الفارون من الموت.. الذئاب تطارد اللاجئين في القارة العجوز

السبت 24 نوفمبر 2018 | 06:30 مساءً
كتب : مدحت بدران - محمود صلاح

قارب صغير تتلاعب به أمواج البحر يمينًا ويسارًا، يحمل على متنه عشرات الأفراد الهاربين من بطش الرصاص والقنابل، يبحثون عن ملجأ آمن يقضون فيه بقية حياتهم، وعلى الجانب الآخر أسلاك شائكة تتسلل من بينها مجموعات صغيرة من المهاجرين، بينهم أطفال ونساء يبكون ورجال غلب على ملامحهم اليأس والملل بسبب ما لحق بهم من تدمير للأوطان، كل ما سبق ليس مشهدًا دراميًا حدث فى بعض المسلسلات ولكنه واقع عاشه العديد من المواطنين حول العالم، وما زالوا.

 

تلك الكاميرا التى رصدت هذه المشاهد عن عمد، فتارة تركز على أصحاب البشرة البيضاء الهاربين عبر الصحراء من دمشق إلى لبنان، وتارة تنتقل إلى أصحاب البشرة السمراء الذين هاجت أمواج البحر على قاربهم فأصبحوا مجرد عشاء للأسماك خلال دقائق.

 

الطيبة لن تجدى

«لقد صار من شبه المستحيل الاستمرار فى منصب المستشارية فى ظل هذا الحصار الداخلى والخارجى الخانق».. تلك العبارات السابقة كانت قادرة أن تلخص خطاب المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التى فاجأت به الجميع حول العالم قبل أيام.

 

إذا استمعت لخطاب المستشارة الألمانية، ورأيت الغضب الشديد الذى بدا على ملامح وجهها، لتوصلت إلى العديد من السلبيات التى يمارسها العالم ضد اللاجئين، والتى تمثلت فى تهديد الديمقراطيات الأوروبية للشعبوية الروسية، والتى لا تتوافق مع أى احترام للمعايير السياسية والديمقراطية، وممارسة الابتزاز عليها من الشعبوية الحاكمة الأخرى، فى واشنطن.

 

المشهور عن المستشارة الألمانية، ميركل، أنها رائدة اللاجئين حول العالم، وهى من ساعدت على فتح الأبواب أمامهم، والعمل خلال مسيرات على احتوائهم حتى تتوصل بلادهم إلى حلول للمشكلات التى يعيشونها، ولكن سيحتوى المشهد على خلاف ذلك بعد صعود منافسيها إلى المشهد السياسى، حيث سيكون للاجئين حول العالم شأن آخر، وذلك يتضح بعدما أغلقت ألمانيا أبوابها، وكذلك إيطاليا وتركيا فى وجههم.

 

السوريون فى بلاد العالم

منذ سبع سنوات اشتعل الصراع فى الأراضى السورية وتسبب فى نزوح 13 مليون لاجئ من بلادهم إلى دول متعددة، وهذا يمثل حوالى 60 فى المئة من سكان الدولة العربية، تركوا مساكنهم بسبب الحروب، وهى نسبة نزوح لم تشهدها دولة من قبل خلال العقود الأخيرة، وهذا بحسب مركز "بيو" للأبحاث.

 

تضاربت الدراسات التى أجرتها المراكز المتخصصة، حول عدد اللاجئين السوريين، حيث نشر المركز سالف الذكر أن أكثر من 6 ملايين و300 ألف سورى، أى حوالى 49 فى المئة من عدد المهاجرين قد نزحوا داخليًا، لكن هذه النسبة تغيرت خلال السنوات الأخيرة مع عودة مئات الآلاف إلى ديارهم وظهور نازحين جدد، حيث قال المركز إن حوالى 700 ألف سورى نزحوا داخليًا فى النصف الأول من 2017 بسبب الصراع المستمر.

 

أفادت دراسات أخرى أن أكثر من 5 ملايين لجأوا إلى الدول المجاورة فى تلك المنطقة: تركيا 3.4 مليون، ولبنان مليون، والأردن 660 ألفا، والعراق 250 ألف لاجئ، ويوجد أكثر من 150 ألفا يعيشون فى دول شمال إفريقيا مثل مصر وليبيا.

 

أوروبا تحتضن

فى أوروبا يعيش حوالى مليون سورى كلاجئين أو طالبى اللجوء، بحسب الإحصائيات التالية، ألمانيا 530 ألفا يمثلون خامس أكبر نسبة لاجئين فى العالم، والسويد 110 آلاف، والنمسا 50 ألفًا، بالإضافة لهؤلاء يوجد حوالى 24 ألف سورى تمت إعادة توطينهم فى أوروبا بين 2011 و2016.

