البابا تواضروس يلقي عظة قداس الصليب بكنيسة دير العذراء بأمريكا

الجمعة 28 سبتمبر 2018 | 10:24 صباحاً
كتب : أميرة زنباع

ألقى قداسة البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية،عظة قداس الصليب بكنيسة دير العذراء وماريوحنا للراهبات بأوهايو، بالولايات المتحدة الأمريكية.

 

وجاء نص العظة كالتالي:

" تحتفل كنيستنا القبطية الأرثوذكسية فى هذا الصباح بعيد الصليب المجيد فى السنة المرة الأولي فى شهر مارس في 10 برمهات والمرة الثانية يوم الجمعة الكبيرة اليوم الذي يخصص للصليب المقدس ونسميه جمعة الصلبوت والمرة الثالثة هي التى نحتفل بها الآن في يوم 17 توت والسنة القبطية الجديدة بدأت فى أول شهر توت ١٧٣٥ سنة الشهداء او السنة القبطية اوما نسميها السنة الكنسية ونحتفل فيها بعيد النيروز يوم 1 توت ويستمر فيها الأحتفال بعيد النيروز لمدة 17 يوم وانتهى أمس والنهاردة نحتفل بأول أيام عيد الصليب الذي يستمر ثلاثة أيام " يوم 17 و18 و19 توت" والصليب المقدس هو حياة الانسان وأختصار الايمان وهذا الصليب الذى صلب عليه السيد المسيح من أجل خلاص العالم وفى مرة من المرات عملوا مقارنة بين كل المذاهب والأديان فى العالم ولما عملوا هذه المقارنة عندما كانوا يجدوا أمور مشتركة بينها كل الاديان فيها صلوات وأصوام حتى تبقى في عمود المسيحية شيء ينفردوا به وهو الصليب المقدس الصليب عند اليهود كان علامة مهانة ومذلة وكان أيضًا عندهم وسيلة حكم كما نقرأ فى تاريخ الأمبراطورية الرومانية وسيلة اعدام والسيد المسيح أختار الصلب وعندما صلب على الصليب لان الصليب يتحقق فيه أمور كثيرة ، أولًأ يتحقق فى الصليب أنه يرتفع ليكون شاهدًا أمام الجميع وهو صلب على صليب فوق الجلجلثة ثم أن الصليب يتميز بان السيد المسيح يفتح أحضانه وهوو يفتح أحضانه لكل أحد ويدعو الجميع ويقول تعالوا الي ياجميع ثم أن على الصليب حمل خطايانا واوجاعنا خطايا البشر السابقة واللاحقه حملها عنا فالصليب هو مكان الأنسان الخاطيء وهو الأنسان الخاطئ ولكن المسيح كان هوالذبيحة التى قدمت فداء لكل العالم وصار الصليب بمثابة كأنه المذبح الذى فوقه توضع الذبيحه فصار المسيح هو الذبيحه وبدمه من أجل فداء الانسان وزي مابيعلمنا القديس يوحنا الحبيب "آية (1 يو 1: 7) وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ ، الصليب هو العلامة التي تعتبر فى قلب وفي حياة الانسان المسيحي هي كل شيء وأغلي شئ وخشبه الصليب لها أكثر من معني وأحب اشرحلك بعض معاني الصليب لتكون واضحة أمامنا الصليب بيتكون من عرضتين عرضة رأسية وعرضة أفقيه وهي لها معاني كثيرة بعضها قد نذكره فى صلواتنا.

 

المعنى الأول: الصليب علامة الرحمة والمغفرة

اول حاجه العرضه الرأسيه تمثل رحمة الله كأرتفاع السماء للأرض كانت رحمته لكل البشر هذه تمثل رحمة الله الذى رحم بها البشر والأنسان يحتاج هذه الرحمة والعرضة الأفقيه بتمثل أتساع المغفرة التى غفر بها الله ذنوبنا كأرتفاع السماء على الأرض كانت رحمته وبعد المشرق عن المغرب كانت مغفرته ومغفرة الله لكل خطايا البشر ، الواحد بيروح عند المسيح وعندما حمل المسيح أكليل الشوك ووضع فوق رأسه من الناحية الرمزيه كان أكليل الشوك يمثل خطاينا خطايا البشر حملها المسيح فوق رأسه كل خطيه بتعملها وتصدر منه بمعرفة او غير معرفه بارادة او غير ارادة خطية خفيه او ظاهره انما هى تمثل شوكه من اكليل الشوك الذى وضع على رأس المسيح والانسان يعمل ايه رحمه ربنا ومغفره الله علشان كده فى كل مره بنرشم الصليب بنتذكر هذه الرحمه وتتذكر المغفره انه اخذ خطايا ومسحها ورفعها وده السبب لوضع ابونا للصليب على راسك بعد الاعتراف ليقول لك انك تخلصت لمن الخطيه ونقلت للمسيح وهذا اول معنى.

