"يخلق من الشبه أربعين".. مثال شعبي متداول بين الجميع ولكن يبدو أن هذا المثال لم يتوقف على الملامح فقط، بل ينطبق على الأفعال والسياسات والشخصيات ذاتها بين الكثيرين في المجتمع، وهذا ما تحقق بالفعل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، في التشابه الكبير بينهما بالنسبة للأفعال والصفات واتخاذ القرارات التي تثير جدل على الساحة الدولية والمحلية، وخلال هذه السطور القليلة التالية، نستعرض وجه الشبه بين الشخصين الأكثر إثارة للجدل في مصر وأمريكا.
صدام ترامب ومرتضى مع وسائل الإعلام
ترامب
منذ أن وطأت قدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أبواب البيت الأبيض، وهو يواجه انتقادات عديدة بسبب الأفعال الغريبة التي يرتكبها، ولم يتوقع أنه في يوم ما سوف يصطدم بالسلاح الفعال في الولايات المتحدة الأمريكية، الممثل في "الصحافة والاعلام" ولكن غالبًا تأتي الرياح على خلاف العادة، وتحمل بين طياتها العديد من المشاكل التي تثير الجدل، حيث اصطدم قطار ترامب قبل أيام بقطار الصحفيين الأمريكيين، ووصفهم بـ"أعداء الشعب" وأنهم لم يتعاملوا بالحقوق الدستورية، واعتقد أن الأمر سوف يمر مرور الكرام ، إلا أن الصحافة الأمريكية انفجرت بالكلمات والأوصاف الغاضبة في وجهه.
حدث ذلك بالفعل أمس الخميس، حيث شنت مئات الصحف الأمريكية، هجومًا عبر صفحاتها، على دونالد ترامب لتذكره بأن الدستور الأمريكي يضمن لها كامل حريتها، ولا يستطيع هو السيطرة عليها.
ظهرت في مقدمة الصحف الأمريكية "بوسطن غلوب" التي نظمت حملة ضد ترامب تحت عنوان "لسنا أعداء أحد" وانضم إليها نحو 200 صحيفة لاحقا، وفي افتتاحيتها قالت: "لدينا اليوم في الولايات المتحدة رئيس خلق شعارا يقول إن وسائل الإعلام التي لا تدعم بشكل صارخ سياسات الإدارة الأمريكية الحالية هي عدوة الشعب".
فيما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، افتتاحية قصيرة بعنوان"الصحافة الحرة بحاجة إليكم"، أوضحت فيها أنه "يحق للناس انتقاد الصحافة إذا أخطأت".
مرتضى
لم يختلف المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك عن شبيهه السابق كثيرًا، بل كانا بمثابة وجهان لعملة واحدة، وخاصة من ناحية القفشات الإعلامية، فبعيدًا عن الانتقادات الكثيرة التي استقبلها رئيس نادي الزمالك من الإعلام المصري تعليقًا على تصرفاته، وخاصة من الإعلامي باسم يوسف، خلال برنامجه الساخر "البرنامج" والتي أحدثت ضجيجًا قويًا على الساحة الإعلامية، وأيضًا الصدمات التي حدثت بينه وبين إبراهيم فايق، خلال برنامجه "المقصورة" بسبب الخلافات التي حدثت في الموسم الماضي، ماتسبب في أن أصدر النائب العام نبيل أحمد صادق، قرارًا بعدم ظهور مرتضى منصور على الشاشة الإعلامية، بسبب الألفاظ التي يتداولها أثناء ظهوره، والمشاكل التي يتسبب فيها مع بعض الإعلاميين.
ظهر مرتضى مجددًا، لإحداث الجدل خلال الموسم الحالي، عبر لقطات قليلة رصدتها عدسات الكاميرا الناقلة للمبارة، حيث بصق على كاسونجو مهاجم الفريق الأول لكرة القدم بالنادي، خلال أحداث مباراة الزمالك والقادسية الكويتي، والتي جمعتهما يوم السبت الماضي، في دورالـ32 من البطولة العربية.
وظهر منصور خلال الفيديو، غاضبًا من لاعب فريق الزمالك، وقام بالبصق عليه ورشقه بلفظ خارج على الهواء مباشرة.
في اليوم نفسه، أثار مرتضى جدلًا حينما وجه رسالة تحذيرية لتركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة العربية، والاتحاد العربي لكرة القدم.
وتحدث خلال مقطع فيديو عقب انتهاء مباراة الزمالك والقادسية الكويتي، بالتعادل السلبي قائلًا: "بوجه رسالة للمستشار تركي آل الشيخ رئيس الاتحاد العربي، إن لو كل الحكام هيبقوا بالشكل السيء والمقزز ده الزمالك مش هيكمل في البطولة العربية، وأعتقد العديد من الأندية مش هيكملوا برضو"، وأن "الحكم الجزائري ده أخره يحكم في مباريات لمراكز الشباب لكن غير كدة مينفعش".