 

وبالنسبة لأمريكا الشمالية، يوجد حوالى 100 ألف سورى، يمثلون أقل من 1 فى المئة من العدد الإجمالى للاجئين السوريين فى العالم، كما أعادت كندا توطين حوالى 52 ألف سورى.

 

أما فى الولايات المتحدة فتمت إعادة توطين حوالى 21 ألفا، وهناك حوالى 8 آلاف يقيمون على أساس برنامج الحماية المؤقتة، الذى يمنح مهاجرين يواجهون حروبا أو كوارث فى بلادهم حق الإقامة والعمل فى الولايات المتحدة لمدة محددة.

 

النجار: تقصير العرب مع اللاجئين دفع تركيا للسيطرة على الموصل وحلب

وفى هذا الصدد قال تيسير النجار، رئيس الهيئة العامة السورية لشئون اللاجئين، إن ألمانيا تحتضن فوق المليون لاجئ سورى، وهم مدللين بكل ما تعنيه الكلمة، والمستشارة الألمانية تقوم بدورها تجاههم وأكثر، وبالنسبة للاجئين الموجودين فى تركيا، فإن ألمانيا تدفع أموالا ضخمة لأنقرة لكى تنشئ المشاريع التى تعين اللاجئين فيها على نوائب الحياة، وتوفر لهم حياة كريمة، وهذا فى اتفاقيات مشتركة بين تركيا وألمانيا والموضوع على هذا المنوال منتهى فيه الحديث.

 

وأكد النجار أن هناك ضغوطا على المستشارة الألمانية من سياسيين ومن عدة أطراف أخرى، ولذلك هى عملت ما عليها اتجاه السوريين وغيرهم من اللاجئين حول العالم، ومن الممكن أنها تكون حاولت الانسحاب من السياسة لإسكات المتعصبين ضد اللاجئين فى بلادها، وحتى تختصر المنافسة بينهما فقد حاولت تنهى الأمر فى هذا الملف، ولكن فى كل الأحوال ألمانيا تعمل على هذا الملف وتدفع من أجل اللاجئين، مضيفًا: أتمنى أن تكون الدول العربية مثل ألمانيا فى التعامل مع اللاجئين السوريين، ولكن للأسف هناك سوء تفاهم بينهم، ولكن العديد من دول الخليج يدفعون للأمريكان أكثر من الأخوة العرب السوريين، وأيضًا يجب أن يفتحوا الأبواب فى وجه الأخوة العرب حتى تعود الوحدة بين الشعوب.

 

وأضاف رئيس الهيئة العامة لشئون اللاجئين السوريين، أن الاتفاقية التى وقعتها تركيا فى عام 1922، تنتهى بعد أربع سنوات وبعد ذلك تطالب تركيا بإعادة مناطقها التى كان من المفترض أن ترحل منها، وتركيا كانت تطالب بالموصل وحلب، وتحاول إنشاء المشاريع فى تلك المناطق، وتحتضن حوالى 4 ملايين سورى، والعديد من العراقيين وغيرهم من الطلبة السوريين، الذين بلغ عددهم 250 ألفا يدخلون الجامعات على حساب أنقرة، ومتكفلة بهم من كل شىء، وهذا يعنى بعد 4 سنوات سيكون عندها من الخيرات مثلما دفعت وأكثر، وهذا يتضح أن تركيا تدخل كل حين وآخر فى صراعات مع أمريكا، ومرة مع روسيا حتى تصل إلى طلبها فى تحديد المناطق التابعة لها فى المنطقة السورية.

 

وأشار النجار إلى أنه إذا وصلت تركيا لهذا الأمر سيترك القرار للشعب فى تحقيق مصيرهم، هل يكونوا سوريين أم أتراك، وهذه النتائج واضحة بالفعل أن يختاروا تركيا التى تهتم بهم منذ سنوات مضت، وبذلك ستكون تركيا ضمت إلى أرضها نصف سوريا والعراق، وكل هذا يكون بسبب التقصير من الدول العربية التى لا تهتم باللاجئين السوريين.

