طفى على سطح بيت الأمة مؤخرًا مجموعة من الأزمات كشفت عن مدى الشرخ الكبير الذي يعاني منه أحد أعرق الأحزاب العربية والمصرية مؤخرًا عقب إيقاف النائب محمد فؤاد عضو الحزب واستقالة النائب أحمد السجيني صباح اليوم.
الأحداث وصلت إلى أقصى حد لها عندما قام النائب محمد فؤاد، عضوًا عن حزب الوفد، بنشر مقال على صفحته الشخصية على "فيس بوك" بعنوان «ياسيادة المستشار.. كلمني شكرًا»، والذي كان السبب الرئيسي في قرار «أبو شقة» بتجميد عضوية النائب من الحزب، وإحالته إلي التحقيق.
وفي صباح اليوم أعلن المهندس أحمد السجيني، استقالته من الحزب، وقال في بيان له: "وقال السجيني،" و من واقع تدبر و تحليل متأني لتلك المشاهدة من أفعال و مردود تنظيمى و سياسى بشكل عام ينعكس على الشأن الخاص تأتى تلك اللحظات الصعبة لأعلن لسيادتكم عن رغبتى فى عدم الاستمرار بحزب الوفد العريق".
الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، قال إن جميع الأحزاب المصرية وعلى رأسها حزب الوفد في حالة سيئة جدًا من ثورة يناير 2011، مشيرًا إلى أنه من ضمن أسباب ضعف الأحزاب عدم وجود تمثيل قوي في الانتخابات وعلى أرض الواقع.
وأضاف أستاذ علم الاجتماع السياسي لـ"بلدنا اليوم" أن حزب الوفد رغم أنه من أقدم الأحزاب الموجودة على الساحة المصرية والعربية إلا أنه ليس أقوى حزب، وغير قادر على تجديد فكره، حتى الأشخاص القادرين على ذلك من عائلة سراج الدين وغيرهم استبعدوا من الحزب وهبط عليه أناس من الخارج.
وتابع الدكتور صادق أن أزمة حزب الوفد تمثل أيضًا في أنه فقد القدرة على تجديد نفسه وعلى جذب شباب جدد بفكر جديد إلى صفوفه، موضحًا ان الحزب لا زال يعيش في أجواء ثورة 1919 وهذا لا يصلح اليوم، مشيرًا إلى أن حزب الوفد أصيب بالوهن منذ فترة كبيرة حتى قبل ثورة يناير فقد مصداقيته حتى اتهمه البعض أنه فرع من الحزب الوطني.
ووصل أن الحل في ذلك جلب الشباب إلى صفوف الحزب ووجود كوادر قادرة على مخاطبة هؤلاء الشباب فالحل في قيادات لديها كاريزما.
فيما قال الدكتور جمال عبدالجواد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية إن الوفد يعاني من أزمة كبيرة لأنه تعرض في ظل قيادة السيد البدوي إلى حالة كبيرة من التجريف لأفكار وكوادر الحزب، مؤكدًا أن المستشار بهاء الدين أبو شقة ليس المناسب لمهمة استعادة حزب الوفد إذا كان هذا هو المطلوب.
وأضاف استاذ العلوم السياسية لـ "بلدنا اليوم" أنه لم يرى للمستشار أبوشقة أفكار خلاقة للحزب حتى تخرج الوفد من أزمته ففكره قانوني بحكم مهنته، لكن في مجال السياسة يبدو أنه ليس له باع طويل به.
وتابع الدكتور عبدالجواد أن استعادة الوفد تحتاج إلى حيوية كبيرة وجهد مفرط للوصول إلى كل المحافظات لبث الحياة في الحزب، معتقًدًا أن الأعضاء نفسهم فقدوا الأمل في عودة الحزب، موضحًا أنه في ظل جو كهذا فالأزمات تكثر بشكل كبير.
وواصل أن حزب الوفد كي يعود في حاجة إلى ضخ دماء جديدة وفكر جديد، لأنه للأسف تحول في الفترة الماضية لائتلاف جماعات المصالح، موضحًا أن هناك سؤال على الجميع الإجابة عليه "هل بقي في الوفد إرادة للإصلاح".