لا تزال سوريا تعاني من ويلات الحروب الطاحنة الدائرة منذ حوالي خمس سنوات، المئات من القتلي والمصابين الذين تلونت جدران منازلهم بدمائهم, والاف من اللاجئين الذين ركبو البحر ولا يعرفون الي أين المفر، يحلمون الآن بالعودة الي أحضان أراضيهم بعدما ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وأصبحوا ينظر اليهم على انهم بشرا ليس مرغوب بهم ويشكلون عبئا علي بعض البلدان.
في هذه الآونة خاض الجيش العربي السوري مدعوما بتحالف روسي العديد من المعارك ضد القوة المستميتة للنتظيمات الإرهابية التي تعمقت جزورها داخل الأراضي السورية، لكن سرعان ما قلبت الكرة عليهم فأصبحوا اليوم، في أخر أيامهم يحفرون قبورهم بأيديهم بعدما تلقوا ضربات مميتة من الجيش العربي السوري وتحالفاته.
قوات سورية وحلفاءها، وقوات كردية، وتركية، ومعارضة مسلحة، وأخيرا داعش، هؤلاء أطراف النذاع الدامي، الكل منهم يقاتل من أجل قانون المصلحة "فقط المصلحة" العديد من الجبهات المفتوحة داخل الأراضي السوريه لكن من الملاحظ تأكل وتضائل مناطق سيطرة المعارضة المسلحة بعد خسائرها المتتاليه.
الأن انحصر نطاق المعارضة المسلحة في محافظة إدلب بعدما نقل النظام السوري الالاف من من مقاتلي المعارضة مع أسرهم الي إدلب الحدودية مع تركيا، آخر منطقة يسري فيها اتفاق خفض التصعيد، الذي تم التوصل إليه برعاية روسية وإيرانية.
قوات النظام استهدفت بقصف مدفعي وصاروخي منطقة جسر الشغور في محافظة إدلب، تزامنا مع إرسالها تعزيزات عسكرية إلى المناطق المجاورة وإلقائها مناشير تدعو للانضمام إلى اتفاقات "المصالحة"، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومراسل وكالة الصحافة الفرنسية.
كما أفادت مصادر إعلامية "أن الطيران المروحي استهدف مواقع المسلحين في بلدة اللطامنة ومحيطها في ريف حماة الشمالي، بالإضافة إلى تعرضها لقصف مدفعي أيضاً، وشنت مقاتلات حربية عدة غارات جوية على مواقع المسلحين في بلدة السكيك بريف إدلب الجنوبي الشرقي".
الحرب اقتربت من نهايتها، آن الآوان لوقف سفك الدماء والخراب. ندعوكم للانضمام إلى المصالحة المحلية كما فعل كثير من أهلنا في سوريا وورد كلمات قليلة ألقتها مروحيات حربية تابعة للنظام على مدن عدة في ريف إدلب الشرقي، تحمل توقيع "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة"، وفق نسخ اطلع عليها مراسل الصحافة الفرنسية في منشور آخر: "مصير أسرتك وأبنائك ومستقبلك رهن قرارك".
وعلي صعيد متصل أرسل النظام السوري تعزيزات عسكرية تتضمن عتاداً وجنودًا وآليات إلى المناطق المحاذية للمحافظة، وتوزعت التعزيزات على ثلاث جبهات قريبة من جسر الشغور، الأولى من جهة الغرب في محافظة اللاذقية الساحلية، والثانية من جهة الجنوب في منطقة سهل الغاب في محافظة حماة، والثالثة مناطق سيطرة قوات النظام داخل إدلب.
ومن ناحية أخرت تستعد المعارضة المسلحة لخوض تلك المعركة الحاسمة عن طريق لملمة شتات مسلحية وشكلت فصائل المعارضة غرف عمليات مشتركة، ومن بينها الجبهة الوطنية للتحرير التي تضم عددا من الفصائل.
وفي سياقة قال الناطق باسم الجبهة الوطنية للتحرير النقيب ناجي أبو حذيفة لوكالة الأنباء الألمانية الجمعة إن "الجبهة تضم 15 تجمعاً وفصائل ثورية، أبرزها جبهة تحرير سوريا وجيش الأحرار وتجمع دمشق وصقور الشام وجيش الأحرار وجيش إدلب الحر وفيلق الشام وجيش النصر، اندمجوا وشكلوا غرفة عمليات واحدة لمواجهة قوات النظام التي تعد لهجوم على أربعة محاور في ريف حماة الشمالي الغربي وريف حلب الجنوبي وريف إدلب الغربي وريف اللاذقية".
قد تكون ساعة الحسم قد اقتربت لكن لن يدفع ثمن هذة المعركة سوي أهالي المحافظة الذين ستغطي أجسادهم بحطام منازلهم، في وقت تحذرالأمم المتحدة من تداعيات التصعيد على 2.5 مليون شخص في المحافظة، نصفهم من النازحين.