ترتبط مصر وإيطاليا بعلاقة تاريخية عريقة، بدأت بين منذ نهاية الدولة البطلمية، وبعد الحرب العالمية الثانية تطورت بشكل كبير، شملت جميع المجالات، عززها الموقع الجغرافي القريب بين البلدين، وقد شهت هذه العلاقة تطورًا ملحوظًا بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي عمل توطيد العلاقة بين مصر وبقية دول العالم، بعد أن عانت هذه العلاقات من الانهيار في عهد الجماعة الإرهابية.
وفي هذا الإطار استقبل الرئيس السيسي اليوم ينزو ميلانيزي، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، وذلك بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، وعباس كامل، رئيس المخابرات العامة، فضلاً عن السفير الإيطالي بالقاهرة والسكرتيرة العامة لوزارة الخارجية الإيطالية، وذلك لمناقشة العديد من القضايا الإقليمية والثنائية التي تهم البلدين.
خبير استراتيجي: مصر وإيطاليا ترتبطان بعلاقة طيبة
قال اللواء نبيل ثروت، الخبير الاستراتيجي إن مصر وإيطاليا ترتبطان بعلاقة طيبة منذ وقت طويل، بالرغم من تعرضهما لفترة عصيبة بسبب قضية ريجيني، حيث أن هذه القضية سببت أزمة لدى السلطات الإيطالية، مستدركًا أنه تم التغلب على هذه المشكلة.
فالنائب العام سمح للجانب الإيطالي بالاطلاع على جميع الوثائق المتعلقة بالقضية، والتي كانت واقعة في حيز اهتمام مصر، بسبب الاتهامات غير الحقيقية التي كانت تم توجيهها إليها، مشيرًا إلى أن الجانب المصري في طريقه لاكتشاف أبعاد هذه القضية.
وأضاف الخبير الاستراتيجي في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن العلاقات المصرية الإيطالية مهمة للغاية، وذلك بسبب ارتباط روما بطرابلس منذ العديد من السنوات، ومن هنا جاءت أهمية أن تكون العلاقات طيبة بين القاهرة والأولى؛ لتعزيز علاقتها بالأخيرة، لافتًأ أن أي تهديد لمصر من ناحية ليبيا سيؤثر على الأمن القومي المصري، ولذك يجب أن تكون علاقة مصر جيدة مع البلدين.
وأوضح أن اللقاء الذي سيجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مع الوفد الإيطالي سيتم فيه التطرق إلى العديد من القضايا، والتي يأتي على رأسها الإرهاب، مضيفًا أنه سيتم أيضًا تناول تعزيز العلاقات الاقتصادية، والسياسية بين البلدين.
خبير استراتيجي يوضح أهمية العلاقات المصرية الإيطالية
قال اللواء عبد الرافع درويش، الخبير الاستراتيجي إن اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الوفد الإيطالي، اليوم، تأتي في ظل العلاقات القديمة بين مصر وإيطاليا، ومصير مشترك بين البلدين نظرًا لقربهم الشديد من بعض عبر البحر المتوسط، حيث تعد إيطاليا هي أقرب الدول لمصر في أوروبا.
وأضاف اللواء عبد الرافع في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن هناك علاقات طيبة بين البلدين في جميع المجالات، ساءت فترة معينة بسبب قضية ريجيني، والتي ساهم في تضخمها الإعلام بشكل كبير، فجعلها تصل إلى مرحلة حرجة.
وأشار إلى هذا الاجتماع سيتم فيه مناقشة العديد من القضايا التي تهم البلدين، مشيرًا إلى أن الفائدة التي ستعود على مصر من استمرار العلاقات الطيبة بين البلدين، وخاصة في مجال السياحة، حيث تعد السياحة الإيطالية والألمانية من أهم أنواع السياحة التي تأتي إلى مصر.
وأوضح أن هناك أيضًا علاقات تربط البلدين في مجالات اخرى، فهناك علاقات تجارية، واقتصادية هامة جدًا، هذا بالإضافة إلى أنه سيتم مناقشة قضايا الإرهاب بليبيا، حيث أن ليبيا ترتبط بإيطاليا بشكل وثيق، حيث أن أي حركات إرهابية تقع في منطقة الشرق الأوسط تؤثر بشكل كبير على إيطاليا، وبالتالي فهي تهتم بما يحدث في المنطقة؛ حتى يكون هناك تعاون مع مصر للقضاء عليه تمامًا، هذا بالإضافة إلى مناقشة قضية الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا، والتي تمثل عبأ ثقيلًا عليها.
وأكد اللواء عبد الرافع أن هذا يأتي ضمن خطة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتوطيد علاقة مصر ببقية دول العالم، مشيرًا إلى هذه الزيارة أيضًا هامة في ظل ما تقوم به تركيا من تهديدات وخاصة بالنسبة لحقل ظهر، ولذلك فإنه من الهام أن توطد مصر علاقتها ببقية دول البحر المتوسط.
مساعد أول وزير الداخلية الأسبق: الهجرة غير الشرعية تسيطر على اهتمام إيطاليا
قال اللواء جمال أبو ذكري إنه سيتم طرح قضية "ريجيني" في اللقاء الذي سيجمع بين الرئيس السيسي، والوفد الإيطالي، الذي سيتم اليوم، منوهًا إلى أن هذه القضية تحتل نسبة كبيرة من اهتمام الجانب الإيطالي، مشيرًا إلى أنه بالنسبة للجاب المصري، فقد عرض النائب العام كل ما يخص القضية على الجانب الإيطالي.
وأضاف مساعد أول وزير الداخلية الأسبق، في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أنه سيتم أيضًا طرح قضية الهجرة غير الشرعية، والتي تهم أيضًا الجانب الإيطالي، حيث ينتقل المهاجرين الأفارقة إلى إيطاليا عن طريق ليبيا.
وأوضح أنه سيتم أيضًا طرح قضية الإرهاب في اللقاء، مشيرًا إلى أنه انتشر في جميع أنحاء العالم، منوهًأ إلى أن أي جماعة إرهابية خرجت من عباءة جماعة الإخوان الإرهابية، والتي توجههم الصهيونية العالمية، مؤكدًا أنه سيتم مناقشة تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين.