ما زال «تنظيم الحمدين» يسعى لنشر وزعزعة الاستقرار في الوطن العربي، دويلة لم تتعدى مساحتها آلاف الكيلو مترات احتضنت العديد من المنظمات الإرهابية والجماعات المسلحة بهدف نشر الفوضى، زعيمها كان بمثابة الثعبان الذي يتلوى بين الحين والآخر لنشر سمومه في ربوع الوطن العربي، اتهمت بدعم الإرهاب واحتضان هاربين ومتهمين في قضايا، دعمّت الجماعات المسلحة في سوريا وليبيا واليمن تحت مسمى دعم المعارضة والثوار، حاولت نشر الفتن بين أبناء الشعب المصري ، لكنّها في النهاية لم تستطع إلى الآن الحصول على ما تسعى إليها.
الكثير من الخبراء والمحللين السياسيين، أجابوا عن سؤال يُراود أذهان الكثير من المتابعين، ماذا تريد قطر من المنطقة؟، لم يكن من الطبيعي أن تعمل دولة على إسقاط أشقائها بهذا الشكل لذا فيجب أن يكون هناك هدق قوي وكبير للقيام بكل ذلك، البعض تحدّث عن محاولتها أن تكون صاحبة السيادة والقوى في المنطقة، وآخرين وجدوا أنّها تريد أن تُثبت وجودها هذا الوجود الذي لن يكون إلّا بالتدخل في شؤون الدول.
في هذا التقرير نستعرض ابرز آراء الخبراء والمحللين السياسيين في ما تريد قطر الوصول إليه من نشر الفتنة بالمنطقة العربية:
حاتم بشات: قطر هى عدونا الأول في المنطقة
علّق اللواء حاتم بشات، عضو لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب المصري وعضو البرلمان الإفريقي، على الأفعال التي ما زال تنظيم الحمدين يقوم بها في المنطقة العربية بهدف نشر الفتنة وزعزعة الاستقرار في تلك الدول، حيث ذكر أنّ الأيام القليلة الماضية ثبت من خلال عدة تقارير دعم قطر لمنظمات صهيونية ، فقط لأجل تحقيق الهدف الأساسي الذى تسير ورائه وهو تفتيت الدول والجيوش العربية، بالإضافة إلى خلق الفتنة بين الشعوب.
وتابع حاتم بشات، في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم»، أنّ قطر مجرد أداة لتنفيذ مخطط الولايات المتحدة الأمريكية والإدارة الإسرائيلية، فأمريكا تُحاول تأمين ابنتها في المنطقة، لكنّها لايمكن أن تقوم بهذا الدور لذا قطر هي الوسيط الأمثل المنفذ، وبالفعل نجحت في هذا الأمر والدليل على ذلك ما حدث في تونس والقاهرة وسوريا واليمن، وما زالت تُحاول الاستمرار في هذا المخطط.
وأوضح «بشات» أنّه لو عاد الزمن للوراء قديماً، سنتذكر تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس أثناء خطاب لها في لقائها مع أمير قطر حمد آل ثاني عام 2010، حينما قالت «حان الآوان لتغيير كل القادة والحكام العرب» قالت هذا التصريح وحينها مرت الكثير من الأيام السوداء على الأمة الإفريقية بالكامل، والآن أصبحت قطر هي العدو الأولى في المنطقة، حينما تبدأ الأمور في الاستقرار تعمل هي على إفسادها، من أجل أرباح زائفة لن تستطع تحقيقها.
وأضاف عضو لجنة الشؤون الإفريقية، اللواء حاتم بشات، أنّ قطر في المستقبل القريب لن يكون أمامها حل سوى العودة واسترضاء الدول العربية، خاصة وأنّها خسرت الكثير في معاداتهم وستخسر أكثر لو استمرت في السير على هذا النهج من العداء، قديمًا تمت مقاطعتها وحصارها، واليوم، ستعمل المملكة السعودية على عزلها نهائيّا كجزيرة منفصلة، والطموح الذي حارب تنظيم الحمدين أشقائه العرب لأجله والذى وعدته به أمريكا وإسرائيل فهو سراب، فلن يمكن لتميم أو غيره السيطرة الكاملة على المنطقة فتلك الدويلة هي أضعف من ذلك، ولو تخلت أمريكا أو إسرائيل عنها في لحظة بعينها ستنهار قطر بالكامل، لذا فمصلحتها مع أشقائها العرب دون غيرهم.
