تحوّلت الساحرة المستديرة إلى ما يشبه ساحة الحرب بعدما توقف إطلاق النار؛ حيث تنتشر جثث الضحايا في مشهد تكرر كثيرًا ليحصد الموت أكثر من 1500 ضحية لحوادث التدافع الجماهيري أو انهيار أجزاء من المدرجات أو تدخل قوات الأمن لمكافحة الشغب الذي يثير حجم المأساة.
وعلى الرغم من عدم توافر إحصائيات دقيقة لضحايا هذه الحوادث إلا أن أهمها وأشهرها كان في عام 1964؛ حيث شهد ستاد لوجينكي بـ"موسكو" فاجعة كبرى بموت أكثر من 340 مشجعًا على الاستاد؛ على إثر محاولات رجال الأمن فرض النظام على الملعب وإعادة الجماهير للمدرجات.
وتستعرض لكم شبكة "بلدنا اليوم" أبرز ضحايا كوارث الملاعب..
ستاد لوجينكي
في مثل هذا اليوم وتحديدًا في 20 أكتوبر 1982، استقبل فريق سبارتاك موسكو، نادي هارلم الهولندي ضمن منافسات دوري الأبطال الأوروبي.
وانخفضت درجة الحرارة بشكل غير مسبوق، وأجبرت الظروف الجوية القاسية معظم المشجعين على عدم حضور المباراة.
حضر فقط الشباب وصغار السن من عشّاق فريق سبارتاك موسكو، مما جعل السلطات تفتح مدرجين فقط أمام الجماهير؛ بسبب ضآلة عدد الحضور، وتساقط الثلوج الكثيف على الملعب.
وبلغ عدد المتفرجين الروس أكثرمن 16 ألف شخص، بينما حضر100 مشجع هولندي لمشاهدة المباراة.
سجل سبارتاك موسكو هدفين عن طريق إدغارغيس بالدقيقة 16، وسجل الجورجي سيرغي شفيتسوف قبل نهاية المبارة بـ 20ثانية.
شعر شفيتسوف بالندم على هدفه طوال حياته وقال بعد المباراة: "أتمنى لو لم أسجل أبداً"، فقد حصل تدافع بعد الهدف؛ حيث خرج ما يقارب 200 شخص من الملعب للحاق بالقطار، وسمعوا أصوات الاحتفالات في الملعب فأراد بعضهم العودة للاحتفال.
كان المخرج زلقًا بسبب الحرارة المنخفضة والصقيع؛ مما سبب سقوط عدد كبير من المشجعين على الأرض وحصول تدافع مميت بين الجماهير الخارجة من الملعب والعائدة إليه على المدرج، بينما غادر المشجعون الهولنديون الملعب من مخرج آخر ولم يعلموا بما حصل.
مذبحة بورسعيد ليست الأخيرة
وقعت الكارثة داخل ستاد بورسعيد يوم 1 فبراير 2012، عقب مباراة كرة قدم بين ناديي المصري والأهلي، وراح ضحيتها 72 مشجعًا، وهي أكبر كارثة في تاريخ الرياضة المصرية؛ حيث وصفها كثيرون بالمذبحة أو المجزرة، مشيرين إلى استبعادهم وقوع هذا العدد من الضحايا في أعمال شغب طبيعية .
البداية كانت بنزول الجماهير أرضية ملعب المباراة أثناء قيام لاعبي الأهلي بعمليات الإحماء قبل اللقاء، ثمّ اقتحم عشرات المشجعين أرضية الملعب في الفترة ما بين شوطي المباراة.
وتكرر الأمر بعد إحراز "المصري" هدف التعادل ثم هدفي الفوز التاليين؛ واقتحم أرضية الملعب الآلاف، بعضهم يحمل أسلحة بيضاء وعصي من جانب فريق المصري، بعدما أعلن الحكم انتهاء المباراة، وقاموا بالاعتداء على جماهير الأهلي، ووقع عدد كبير من القتلى والجرحى .
وذكرت مصادر عديدة غياب كل الإجراءات الأمنية والتفتيش أثناء دخول المباراة، فضلاً عن قيام قوات الأمن بقفل البوابات في اتجاه جماهير الأهلي، وعدم ترك سوى باب صغير للغاية لخروجهم، مما أدى إلى تدافع الجماهير ووفاة عدد كبير منهم.
وخرج الأهلي وجماهيره من بورسعيد داخل عربات مدرعة وعادوا للقاهرة بطائرات عسكرية.
ودخلت وحدات من القوات المسلحة المصرية المدينة، وانتشرت على طريق الإسماعيلية - بورسعيد لمنع الاحتكاكات بين جماهير النادي الأهلي والمصري.
كما أمّنت قوات الأمن قطار المشجعين العائد إلى القاهرة الذي وصل إلى محطة مصر، وكان آلاف من الأهالي والشباب المنتمين لروابط تشجيع الأهلي والزمالك في انتظارهم، حيث رددوا هتافات غاضبة تندد بالمجزرة وتطالب بالقصاص والثأر للقتلى وإنهاء الحكم العسكري في البلاد.
كارثة الدفاع الجوي
في يوم 8 فبراير 2015 قبل مباراة الدوري بين ناديي الزمالك وإنبي استخدمت الشرطة الغاز لتفريق المشجعين الذين حاولوا دخول الاستاد عنوة.
وقعت أحداث ستاد الدفاع الجوي عن طريق تدافع جماهير الزمالك على بوابات الاستاد بالقاهرة، محاولين دخول المباراة بتذاكرهم، إلا أن قيادات الداخلية سمحت بدخول 10 آلاف مشجع فقط، ما أدى إلى تدافعهم وسقوط 20 شخصًا من مشجعي كرة القدم.
وبحسب ألتراس وايت نايتس، فإن قوات الأمن بادرت بإطلاق قنابل الغاز على الجماهير، إلا أن وزارة الداخلية ردت في بيانٍ لها قالت فيه إن الوفيات حدثت نتيجة شدة التدافع بين الجماهير.
وبينما أكد الطب الشرعي أن جميع الجثث ثبت أنها لقيت مصرعها؛ نتيجة الاختناق بالغاز، ولا توجد أي طلقات رصاص بالجثامين، نفت مصلحة الطب الشرعي هذا التقرير فيما بعد، وأوضحت أنه تمت إحالة الطبيب إلى التحقيق؛ لاتهامه بكتابة تقارير مزورة وغير صحيحة.
وقالت إن الطبيب الذى أعدّ التقارير اعترف في التحقيق أن أهالى المتوفين ضغطوا عليه لكتابة التقارير بأن سبب الوفاة كان نتيجة اختناق بالغاز.
موضوعات متعلقة..
- رغم الإصابة.. كارتيرون يصطحب فتحي لرحلة الجزائر
- العامري فارق رئيسًا لبعثة الأهلي في الجزائر