 

 

المعنى الثانى: الصليب علامة محبة الله ومحبة البشر

الانسان يحيا بوصية محبه الله والبشر علشان كده الصليب فيه الضلع الرأسي يمثل محبة الله المحبه المتبادله بينك كانسان وبين الله نحن نحبه لانه احبنا اولا "آية (1 يو 4: 19): نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً. " الصليب صار علامة محبه وهو عباره عن علاقة محبه بين الله وبينك والضلع الافقي يمثل محبة الانسان لأخوه الانسان محبة القريب "آية (لو 10: 27): فَأَجَابَ وَقَالَ: تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ" والقريب فى مفهوم المسيحية هو كل الأنسانية فيصير الصليب علامة المحبة محبة الله ومحبة البشر محبه الخير ومحبة الغير وفى كل مره بترشم الصليب بتتعهد فيها الى الله بكامل المحبه ،ولا تنسي أيها الحبيب انك فى سر المعمودية اترشمت بزيت الميرون وصرت إنسان مقدسًا تستطيع ان تحب وتكون محبوبًا الصليب مش بس قطعتين خشب بل فى معناه الحب ان كنت تملك صليبًا فأنك تملك حبًا واذا لم يكن عندك هذا الحب فالصليب غائب عنك علشان كده يوحنا ذهبى الفم قال " الوجه الذى تقدس بعلامة الصليب لايمكن ان ينحني للشيطان " الوجه الذى تقدس بعلامة الصليب مش وجهك بس انت كل جسمك تقدس لا تخف انت مشمول بمحبة ورعاية وعناية الله " محبه المسيح تحصرنا " وخد بالك من هذا المعنى كأنك بتقول لشخص جمايلك مغرقانى هو بولس الرسول وقف قدام المسيح وقاله محبة المسيح تحصرنا "آية (2 كو 5: 14): لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا"، اذًا الصليب يعني المحبة محبه الله ومحبه الله لك ومحبتك للغير وانك تتعهد بتقديم المحبة لكل احد.

 

 

المعنى الثالث: الصليب انقاذ للإنسان من الأوجاع والأعمال الطائشه

التعبير الثالث والاخير فى القطعه الثانية بنقول " اقتل أوجاعنا بآلامك الشافية المحيية، وبالمسامير التي سمرت بها، أنقذ عقولنا من طياشة الأعمال الهيولية والشهوات العالمية" اقتل اوجاعنا بالامك الخطية ربنا يحفظكم جميعًا من تلك الالام المسيح مثل وسيلة دواء لقتل وجاع الخطية اقتل اوجاعنا بالامك المحييه الخطييه لا تترك الا المرارة و الالم وهي وسيلة الصليب وأنقذ عقولنا من طياشة الأعمال الهيولية وتخيل معى اقتل اوجاعنا صور مارجرس وبيقتل الأثنين العرضة الراسية وانقذ عقولنا و العرضة الافقيه تكون قاعد فى الكنيسة أنقذ عقولنا من طياشة الافكار الهيلوليه خلى عقلك دائمًا نقي اذًا الصليب هو الوسيله القويه فيصير الصليب علامة انقاذ للانسان وعلامة محبة ورحمة ونتذكر القديسة الملكة هيلانة ام الملك قسطنطين وأهتمامها بأستخراج خشبة الصليب وأستعادتها وبنتذكر الملك قسطنطين وأهتمامه ونتذكر أورشليم والصليب المقدس بعد ما اكتشفوه بدئت كنائس كثيره فى العالم تأخذ أجزاء منه لتتبارك به وبنسمي كنائس وأديره على اسم الصليب وفى كنيستنا جزء أيضًا من خشبه الصليب المقدس موجود فى مصر ونتبارك جميعًا بخشبه الصليب المقدسه النهارده عيد الصليب عيد حياتنا وخلاصنا ولأهميته تمتد الكنيسه فى الاحتفال به لمدة ثلاثة أيام ربنا يحافظ عليكم ويبارك فى هذا العيد وجميع الحضور لألهنا كل المجد.

 

يجري البابا تواضروس، زيارة رعوية إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتفقد أقباط المهجر وزيارة وتدشين بعض الكنائس.

ويرافق البابا خلال الجولة، وفدا يتكون من نيافة الأنبا دوماديوس أسقف ٦ أكتوبر، وأوسيم، والأنبا ماركوس الأسقف العام لكنائس حدائق القبة والوايلي، والقس أنجيلوس إسحق، والقس أمونيوس عادل سكرتيري البابا.

 

موضوعات متعلقة..

البابا تواضروس يوضح المبادئ الأربعة التى تعيشها الكنيسة

ننشر تفاصيل كلمة البابا تواضروس في لقاء مع ”الدياكونيين” بـ”نيوجيرسي”

اقرأ أيضا