طارق فهمي: قطر خلقت الفوضى في الوطن العربي لتكتسب نفوذ قوي
وفي نفس السياق قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنّ استمرار قطر في عملية دعمها للتنظيمات الإرهابية، والتي تزايدت بشكل كبير وواضح في الآونة الآخيرة، فقط من أجل أن تعمل على ازدياد العداء بينها وبين الدول العربية وتحديدًا الدول الأربع المقاطعة لها، فعملت على التدخل في المصالحة الفلسطينية والتي تعد مصر هي المحرك الأول والأساسي لها، بالإضافة إلى اتصالاتها الدائمة مع الجانب الإسرائيلي فعقد منذ أيام قليلة لقاء جمع بين وزير الخارجية القطري ووزير الأمن الإسرائيلي، بهدف فتح منفذ بحري بين الجانين وزيادة توطيد العلاقات بينهما.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» إنّ قطر كانت تسعى من وراء كل ما يحدث الحصول على مراكز نفوذ والتأثير القوي على القضايا العربية، لتكتسب بذلك أرضية في أن تصبح ذات سيادة في المنطقة العربية، بمعنى أن تتدخل في تسوية المصالحات وبالفعل حاولت القيام بهذا الأمرمن خلال تدخلها في أحداث السودان، ومحاولة التدخل في المصالحة الفلسطينية أيضًا، موضحًا أنّها تقوم بدفع الكثير من الأموال أيضًا لتحقيق تلك المكاسب ، بالإضافة إلى احتضانها الجماعات الإرهابية والمتطرفة في جميع أنحاء الوطن العربي لتنفيذ هذا المخطط ولم يقتصر دعمها على جماعة الإخوان الإرهابية فقط.
ناجي الغطريفي: قطر تدعم الإرهاب لعدم قدرتها على مواجهته
ومن جانبه أشار السفير ناجي الغطريفي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، على الأفعال التي ما زال تنظيم الحمدين يقوم بها من أجل نشر الفتنة وزعزعة الاستقرار في الوطن العربي، قائلا إن قطر كان لها العديد من الطموحات والأهداف التي حاولت السعي للوصول إليها، ونجحت في بعضها وهي تجنب قوى التيارات الإسلامية للتوغل بداخلها كما حدث في معظم الدول العربية الأخرى.
وتابع الغطريفي في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم»: قطر عملت على دعم واحتضان القوى الإرهابية في المنطقة، فقط من أجل تجنب إحداث ثورة إسلامية بداخل دولتها كما حاولت قوى التيارات الإسلامية أن تفعل في الوطن العربي بالكامل، فوجدت أنّ الدعم هو الطريق الآمن لتجنب مخاطرها، ومن يتحدث أنّ خسائر قطر في المنطقة أكبر من مكاسبها فهو خطأ، قطر الآن في مأمن من تدخلات قوى الإسلام السياسي، بالإضافة إلى كونها الصندوق الأسود لأمريكا تُنفذ لها ما تريد.
وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنّ قطر كانت تطمح في السيطرة على منطقة الشرق الأوسط بالكامل، وأعتقدت أنّها نجحت في هذا الأمر خاصة بعد التوتر الذي ساد المنطقة العربية لفترة بعينها، موضحًا أنّ الولايات المتحدة وإسرائيل يساعدانها في الاقتناع بتلك الفكرة لكن في النهاية سيستيقظ تميم وشركائه على كابوس، خاصة وأنّ الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية وما زالت تتخذها ضدهم أصابتهم وستظل تصيبهم بلعنات طالما هم مستمرون في دعم الإرهاب بهدف إسقاط أشقائهم.
خبير استيرتيجي: سياسة قطر غير ناضجة ولن تصل لهدفها
وتابع الحديث في هذا الشأن أيضًا، الدكتور عبد المنعم كاطو، الخبير الاستيراتيجي، والذي ذكر بأنّ السياسة القطرية سياسة غير ناضجة مطلقًا فهي تعتمد على فكر أشخاص غير مثقفين منعدمين الفكر، كيف لرئيس دولة أن يتصرف وفقًا لأهوائه الشخصية دون البحث عن مصالح دولته، موضحًا أنّ سياسته متخبطة وغير رشيدة.
وتابع «كاتو» في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم»، أنّ الحديث عن تقدم رشاوى من قطر لمسؤولين أمريكيين أو حتى دعم منظمات تابعة للوبي الصهيوني فهذا الأمر ليس بغريب عن تنظيم حاول دعم ونشر الإرهاب لإسقاط أشقائه العرب، بهدف السيطرة على منطقة الشرق الأوسط، الحلم الذي يراودها كثيرًا والتي أعطتها أمريكا وعودًأ بتنفيذه، ولكن فما نؤمن به أنّ قطر في النهاية ستتأثر كثيرًا وسيتم تنفيذ مقولة «وانقلب السحر على الساحر»، حينها لن يكون أمامها فرصة للعودة مرة ثانية وسيندم تميم وحلفائه أشد الندم.
وأوضح الخبير الاستيراتيجي عبد المنعم كاطو، أنّ التعاون الذي تمّ اكتشافه حاليّا بين قطر والمنظمات الصهيونية، لن يقتصر على التعاون الاقتصادي فقط بل أيضًا سيصل إلى التعاون السياسي، وهذا ما تحاول قطر القيام به، بعدما رفضت السلطة الفلسطينية وحركة حماس تدخلها في المصالحة، وأعلنت أنّ مصر وحدها هي من يحق لها التدخل، مما دفع تميم للخروج ومحاولة البحث عن مصلحة في الجانب الآخر الجانب الصهيوني.
موضوعات متعلقة
أستاذ علوم سياسية: قطر خلقت الفوضى في الوطن العربي لتكتسب نفوذ قوي
قطر تُساند المنظمات الصهيونية لتحدي العرب