 

وأما عن التعاملات اللبنانية مع اللاجئين السوريين، أوضح النجار، أن جميع الدول العربية على هذا الحال تتعامل بشكل جيد مع اللاجئين، ولكن لبنان لا يقبل اللاجئين على أرضه، ويحاول بشتى الطرق أن يغلق أبوابه فى وجه السوريين، وهناك العديد من العلاقات السيئة من جانب الشعب اللبنانى.

 

أحمد بدوى: تركيا تستغلهم سياسيًا.. وإيطاليا حدودها مخترقة

وعلى الجانب الآخر علق أحمد بدوى، رئيس المؤسسة المصرية لدعم اللاجئين، على انسحاب المستشارة الألمانية من المشهد السياسى، وتأثير ذلك على اللاجئين حول العالم قائلاً: ألمانيا لها دور كبير فى دعم اللاجئين حول العالم، والأكثر رعاية لهم من خلال الاهتمام بهم وفتح الأبواب لهم فى المناطق الألمانية والاتحاد الأوروبى، ولكن قرار انسحابها سيكون له تأثير مباشر على اللاجئين، خصوصًا أن منافسيها السياسيون يحاولون منع دخولهم إلى أراضيهم، وستبدأ من بعدها تركيا وإيطاليا فى التضييق عليهم، وخاصة السوريين لأنهم الكتلة الأكبر فى العالم من ناحية اللجوء.

 

وأضاف بدوى، أنه بعد التغيرات الحزبية فى تركيا، والدولة الألمانية، سيكون هناك خطر على اللاجئين من ناحية القبول والرفض للدخول فى الأراضى الأوروبية، كما سينشأ هناك نوع من الخلل داخل الأراضى الأوروبية بسبب اللاجئين كما توقع منافسو أنجيلا ميركل.

 

وأكد رئيس المؤسسة المصرية لدعم اللاجئين، أن تركيا تستغل موقف اللاجئين من الناحية السياسية، وتسعى لتكون عضوًا فى الاتحاد الأوروبى، وتلعب بهم على المستوى السياسى، وموقفها واضح أنها تستخدم هؤلاء للضغط على الاتحاد الأوروبى لكى يقبل عضويتها.

 

وأشار البدوى إلى أن إيطاليا يوجد عندها إشكالية كبيرة أيضًا وهو تدفق اللاجئين الذين يتوافدون إليها من دول الصراع وغيرها، من الدول الإفريقية التى تشكل خطرًا على أمن حدودها، وبسبب الحدود غير الآمنة، وضعت إيطاليا فى قائمة الاختراق الحدودى، ولكن عندما تمنع ألمانيا دخول اللاجئين إلى أرضها، أتوقع أن يكون التوافد كبيرا إلى إيطاليا وبالتالى ستنقلب التأمينات الإيطالية كلها نحو الحدود للتضييق على اللاجئين والمهاجرين هجرة غير شرعية القاصدين إيطاليا.

 

كراهية ترامب والجدار المكسيكى

أما عن الجانب الخارجى فكانت المواقف الأمريكية ممتلئة بالكراهية والتشدد العنيف تجاه المهاجرين واللاجئين, فمنذ تولى دونالد ترامب مقاليد الحكم وهو يبعث التحقير والتجريم نحوهم, ووصل الأمر إلى عدم الثقة بهم ومنعهم من الحصول على الجنسية الأمريكية, والتعهد ببناء جدار عازل على حدوده ليحرمهم من دخول الولايات المتحدة, لأنهم لا يملكون حقًا فى المجتمع وذلك يضعهم فى معاناة التمييز من دون أن تقف العدالة بجانبهم.

 

وتأتى المكسيك على رأس الدول الموردة للمهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة، حيث بلغ أعداد المهاجرين إلى أمريكا وفقا لمركز نيو الإسبانى إلى أكثر من 12 مليون مهاجر غير شرعى حتى عام 2014, ويوجد احتمالات متوقعة بزيادة كبيرة فى الفترة المقبلة فى أعداد المهاجرين وذلك يرجع إلى وصول آلاف من المهاجرين من السلفادور إلى جواتيمالا ذاهبين إلى أمريكا وذلك ما جعل الإدارة الأمريكية فى حالة من الغضب, جعلت ترامب يتوعد بإطلاق النار على المهاجرين إن لزم الأمر.

 

وأفادت دراسات أخرى أن أمريكا استقطبت نحو 45.8 مليون مهاجر وذلك ما يعادل 20 % من إجمالى المهاجرين بالعالم، ويلحقها فى الترتيب روسيا وألمانيا.