فضائح واجهت الثنائي ترامب ومرتضى
ترامب
لم تقتصر أفعالهم على الانتقادات الاعلامية فقط، بل نالت حظًا وفيرًا من الفضائح التي كانت كابوسًا يطاردهم في معظم الأوقات، حيث لحق بترامب فضيحة جنسية كشفتها الممثلة الإباحية "ستورمى دانيالز"، خاصة مع كثرة الاتهامات الموجهة له من قبل الفنانات والإعلاميات وزوجات الرؤساء وموظفات لديه، وبعد أن كشف المحامى الشخصى للرئيس الأمريكى، أنه دفع 130 الف دولار من أمواله الخاصة لدانيالز قبل فترة قصيرة من انتخابات 2016، مقابل عدم كشف معلومات عن ما حدث بينهم.
انتشرت هذه الفضيحة بشكل كبير في الولايات المتحدة، وخاصة بعدما كشفت الممثلة عن قصتها كامله، ولكن ترامب رفض التعليق على المسألة، وتهرب البيت الأبيض من الرد على أسئلة حول مدى صحة المزاعم عن علاقة جنسية، وقال إن القضية تم التعاطى معها خلال الحملة الانتخابية.
وأيضًا كان للرئيس الأمريكي، علاقة أخرى، أنجب من خلالها طفلًا من مديرة منزله "ميلانيا" حيث قال ساجودين حارس العقار السابق إن ترامب أقام علاقة مع مديرة منزله السابقة في أواخر الثمانينيات، وأنجب منها طفلاً غير شرعي.
وقال دينو ساجودين، في بيان نشرته الصحيفة الأمريكية ووكالة أسوشيتد برس: "استيقظت اليوم لأجد الاتفاقية السرية التي عقدتها مع شركة "أمريكان ميديا" سربت وتداولتها وسائل الإعلام.
وتابع: "أستطيع أن أؤكد أنه عندما كنت أعمل في أبراج ترامب، تلقيت تعليمات بألا انتقد أو أدين مديرة منزل ترامب السابقة، لإقامتها علاقة معه، نتج عنها إنجاب طفل".
مرتضى
أما عن فضائح المستشار، لم تكون كشبيهه السابق، بل فضائح يدين بها أشخاص أخرين، وتسبب في تشويه سمعتهم بين الوسائل الإعلامية، والتي كان من ضمنها حينما هاجم، أحمد سعيد رئيس قناة "سي أر تي" بسبب منعه من الظهور على شاشة قناته.
وكان منصور هاجم محمود طاهر رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي، وقال:" أنا أقدر أجيب أمك الأرض واضربك بالجزمة".
وعلى خليفة هذا الموقف رفض سعيد الظهوره على شاشة القناة مرة آخرى، مما دفع مرتضى إلى الاتصال برئيس القناة ووجه له ألفاظ خارجه، مما دفع سعيد بعرضها عبر شاشة القناة، مطالبًا الرئيس التدخل في الأمر.
ولم تكون هذه الأولى من نوعها، بل كانت له مواقف كثيرة والتي كان أبرزها، عندما اتهم رئييس نادي الزمالك، لاعبي النادي بأنهم يتواصلوان عبر مواقع التواصل مع فتيات، ويتقابلون معهم في شقق مشبوهة، مادفعه في قطع شبكة النت عنهم في النادي قائلًا: "لعيبة الزمالك بتاخد بنات من الفيس على شقق ويمارسوا معاهم الرذيلة".
تصريحات وقرارت غريبة لـ"مرتضى وترامب"
ترامب
توالت المواقف والقرارات الغريبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي بدأت منذ توليه الرئاسة، حينما ساهم في عودة العنصرية لبلاده وفاجأ الجميع بإجراءاته لمنع المهاجرين والجدار بين أمريكا والمكسيك وغيرها، أمر استدعى خروج مئات الآلاف بمظاهرات تندد بسياسات ترامب خارج الولايات المتحدة وداخلها.
حيث إن هذا القرارات قد تسبب الكثير من المشاكل في الأوساط العالمية وخاصة الامريكية، ما يفقد الأمان في الولايات المتحدة.
يشار إلى أن ترامب وفي أسبوعه الأول بالبيت الأبيض، وقع 10 قرارات تنفيذية، كلها تقريباً مثيرة للجدل على الصعيدين الداخلي والخارجي، وتأتي تنفيذاً لوعود أطلقها ضمن حملته الانتخابية.
