حملت المعارضة الإسرائيلية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المسؤولية عن تفاقم الأزمة مع موسكو، على خلفية التقارير التي تؤكد أن الأخير بصدد تزويد الجيش السوري بنظم دفاعية أكثر تقدمًا، من طراز "إس- 300".
يأتي ذلك، ردًا على تسبّب سلاح الجو الإسرائيلي بإسقاط طائرة التجسس الروسية من طراز “إليوشن إل-20” الأسبوع الماضي، قبالة مدينة اللاذقية.
وشن نواب معارضون إسرائيليون هجومًا حادًا ضد نتنياهو وحكومته، معتبرين أنه السبب الرئيسي وراء الأزمة السياسية والعسكرية بين تل أبيب وموسكو، كما حمّلوه مسؤولية التسبب في تبرير تزويد القوات السورية بنظم دفاعية متطورة، ستقيد عمل سلاح الجو ضد التواجد الإيراني في سوريا.
ونشر الموقع العبري "نيوز ون" عن عضو الكنيست نحمان شاي، النائب عن تحالف المعسكر الصهيوني، أكبر الكتل المعارضة بالكنيست، أن "رئيس الوزراء نتنياهو في حاجة للعمل بشكل شخصي قبل أن تخلق روسيا واقعًا جديدًا شمالي إسرائيل وفي الشرق الأوسط"، وذلك تعقيبًا على التقارير بشأن تزويد الجيش السوري بنظم صاروخية متطورة، معتبرًا أن إسقاط الطائرة الروسية شكل انهيارًا سياسيًا وعسكريًا إسرائيليًا.
وقالت عضو الكنيست كسينيا سفيتلوفا، أن إسرائيل أصبحت بالفعل أمام واقع جديد وخطير، وأن المشكلة الأساسية تكمن في أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يمتلك سياسات في سوريا عدا اعتماده على علاقات الصداقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي يتباهى بها نتنياهو، مضيفةً "انتهى شهر العسل مع روسيا".
وانضمت إليها زميلة في نفس الحزب، النائبة أيليت نحمياس فيربين، والتي رأت أن إسرائيل أصبحت أمام واقع جديد وخطير، وأن نتنياهو الذي تم تحذيره كثيرًا من اعتماده على علاقاته الجيدة مع الرئيس الروسي سيجد نفسه أمام إشكالية، مشيرةً إلى أن تلك العلاقات الشخصية لم تثبت جدواها في أزمات من هذا النوع، واصفةً التطورات بالجانب السوري بأنها "نقطة تحول معقدة وفي غاية الصعوبة".
ونشر الموقع أيضًا عن عضو الكنيست عوفير شيلح، عن حزب هناك مستقبل المعارض، وعضو لجنة الخارجية والدفاع بالكنيست، أن نتنياهو يتباهى بعلاقاته مع بوتين، ولكن القوات الروسية في الميدان هي التي ستملي الواقع الجديد على إسرائيل، زاعمًا أن إسرائيل غير متهمة بإسقاط الطائرة الروسية، وأن وزارة الدفاع في موسكو تدرك ذلك.
ووضح النائب المعارض، أن اتهام إسرائيل يأتي للتأكيد بأن سوريا لم تعد أرضًا مستباحة، وأن هناك قواعد لعب جديدة، مضيفًا أن روسيا لديها مصالح وتعمل بناء عليها، وأنه طالما يركز نتنياهو على التنسيق التكتيكي مع روسيا، ولا يعمل على إرساء مسيرة كبرى تعيد الأمريكيين للمشهد، فإن بوتين سيبدو صديقًا لنتنياهو ولكن القوات الإسرائيلية هي من سيحدد الواقع على الأرض في سوريا.