 

فراس خالدى: الموقف الأمريكى متشدد ولكل دولة سياستها

فى هذا الصدد قال المحلل السياسى السورى فراس خالدى، لا نستطيع الإنكار أن الموقف الأمريكى بالنسبة للمهاجرين متشدد وبالأخص بعد أن تولى دونالد ترامب حكم الولايات المتحدة, ولكن لكل دولة سياسة خاصة بها تمررها كيفما تشاء.

 

وأضاف "فراس" أنه لابد أن يكون هناك آليات بشأن تلك القضايا, وفى ظل ظروف اقتصادية متخبطة فى عديد من الدول, لذلك لابد من الحد من تلك الأزمات فى ظل الصراعات الحالية وبالأخص بعد تصريح أنجيلا ميركل عن استقالتها، وذلك من المؤكد أن يؤثر على ملف اللاجئين حول العالم.

 

وأشار "فراس" إلى أنه لابد من وجود عدالة تجاه جميع الجنسيات وعدم الاقتصار على جنسية معينة, لأنه يوجد فرق كبير بين المهاجر واللاجئ ويكمن ذلك فى مدى الضغط الذى حدث عليه داخل موطنه جعله يترك البلاد, ويفكر فى الذهاب لدولة أخرى تحترمه.

 

الإنسانية تذهب

بعد أن قالت لا يجب أن ننسى أن المهاجرين بشر جاءوا إلينا, فيجب ألا ندير ظهورنا مبتعدين عنهم, وهم فى أشد الحاجة للمساعدات، تأتى رائدة اللاجئين حول العالم أنجيلا ميركل مقدمة استقالتها التى جعلت الخوف يسيطر على قلوب المهاجرين مما سيحدث الفترة المفبلة.

 

وتحت حصار وتهديد مستمر تقدمت أنجيلا ميركل باستقالتها بعد أن هدد وزير الداخلية الألمانى باستقالته إذا ما ابتعدت ميركل عن قضايا المهاجرين, وأن تنسى دخول المهاجرين إلى الأراضى الألمانية مرة أخرى وعدم الاقتراب مستقبلًا عند الحدود بين ألمانيا والنمسا.

 

وارتفع عدد السكان الأجانب فى ألمانيا بنسبة 5.8 بالمئة خلال العام 2017 بزيادة تقدر بنحو نصف مليون أجنبى، وتعتبر هذه النسبة هى الأعلى منذ عام 2013.

 

وأكد مكتب الإحصاء الألمانى أن عدد السكان الأجانب فى ألمانيا ارتفع العام الماضى بنسبة 5.8%، وأن عدد المسجلين فى قوائم الأجانب الذين ليس معهم سوى جنسية أجنبية بلغ 10.6 مليون شخص عام 2017 أى بزيادة نحو 585 ألف شخص عن 2016، وهى نسبة مشابهة للزيادة التى حصلت عام 2013 قبل بدء أزمة اللجوء.

 

وبحسب المكتب الفدرالى فإن أعداد المهاجرين من الدول غير الأعضاء بالاتحاد الأوروبى مثل سوريا والعراق وأفغانستان، قد تراجعت مقارنة بعام 2016 فى حين كانت هناك زيادة واضحة فى أعداد المهاجرين القادمين من دول الاتحاد الأوروبى حيث ارتفعت نسبة الذين قدموا إلى ألمانيا من دول شرق الاتحاد الأوروبى عن العام  الماضى بنسبة 12.5%.

 

طارق أركاز: الاستقرار والأمان هو الهدف الأول لكل من يغادر دياره

فى هذا الصدد قال طارق أركاز، مسئول القسم الإعلامى والمتحدث الرسمى باسم مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، أن الحكومة المصرية تستقبل عددا كبيرا من السوريين وباقى الدول ولكن كمية المساعدات التى نستقبلها ضعيفة جدًا ولا تذكر لما يدفع من قبل الإدارة المصرية.

 

وأكد "أركاز" أنه يوجد فرق بين اللاجئ والمهاجر, والعنصر المشترك بينهما هو الخوف والاستقرار "فاللاجئ" هو الشخص الذى يتعرض للظلم والاضطهاد بسبب دينه أو الانتماء الموالى له أو جنسيته, أما "المهاجر" هو الشخص الذى يذهب من مكان إلى آخر, ودائما وأبدا اللاجئ يبحث عن الحماية التى لا يستطيع أن يحصل عليها داخل موطنه الأصلى, فيذهب خارج البلاد لكى يحصل عليها وأن يقابل بذلك معاملة حسنة بدون أى ضغوط.

