” الشعب هو الكسبان”.. أوبر وكريم يهددان ”عفاريت الأسفلت” بميكروباص مصر

الاربعاء 05 ديسمبر 2018 | 12:23 مساءً
كتب : قسم التقارير

اشتهرت العاصمة الكبرى للمحروسة بشدة زحامها خاصة في الأوقات التي يطلق عليها ساعات الذروة، والتي تكون عادة من الثامنة صباحّا حتى العاشرة، ومن الواحدة ظهرا حتى الثالثة عصرًا، والذي يوافق عادة إمّا ذهاب المواطنين إلى عملهم والطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم، أو العكس.

 

الذورة في المحروسة تختلف عن مثيلاتها من الدول، مواصلات عامة تمتلئ بالمواطنين، وشوارع لا تكاد ترى ملامحها من كثرة السيارات، من يمتلك سيارة يعاني يوميّا من البحث عن مكان أو كما يطلق عليها "ركنة للعربية" بسبب شدة الزحام، لذا فالكثير يفضل البحث عن وسيلة تناسبه وتكون مريحة إلى حد ما بالنسبة له، فلم يتفق جميعًا إلّا على "التاكسي".

 

ولأنّ التاكسي كان وسيلة جيدة لدى الكثيرين، ففكر  بعض المسؤولين في فتح باب أمام شركات النقل "الذكي"، لاقتناص الفرصة وإتاحة خدماتها للراغبين في تنقل هادئ وغير مكلف في ذات الوقت.

 

أوبر وكريم في تحدي جديد

فقد أعلنت شركتا "أوبر" و"كريم" دخول سوق النقل الجماعي، عبر توفير حافلات صغيرة بمواصفات أكثر ملاءمة لخدمة شريحة من الركاب لا يستطيعون تحمل نفقات سيارة الأجرة (التاكسي)، وفي ذات الوقت يجدون مشكلة في الصراع اليومي من أجل اقتناص مقعد في حافلات النقل الجماعي.

 

وتأمل الشركتان العملاقتان في جذب ملايين المصريين في الرحلات التشاركية، من مناطق حضرية مزدحمة بشكل مزمن ومليئة بالتلوث، وإحلالها محل السيارات الشخصية.

 

زيادة المستخدمين

وقال الرئيس التنفيذي لـ"أوبر" دارا خسروشاهي، في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، إن الشركة ترغب في زيادة عدد مستخدميها على مستوى العالم من 100 مليون إلى مليار مستخدم، وإن خدمة "أوبر باص" الجديدة كانت جزءا من هذه الخطة.

 

وأضاف: "هذا منتج صنعناه للقاهرة. سيكون الآن أيسر الطرق لاستخدام تكنولوجيا أوبر للتحرك في أنحاء المدينة ".

 

ولم تكشف الشركة عن تسعيرة الخدمة الجديدة، لكن "كريم" المنافس الرئيسي لـ"أوبر" أزاحت الستار عن تفاصيل أكثر.

كريم والأتوبيس الذكي

ونقلت وسائل إعلام محلية عن هدير شلبى مدير خدمة النقل الجماعى بشركة "كريم مصر"، قولها إن أجرة الحافلة الذكية "كريم باص" تصل إلى 25 جنيها (1.4 دولار)، وهي موحدة على جميع الرحلات فى الفترة التجريبية للخدمة التى بدأت بالفعل يوم الثلاثاء.

 

وتتراوح أجرة الحافلة الجماعية التي يملكها أشخاص أو شركات نقل صغيرة في مصر ما بين 5 جنيهات إلى 10 جنيهات على حسب المسافة، لكن قد يلزم استقلال أكثر من حافلة في الوجهات الطويلة.

 

عبر تطبيق هاتفي

 

يمكن للمستخدمين حجز مقاعد على الحافلة عبر تطبيق إلكتروني باسم "كريم باص" أو "أوبر باص"، حيث بدأت "كريم" باستخدام 25 حافلة عبر 4 خطوط تربط القاهرة بالجيزة، كما تتجه للتوسع إلى 5 محافظات خلال الـ6 أشهر المقبلة.

 

وبحسب شلبي، يضمن العميل مقعده عبر التطبيق بدلا من الوقوف في الشارع انتظارا للحافلة.

 

وتتوفر الخدمة الجديدة على تقنية مراقبة خط السير والحصول على تقييم العميل، كما هو متبع في سيارات الأجرة التابعة لـ"كريم".

 

وكانت "أوبر" و"كريم" قد حققتا نجاحا ملحوظا في مجال التاكسي، حيث حول الكثيرون سياراتهم الخاصة إلى أجرة عبر الاشتراك في تطبيق إلكتروني، وهو ما قدم خدمة مميزة وفرت كثيرا من الجدل اليومي بين الركاب وسائقي التاكسي التقليدي بشأن الأجرة، إضافة إلى معايير السلامة والأمان.

 

عفاريت الأسفلت

 

لكن لن يفرش أسفلت الطريق بالورود للشركتين اللتين واجهتا سيلا من الانتقادات، بسبب سحب زبائن التاكسي التقليدي، مما أثر بشكل كبير على عشرات الآلاف من السائقين العاملين في هذا المجال.

 

فأمام احتكاكات عنيفة حدثت في بعض الأحيان بين سائقي التاكسي التقليدي وسائقي "أوبر" و"كريم"، يبدو الوضع بالنسبة للحافلات أكثر إثارة للقلق بالنسبة لكثير من الركاب.

 

وينتشر في أوساط سائقي حافلات الأجرة لقب" عفاريت الأسفلت"، في إشارة إلى التهور في القيادة وعدم الالتزام بمعايير الأمان وقواعد المرور.

 

واعتبرت عفيفي أن كلفة الحافلة الذكية ستكون عائقا أمام كثيرين لاستخدامها، مما يجعل العملاء محصورين في فئات لا تستخدم عادة الميكروباص، لكنها لم تعد تتحمل ماديا تكلفة التاكسي بمختلف أنواعه.

 

وقالت: "حتى أسعار تاكسي أوبر ازدادت للضعف وأصبحت خاضعة للزيادة خلال اليوم، بناء على وقت الطلب وذروة الزحام بالإضافة إلى ارتفاع سعر البنزين".

 

شركة سويفل

وليست "أوبر" و"كريم" أول من اقتحم مجال الحافلات الذكية، فقد سبقتهم شركة "سويفل" التي انطلقت بداية 2017، لكن على نطاق صغير، حيث تخدم نحو 5 مناطق في القاهرة.

 

ويعني إعلان عملاقي النقل الدخول بقوة في هذا المجال، إنجاز كافة الإجراءات التنظيمية مع الحكومة المصرية، التي ترغب من جانبها في تحسين خدمات النقل في المدن والقضاء على العشوائيات المرورية.

اقرأ أيضا