لم تكون قرارات ترامب خلال فترته الأولى فقط، بل أثار جدلًا واسعًا خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب القرارات التي أصدرها بموجب تنفيذ عقوبات على الدولة الإيرانية، حيث لحقت قراراته بالموارد الصناعية والسيارات والطائرات ماتسبب في تدهور الحالة الإقتصادية في طهران، ولم تكون إيران وحدها هي التي لحقت بها قراراته الغريبة، بل طالت العقوبات أيضًا الدولة التركية بعدها بأيام قليلة، بسبب الخلافات التي حدثت بينهما على خليفة احتجاز القس الأمريكي في تركيا تحت الإقامة الجبرية، مادفع ترامب بفرض عقوبات على الموارد الاقتصادية والنفط، ماتسبب في انهيار الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي تمامًا، وأعطى ترامب أردوغان مهلة أسبوع إذا لم يتم الإفراج عن القس المحتجز سوف يتم فرض عقوبات جديدة عليهم.
مرتضى
اعتاد مرتضي منصور على إثارة الجدل بقراراته الغريبة التي يطلقها عبر وسائل الإعلام المختلفة، سواء كانت هجومية عنيفة تحمل سبابًا وألفاظُا بذيئة ضد خصومه، أو تصريحات غير منطقية تتضمن معلومات لا تتناسب مع العقل والمنطق.
كانت أخر هذه القرارات الغريبة، حيث أعلن انسحاب فريقه من البطولة العربية، خلال الأيام القليلة الماضية، اعتراضًا على الحكم الذي شارك في مبارة القادسية الكويتي والزمالك، مشيرًا أنه لا يصلح للتحكيم إلا في مراكز الشباب، الأمر أثار جدلًا في البطولة ما دفع ترك آل شيخ، رئيس هيئة الرياضة بالسعودية، للحديث معه وحل الأزمة في هدوء.
ما سبق كان أول تصريحاته الغريبة خلال الموسم الحالي، ولكن سيديهاته ممتلئة عن أخرها من القرارات التي أحدثت دجيجًا على الساحة، والتي كان أغربهم اتهامه بأن الحارس عصام الحضري،" قافل مرماه بالجن والعفاريت"، في إشارة منه لاستخدام الحضري للسحر والشعوذة.. هذا التصريح يبدو هزليًا من رئيس الزمالك للوهلة الأولى، لكن المفاجأة أنه كان تصريحًا جادًا منه عقب تعادل الزمالك ووادي دجلة في الدوري عام 2014، والذي تسبب في اطلاق لقب "جامايكا" على الحضري.
وأيضًا من أغرب تصريحاته التي وجهها لنظيره محمود طاهر، رئيس النادي الأهلي، "كفاك غرور وتعالي.. تحاول تقليد صالح سليم لكن عمرك ما هتكون مثله هذا الرجل ظاهرة لن تتكرر يا طاهر"، ومن تصريحاته الجادة في اتهام الأهلي قائلًا: "الأهلي بيكسب بالحكام منذ 60 سنة"، وهو يبدوا أنه تصريح غير منطقي، خاصة أنه يتحدث عن واحد من أكبر الأندية في إفريقيا والوطن العرب ويمتلك العديد من البطولات والألقاب والإنجازات على كافة المستويات العربية والإفريقية والعالمية ولا تقتصر بطولاته علي المستوي المحلي فقط.
ورغم هذه التصريحات ولكن لم ينسى أحد الصدام الكبير الذي حدث بينه وبين اللاعب الدولي، أحمد حسام ميدو، حيث قال مرتضى منصور:"ميدو "خمورجي".. وكان بيتاخد في "خرابات" بلجيكا وهولندا" ردًا على تصريح ميدو باتهام القلعة البيضاء باللجوء للسحر والشعوذة لتحقيق الفوز في المباريات الهامة.
سياسات التعامل مع الغير
من الواضح أن الشخصين يتشابهون في صفات عديدة، ولعل أبرزهم، السياسة في التعامل مع المجتمع، فالرئيس الأمريكي، يتعامل كأنه رجل أعمال يمتلك شركة استثمار، يصدر فيها القرارات ويعاقب من يخالفه، وهذه ما حدث بالفعل مع دولتي إيران وتركيا، بعدما رفضوا تنفيذ مطالب ترامب، وعلى الجانب الثاني يعد رئيس نادي الزمالك مثل نظيره السابق في التعامل مع اللاعبيين، حيث يتدخل في الخطط التي يلعب بها الفريق، ويصدر قرارات بمشاركة بعض اللاعبين وخروج الأخرين من الخطة، ما تسبب في توتر العلاقات بينه وبين العديد منهم، وهذا ظهر مع اللاعب باسم مرسي خلال الفترات السابقة، وأحمد توفيق، من خلال التصريحات التي أدلى بها رئيس النادي لوسائل الإعلام.