 

وأوضح "أركاز" أن الدولة الألمانية من أقوى الدول على الساحة التى كان لها دور مهم جدا فى قضية اللاجئين حول العالم, وأن ما حدث مع ميركل هو نتيجة طبيعية لمدى الضغط الداخلى والخارجى التى تعرضت إليه بسبب سياستها الداعمة للمهاجرين, على عكس الائتلاف الحاكم الذى يرفض ذلك الموقف.

 

الفراغ الأمنى والفقر الإفريقى والبحث عن إسرائيل

فى ظل فراغ أمنى جعل من ليبيا والدول الإفريقية غير قادرة على التصدى إلى مهربى البشر، وأن توضع فى أولى الدول المصدرة للمهاجرين واللاجئين غير الشرعيين, ومن الناحية الأخرى تعتبر الظروف القاسية فى أفريقيا هى العامل الأساسى للهجرة لكسب أموال طائلة حتى يستطيع العيش وسط الظروف القاسية تلك.

 

وأصبحت ليبيا الغارقة فى الفوضى منذ العام 2011 أحد أبرز بلدان عبور المهاجرين القادمين من الصحراء الجنوبية الإفريقية باتجاه سواحل أوروبا.

 

وحسب تقرير لمنظمة العفو الدولية، فإن اللاجئين الذين تضمهم مراكز الاحتجاز الليبية، معظمهم من دول تشاد والنيجر والسودان وإريتريا والصومال وجامبيا ومالى ونيجيريا والسنغال وتوجو، بالإضافة إلى دخول أعداد كبيرة من مصر وباكستان وبنجلاديش، من الباحثين عن فرصة للسفر إلى أوروبا عن طريق البحر، فى رحلة هجرة غير شرعية.

 

وارتفع عدد المهاجرين غير الشرعيين فى إسرائيل بحواى 24339 شخصا فى 2010، وكانت معظم الدول التى جاء منها المهاجرون غير الشرعيين هى إثيوبيا، السودان، إرتيريا، ساحل العاج، نيجيريا.

 

يوسف المطعنى: وجودهم الفترة المقبلة سيكون أقل ترحيبًا

قال المحامى يوسف المطعنى، مدير مركز "مصر والشام" للخدمات القانونية والإدارية للسوريين المقيمين فى مصر، إنه من المؤكد أن يكون الترحيب باللاجئين الفترة المقبلة، قليلا نظرًا للسياسات الدولية وما يحدث على الساحة العالمية, فكل رئيس يريد أن يركز جيدًا على دولته.

 

وأفاد "المطعنى" أن الدول حاليا تتخلص من المهاجرين غير القانونيين أى الذين لهم سجلات إجرامية, وما حدث مع ميركل كان متوقعا ومن المؤكد أن يتأثر ملف اللاجئين بعد تركها دائرة اتخاذ القرار.

 

وأشار "المطعنى" إلى أنه فى الفترة الأخيرة تم ترديد عدد من الأخبار الكاذبة بشأن تعرض عدد من اللاجئين الأفارقة لمشكلات مثل سرقة الأعضاء ولكنها تكون حالات فردية.

 

اليمين المتطرف وغلق الموانئ أبرز ما يميز قضية المهاجرين فى إيطاليا

تحت مسمى الموانئ مغلقة, ووسط تشدد وتزعم أحزاب اليمين المتطرف, والتى أرادت أن ترحل ما يقارب من 500 ألف مهاجر غير شرعى فى إيطاليا, أصدرت الحكومة مرسوما يجعل من السهل ترحيل المهاجرين وتجريدهم من الجنسية, ليأتى بعد ذلك تصريح رئيس الوزراء الإيطالى كبداية متشددة تجاه المهاجرين وذلك عندما تحدث قائلًا "لن نقبل بوجود مهاجرين فى إيطاليا إلا إذا وافقت دول أخرى على استقبال عدد منهم".

 

وأعلنت وكالة حماية الحدود الأوروبية (فرونتكس) أن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا عبر البحر المتوسط، تقلص فى يونيو الماضى إلى حوالى 3 آلاف، بانخفاض نسبته 87٪ مقارنة بالشهر ذاته عام 2017.

 

وأفادت دراسات أخرى وذكرت الوكالة الأوروبية أن عدد المهاجرين الذين تم رصدهم على الطرق البحرية فى الأشهر الستة الأولى من عام 2018، بلغ حوالى 16100، وهو أقل بنسبة 81٪ مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق".

اقرأ أيضا