السينمائي يقام لكل المصريين باختلاف طبقاتهم الاجتماعية ، للتعرف على الثقافات الأخرى وتنوع الحضارات لبلدان العالم التي تشارك بالمهرجان،  فهو من مصادر الثقافة للمصريين وإقامته بدار الأوبرا المصرية اكبر دليل على ذلك ، ولكن أن يصل سعر تذكرة الحضور بالمسرح الكبير  لمن لايملك كارنيه أو عضوية  نقابة إلي 80 جنيها،  لتتصاعد اضعافا عن الدورات السابقة فذلك امرا ليس جيدا للمهرجان ، ولانريد أن نبرر ذلك بارتفاع سعر الدولار وارتفاع الأسعار عامة لأن المهرجان هدفه الأول ليس التربح وإنما إتاحة الفرصة للجميع لمشاهدة الأفلام وتبادل الثقافات ،فالهدف الساسي ثقافيا وليس تجاريا .