في ذكرى رحيلها.. كيف استطاعت فايزة أحمد التأثير على كوكب الشرق

الجمعة 21 سبتمبر 2018 | 11:33 مساءً
كتب : أحمد عزت

 

اليوم تحل ذكري رحيل الفنانة فايزة أحمد صاحبة الصوت المميز بشهادة سيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم.

وتركت فايزة تراثًا فنيًا ضخمًا يمس قلوبنا، فعند ذكر إسمها تسمع آذاننا أغنية ( ياما القمر على الباب ) و (  أنا قلبي ليك ميال ) و( ست الحبايب ) وغيرها من الأغانى المبهجة بصوتها العذب.

يذكر أن قدمت أحمد خلال مشوارها الفنى مئات الأغانى وبضعة أفلام.

مولدها ونشآتها

ولدت ( فايزة أحمد بيكو الرواس ) في 5 ديسمبر 1930، لأب سورى في صيدا لبنان، وعاد الأب إلى دمشق وكانت "فايزة" طفلة صغيرة تبلغ الحادية عشرة من عمرها، نشأت وعاشت بداية حياتها في دمشق، ثم تقدمت إلى لجنة لإختبار المطربين بالإذاعة السورية ( إذاعة دمشق ) لكنها لم توفق في البداية.

سافرت بعدها إلى حلب وتقدمت لإذاعة حلب ونجحت وغنت وذاع صيتها فطلبتها إذاعة دمشق وعادت لتكمل مسيرة نجاحها وتدربت على يد الملحن محمد النعامى، ونجحت وأصبحت مطربة معتمدة في إذاعة دمشق وأدت بعض الأغنيات.

ثم سافرت من سوريا إلى العراق والتقت بالموسيقار العراقي رضا علي الذى كتب كلمات وألحان مجموعة أغانى باللهجة العراقية لها.

فايزة أحمد تسافر لمصر قاصدة طريق الشهرة 

عرفت فايزة  أن طريق الشهرة في مصر، فسافرت إليها وتقدمت للإذاعة المصرية في القاهرة حيث قدمها الإذاعى صلاح ذكى في أغنية من ألحان محمد محسن .

ثم التقت بالموسيقار الراحل محمد الموجى وصنعا لوناً غنائيا يميزها عن غيرها ولحن لها ( أنا قلبي ليك ميال ) التى أحدثت ضجة كبيرة، كما لحن لها كمال الطويل أغنيات عديدة، وغنت من آلحان محمد عبدالوهاب أغنية (هان الود) ، كما التقي بها بليغ حمدى ولحن لها عدة أغانى.

فايزة أحمد ودخولها عالم السينما

إتجهت " فايزة" للسينما وشاركت في ستة أفلام  وكان أنجح حضور سينمائي لها في فيلم ( أنا وبناتى ) أما آخر أفلامها فكان ( منتهى الفرح )، كما قدمت فيلم ( تمر حنة ) عام 1957 مع الفنان رشدى أباظة، وليلى بنت الشاطئ ) عام 1959،  مع الفنان محمد فوزى و( أنا وبناتى ) عام 1961 مع الفنان القدير زكى رستم.

 

كما لحن لها الموسيقار محمد سلطان، وغنت له الكثير من الألحان، وكانت أغنية ( أيوة تعبنى هواك ) هى آخر أغنية قدمتها لـ محمد سلطان أما أغنية ( لا يا روح قلبي ) لحن رياض السنباطى فهى آخر ما غنت فايزة أحمد.

 

غنت الفنانة فايزة أحمد ( حبيبي يا متغرب ) للملحن بليغ حمدى وكانت في تنافس فنى بينها وبين الفنانة وردة، وتفوقت فايزة أحمد بشهادة رأى جمهور الفن.

جوائز كروان الشرق

حصلت كروان الشرق على عدة جوائز و آوسمة منها درع الجيش الثانى في 1 مايو 1974، كما حصلت على وسام من الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة.

حياتها الزوجية

تزوجت من الموسيقار المصري محمد سلطان واستمر زواجهما 17 عاما، ورزقا بطارق وعمرو، وافترقا بالطلاق في 22 مايو 1981، ثم تزوجت كروان الشرق، بالضابط "عادل عبدالرحمن" ثم انفصلت معنه بعد فترة قصيرة وعادت لتكمل حياتها مع زوجها الملحن محمد سلطان.

وسجلت أكثر من 320 أغنية لإذاعة القاهرة و 80 أغنية تليفزيونية وعشرات الحفلات في مصر، ولعبت دور البطولة في أوبريت مصر بلدنا على مسرح البالون .

مرضها ووفاتها

أصيبت بسرطان الثدى وسافرت للعلاج في أمريكا، ثم عادت لتستأنف علاجها بمصر، وفي يوم إستيقظت وطلبت إستدعاء الأطباء، بعد أن إزدادت حالتها سوءا وقاموا بنقلها إلى المستشفي المعادى العسكري وفارقت الحياة في يوم الأربعاء 21 سبتمبر 1982 عن عمر ناهز 52 سنة بعد صراع طويل مع مرض السرطان .

رأي النقاد 

وعند سؤال الناقد الفنى طارق الشناوى عنها قال: فايزة كانت مطربة كبيرة وملهمة للملحنين والشعراء وعملت نجاح طاغي في فترة وجيزة ولا ننسي الدور المهم الذى لعبه الملحن محمد الموجى في تأكيد هذه الموهبة .

كما تحدث لنا المطرب مجد القاسم وقال: من المؤكد أنها من عمالقة الطرب ومن أجمل الأصوات النسائية العربية وتركت لنا رصيد فنى كبير ورائع ويكفي عند ذكر إسمها نتذكر أغنية "ست الحبايب" وبما إنها شاركت في أكثر من أغنية مع العملاق الموسيقار محمد عبدالوهاب فهذا يمثل شئ كبير وأنا في عام 1996 قمت بإعادة توزيع أغنية بتسأل ليه عليا ولاقت نجاح كبير .

أما عن رأى الموسيقار الكبير هانى مهنا فقال لـ«بلدنا اليوم» : فايزة أحمد ظاهرة لن تتكرر والذى يميز صوتها أنها لا يمكن أن تنشز وكما قالت عنها أم كلثوم " فايزة أحمد عدوة النشاز"، ويكفي أنها الوحيدة التى كانت تطرب "أم كلثوم" ,فعندما كانت تحب أن تسمع أم كلثوم صوت نسائي، كانت تسمع أغانى "فايزة" و"شادية"، لأن صوت شادية كان مبهج وتبتسم عند سماعها وصوت "فايزة" ( كان بيسلطن أم كلثوم )، وأنا عايشتها فترة كبيرة وكان هناك تعاون عملى بينا في فترات حياتها الأخيرة إنضميت معها في الفرقة الماسية وعند  تكوين فرقتى الخاصة إنضمت لنا  وسافرنا في حفلات كثيرة منها لندن والكويت ولى معها مواقف كثيرة ورغم بعد عصبيتها ولكنها كانت تمتلك قلب شديد الطيبة.

وتابع، ويكفي أننا نسمع " ست الحبايب" في عيد الأم رغم العدد الكبير من الأغانى التى خصصت لهذة المناسبة .