عكس الجميع، كانت حياتى بدون إنجاب أفضل، وكنت أعيش فى كنف زوجى «حسن»، حياة أكثر هدوءًا، ولكن بعدما منٌ الله على بالإنجاب، تحول لإنسان لا يطاق.. بتلك الكلمات شرعت مُنى الزوجة الثلاثينية تسرد سبب طلبها الخلع.
فى البداية ظهرت الزوجة متماسكة وقوية ولكن بعد لحظات من حديثها بدأت عينيها تفضحها من كثرة دموعها المتتابعة، وتقول: تزوجنا بعد أن تقدم لى، فقد كنت كما يقال أجمل فتاة فى منطقتى الشعبية التى أسكن فيها، وهو كان شابًا مجتهدًا وتمكن فى سن صغيرة من امتلاك محل وتجارة خاصة، وعندما تقدم لخطبتى رحب الأهل بذلك وتمت الخطبة، ثم تزوجنا، ومرت أيامنا سعيدة لا شىء يعكر صفوها ولا شىء ينغصها علينا، ولكن هناك أمرا ما يزعجنى ويجعلنى دائمًا خائفة، فقد تأخر الحمل، فبدأت تدور الأفكار برأسى وحولت هدوء حياتى لقلق مستمر وبكاء دائم، وقررت التوجه إلى الطبيب لفحصى، وبعدها اكتشفت أننى مصابة بمرض قد يؤخر عملية الإنجاب وأن الأمر صعب جدًا.
وتابعت الزوجة، ظلت حياتى كئيبة، وقد دخلت الهموم قلبى ومكثت فيها رافضة أن تغادرنى، والغريب فى الأمر أن زوجى كان حنونًا جدًا ولم يجرحنى بكلمة واحدة، وكان دائمًا يحاول تهدئتى بكل الأحوال والظروف، ويواسينى، ويقوم بتنفيذ أى مطلب أطلبه منه دون تردد، كان يسمح لى بالخروج من البيت وقتما شئت ولا يمنعنى من زيارة أهلى أو أقاربى على الإطلاق، فقد كان فى منتهى الرحمة والمودة بشكل غير معهود.
وأضافت الزوجة، كان يرفض أن يهيننى أحد حتى والدته، وكان يدافع عنى ويغضب لى إذا ما حاول أحد الاستفسار عن سبب تأخر الحمل أو معايرتى من قبل "سلفتى" التى كانت تسكن تحتى، ولكن حينها كنت أنا لا أفكر سوى فى حلم الإنجاب.
مرت السنوات تلو الأخرى، وما زال فى قلبى أمل ولم أكف عن التوجه للأطباء طيلة 5 سنوات، وهو يتحملنى ويتحمل تقلباتى، وحزنى وطلبى المستمر بالتردد على الأطباء ودفع كل ما أوتى من مال لكى يرضينى.
وصمتت الزوجة الحزينة لبرهة، وتبتسم، وتستكمل حديثها، 5 سنوات قضيتها فى الانتظار، حلمت فيها بطفل يملأ البيت، ومتى سأرى بطنى المنتفخ أمامى، حتى أصبحت آلام المخاض حلما بعيد المنال لطالما انتظرته، وسبحان من له المنه فقد امتلأ البئر وأراد الله لى أن أنجب، فقد حملت حينها لم تسعنى الأرض من الفرحة، وصرت من أثرها أكاد أطير.
وتابعت الزوجة، مرت شهور الانتظار طويلة، وتحقق حلمى فها هى بطنى تكبر وها أنا أشعر بحركة جنينى يركلنى ويتحرك فى أحشائى كباقى النسوة، فيالسعادتى، مستكملة، زوجى أيضًا كان فى منتهى السعادة بهذا الحدث وأصبحنا نجهز للحدث الكبير، وجاء اليوم الموعود فقد وضعت مولودة أنثى وكدنا نجن من الفرحة.
وتستمر الزوجة فى حديثها، قررنا تسميتها "فرحة"، فقد فرحنا بها كما لم يفرح أبوان بمولود، ومرت الأيام وأنا أشعر بأننى أمتلك كنزا، قد سرت سنينا طويلة أبحث عنه حتى وجدته.
وأضافت: وبعد فترة فوجئت بمقدار التحول الذى طرأ على زوجى، فلم يعد كما كان، فقد تحول لشخص فظ غليظ، ليس هو من أعرفه، فأصبح شخصا غريبا عنى لم أعاشره 5 سنوات مضت، وتحولت الوداعة لشراسة وعنف، وإهانات وافتعال للمشكلات والخناق بشكل يومى، وتبدلت الآية، فصرت أنا من أتودد إليه بكل ما لدى، ومحاولة إرضاءه بأى شكل ولكنه لم يكن يرضى أبدًا، ومنعت من زيارة أهلى كلهم، حتى أمى السيدة المسنة، والتى تسكن على بعد أمتار من بيتى.
وواصلت منى، قائلة: لم يكن هذا متوقعا، فقد كنت مصدومة، فمن يقول بأن هذا يحدث لى، فما كنت أعرفه هو أن الأزواج يسيئون لزوجاتهم بسبب عدم الإنجاب، ولكن هو اختلف كثيرًا عنهم، فأصبح فجًّا لا يكف عن سبى وشتمى بدون سبب بل تطور الأمر بالتهديد بالطلاق والضرب؛ لذا قررت التخلص منه بطلب الطلاق، ولكنه تقبل طلبى بمزيد من الإساءة؛ فلم أجد حلًا سوى الخلع منه وهذا ما سأفعله.