ذهاب بلا عودة.. حكاية «حداد السلام» أنهى حياة أولاده في مياه إمبابة ثم إنتحر

"هنتصالح أمتي مع ماما يابابا".. كلمات  خرجت من "ملك" الطفلة ذات الـ13عامًا، بعد فارقت والدتها قرابة 8 أشهر من وقت انفصالها عن والدها، التي هاجرت منزلها وقامت برفع دعوى خلع علي زوجها ، فحاولت أن تحصل على أبنائها بالطرق الودية للإقامة معها لكن والدهم رفض، وقال لها: "خلي المحكمة تنفعك أنا اقتلهم أحسن قبل ما تشوفي ظفر واحد منهم"، بحسب ماجاء على لسان الزوجة خلال التحقيقات معها.

جاهد الأب كثيرًا في رعاية أبنائه، وعمل علي توفير كافة احتياجتهم، بالرغم من المعاناة التي واجهته في غياب والدتهم، الا ان تعب كثيرًا من الحاح أبنائه ع التصالح مع والدتهم، وبعد ان طالبت كثيرا الزوجة بأخذ أبنائها الا ان الزوج تعب كثيرا ، وتوجه للزوجة كي تأخذ أولاها، وفور وصوله ليعطي الأم أبنائها إلى منطقة كوبري إمبابة، قام بالاتصال عليها كثيرًا، قرابة الـ 5 ساعات إلا أنها لم تستجيب لاتصالاته وقام بإلقائهم الثلاثة في مياه النيل بكوبري "أمبابة" ثم انتحر بإلقاء نفسه خلفهم.

البداية كانت عندما تلقت قوات اﻹنقاذ النهرى بلاغا من اﻷهالى بسقوط أطفال داخل مياه النيل بنطاق الوراق و إمبابة و انتقل رجال الحماية المدنية و تمكنوا من انتشال الجثث و انتقل رجال المباحث لسماع أقوال اﻷهالى حول الواقعة.

وبالفحص تبين أن جثة اﻷب "أحمد عيد عبد الجواد" يبلغ من العمر 43 عاما يرتدى بنطلون وتيشرت اسود أمام مقر المسطحات فى إمبابة و جثة" محمد" 8 سنوات يرتدى زى كحلى أمام مقر شركة الكهرباء الوراق و جثة "ملك" 7 سنوات أسفل كوبرى الساحل و جثة "عمرو" 10 سنوات بنطاق منطقة الساحل بالقاهرة و نقلهم بسيارات اسعاف الى المشرحة.

وكشفت التحقيقات أن قوات الأمن عثرت على جثتين، الأولى لرجل في العقد الخامس من عمره، والثانية لشاب في العقد الثاني من عمره، حيث تبين أنهما لأب وابنه، وتبين من بطاقة الرقم القومي للأب أنه حداد ومقيم بمدينة السلام، وباستدعاء شقيقه تعرف على جثة شقيقه ونجله، كما تعرف على جثة ابنة شقيقه بالطب الشرعي، وأدلى بتفاصيل عن حياة أخيه، أهمها أنّ زوجته هجرت منزل الزوجية منذ عدة سنوات، وأقامت دعوى خلع ضد زوجها المنتحر بسبب مكوثه في المنزل إثر إصابته بعجز بسبب العمل.