المعلم هو العصب الأساسي في أي عملية تعليمية في جميع دول العالم، فهو المنوط بأن يعد قادة المستقبل، الذين ستقوم البلاد على سواعدهم ، ولذلك تسعى الدول أن يتم إعدادهم بطريقة سليمة، والعمل على حل مشاكلهم، والاستجابة إلى متطلباتهم.
ولكن في مصر كان هناك خلاف شديد متأصل بين وزارة التربية والتعليم والمعلمين، على مر العديد من السنوات لعدم استجابة الوزارة إلى مطالب المعلمين وإهمالهم، مما دفع العديد منهم إلى ترك هذه المهنة العظيمة والاتجاه إلى وظائف أخرى حتى يستطيع المعلم أن يطعم أطفاله، بالإضافة إلى إهمال الوزارة لتدريبهم مما أدى لتدني قدراتهم التعليم.
ومع نظام التعليم الجديد، وإعلان العام القادم عام التعليم، بدأت وزراة التربية والتعليم في تحويل نظرها إلى المعلم لدفعه للمشاركة في عملية التطوير على المنظومة التعلمية في البلاد، فعملت على الاستماع إلى طلباتهم، وحل مشاكلهم، وتقديم دورات تدريبية لهم للنهوض بمستوياتهم في التعليم.
ماجدة نصر تشيد بدور ”التعليم” في النهوض بالمعلمين
أكدت الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي في مجلس النواب أنه حتى يكون هناك تطوير جيد وحقيقي، ودفع بالمعلمين لبذل كل طاقتهم في نظام التعليم الجديد، وتنمية روح الانتماء لديه لمهنته، يجب أن يكون هناك تحسن فى وضعه الاجتماعي والمالي.
وأضافت عضو لجنة التعليم والبحث العلمي في مجلس النواب في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن زيادة رواتب المعلمين من الأمور الهامة في منظومة التعليم، منوهة إلى أن عدم وجود موارد لزيادة رواتب المعلمين من الممكن أن تؤثر بالسلب على عملية تطوير التعليم.
وأشارت الدكتورة ماجدة نصر، إلى أنه يجب أن يتم حل جميع مشاكل المعلمين وعلى رأسها المشاكل المادية أمر في غاية الأهمية، مشيدة بما تقوم به الوزارة من محاولة حل مشاكل المعلمين.
وذكرت أنه بالرغم مما تقوم به الوزراة، إلا أن عليها تجد موارد أخرى طالما أن الموازنة لا تسمح برفع رواتب المعلمين، مشيرة إلى أن هناك العديد من المعلمين الذين يبحثوا عن وظائف أخرى بجانب عملهم لتحسين وضعه المادي، مما يؤدي إلى عدم تركيزه في عمله.
ونوهت إلى أنه بالنسبة لرفع مستوى المعلمين من الناحية العملية، فإن الوزارة تعمل ما عليها فقامت بتنظيم الدورات التدريبية، مثل المعلمون أولًا، بالإضافة إلى البرامج المتخصصة في نظام التعليم الجديد بالنسبة لرياض الأطفال والصف الأول الإبتدائي، ونظام التقييم للمرحلة الثانوية.
تعليم البرلمان: المشكلة الأساسية للمعلمين هي زيادرة الرواتب
أشاد النائب مصطفى كمال، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب بما تقوم به وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني من تدريب المعلمين، قائلًا إنه حضر عملية تدريب المعلمين على نظام التعليم الجديد، بالنسبة لمرحلة رياض الأطفال، والصف الأول الإبتدائي، حيث شهد عملية إعدادهم على كيفية تعليم الأطفال بالطريقة الجديدة في التعليم.
وأضاف عضو لجنة التعليم والبحث العملي في مجلس النواب في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أنه بالنسبة للمشلكة المادية التي تواجه المعلمين، فهناك العديد منهم تحت مستوى الفقر، متسائلًا كيف سيستطيع المعلم القيام بما عليه في نظام التعليم الحديث، في الوقت الذي يعاني فيه من المشاكل المادية، وتأكيد الوزير على عدم إمكانية زيادة مراتباتهم في الوقت الحالي.
وتابع النائب مصطفى كمال حديثه مشيرًا إلى أنه يجب أن تعمل الوزارة على زيادة مرتبات المعلمين، لأنهم المنوطين بإعداد النشء المتعلم والقادر على التفكير وتطوير البلاد وقيادتها، ولافتًا إلى أنه بالرغم من عمل الوزراة على حل المشاكل الأخرى التي يعاني منها المعلمون إلا أن المشكلة الأساسية التي يطالبون دائمًا بحل لها هي تدني رواتبهم.
خبير تربوي: وزارة التربية والتعليم لا تملك أن تزيد مرتبات المعلمين
قال الدكتور طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم الأسبق إنه بالنسبة لمرتبات المعلمين فإن وزارة التربية والتعليم لا تملك أن تزيدها، وذلك لأنها يتم تقريرها تبعًا لخطط الدولة، والتي تضعها وزارة المالية في خطتها للعام المالي الجديد.
وأضاف معاون وزير التربية والتعليم الأسبق في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن الوزارة من حقها أن ترفع حوافز المعلمين مقابل الأداء، أو أن تستغل أصول الوزارة غير المستغلة لتقديم حوافز خاصة بالوزارة، منوهًا أن المعلمين لديهم مشاكل واحدة منذ العديد من السنوات، والتي منها أن يتم تعديل أساس المرتبات.
وأوضح أنه طالما لم تم حل مشكلة حوافز الإثابة، أو تعديل أساسي المرتبات، أو تنفيذ الأحكام القضائية والتي كسبها المعلمون ضد الوزراة، والذين تخطى عددهم العشرة آلاف معلم، أو تغيير المسمى الوظيفي لهم، لا يمكن أن نقول أن الوزارة تعمل على حل مشاكل المعلمين.
وذكر أن التدريبات التي يخضع لها المعلمون ما هي إلا تدريبات شكلية، ولذلك لا يمكن أن يتم الاعتماد عليهم في منظومة التعليم الجديدة، منوهًا إلى أن التدريبات الجديدة التي يخضون إليها الآن يجلس فيها المعلمون كمستمعين فقط لن تضيف إليهم، وليس هناك جدوى منها.