محام الرئيس الراحل علي عبد الله صالح: اليمن أصل العرب.. والتفريط به يعرض المنطقة للخطر

السبت 28 يوليو 2018 | 11:29 مساءً
كتب : لمياء يسري

التحالف العربى يريد أن يعيد اليمن لقوته.. والمبعوث الأممى متساهل مع الميليشات

الحوثيون أبشع من داعش بكثير.. وقتلهم الزعيم جاء ضمن مخططهم للعودة إلى العصر «الإمامى»

نحن جميعا فى «البلد السعيد» وأنا أولهم كنا مخطئين عندما وثقنا فى هذه العصابة

قيادات من حزب المؤتمر الشعبى خانت «عفاش».. وسنعلن أسماءهم فى الوقت المناسب

طارق صالح يحظى بشعبية كبيرة.. وقاعدة عريضة تريد الانضمام له بجبهة الساحل لتحرير الحديدة

تجارة السلاح أصبحت رائجة بالساحة العربية.. وعلى كل منا فى بلده الحفاظ على نعم الأمن والرخاء

 

يوم فاصل فى تاريخ «البلد السعيد»غيّر ملامحه بالكامل، فمع انتشار فيديوهات، مقتل المنحدر من عائلة عفاش، بشكل موسع على مواقع التواصل الاجتماعى، توشح اليمن بالأسود، حدادًا على روح «الراقص مع الأفاعى».

لم يكن يعلم على عبدالله صالح عفاش، أن نهايته ستكون على يد أحد بيادق رأس الأفعى.. أو ربما كان يعلم، فبحسب ما قاله محاميه، محمد المسورى، إنه بعث له بالعديد من التحذيرات، إلا أن الأخير لم ينصت إليه كما ينبغى.

أصبحت الدفة تميل نحو الميليشيات المدعومة من إيران، ولكن بشكل مؤقت، حيث تمكن التحالف العربى لدعم الشرعية من وقف الزحف والتقدم الحوثى، وحررت قواته عددا من المناطق الهامة، وتبقى لهم المحافظة الأهم "الحديدة"، التى يسعون لتحريرها بشكل كامل حاليًا.

وفى هذا الصدد، كان لـ«بلدنا اليوم»، حوار مع محامى الرئيس السابق، على عبدالله صالح، الذى أكد أن موكله تعرض للخيانة من قبل بعض قيادات حزب المؤتمر الشعبى.

 

- كيف هى الأوضاع الآن فى الحديدة؟

الوضع صعب داخل محافظات الشمال، الناس مستنفرون من الحوثيين، وينتظرون الشرارة للتحرك ضدهم، فهم أبشع من «داعش» بكثير حيث لا أمل لهم. تريد العصابات الانقلابية العودة إلى العصر الإمامى الذى تحررنا منه على يد الزعيم جمال عبد الناصر.

- كيف استخدموا مخطط "العصر الإمامى" لبسط هيمنتهم على اليمن؟

يدعون أنهم أصحاب الحق الإلهى فى الحكم، على اعتبار أنهم من نسل الصحابى على بن أبى طالب، الذى –حسب عقيدتهم- لديه الشرعية والحق فى حكم الأرض. ميليشيات الحوثى عبارة عن عصابة مدعومة من إيران، الشعب عرف الحقيقة، والتحالف العربى يريد أن يعيد اليمن لقوته من قبل، وطارق صالح قالها صريحة: «نحن ضمن التحالف ونستمر معهم».

- وما هو دور الأمم المتحدة والمبعوث الأممى؟

المبعوث الأممى يحاول أن يعطى راحة لميليشيات الحوثى، لأن مدينة الحديدة أهم شريان لهم، وإذا تم تحريرها؛ سنقطع الطريق على العصابات المدعومة من إيران، لأنه يتم تهريب السلاح والتجارة لهم، وسنقطع أيضًا 90% من طريق القضاء على الحوثيين.

- هل فقد الحوثى شعبيته بعد مقتل على عبدالله صالح؟

كلنا عرفنا حقيقتهم، بعدما اتضح كذبهم واستخدامهم التقية ورفع الشعارات الكاذبة، فلقد اغتالوا الرئيس بعد دعوته للسلام والتحالف مع السعودية والحوار وحقن الدماء. لذا أنا أدعو للانتفاضة ضد هذه «العصابة الشيطانية»، التى تقتل بدم بارد، والدم عندها كشربة ماء، ولم يعد لديها حضور على الإطلاق إلا عند الهاشميين فقط الداعين لأنها الأحق بالحكم والخلافة.

- هل حدثت خيانة من داخل حزب المؤتمر الشعبى بشأن قتل "صالح"؟

مكان الرئيس كان معروفًا للجميع، منزله وتحركاته، والخيانة نعم حدثت من قبل قيادات كبيرة من حزب المؤتمر الشعبى. سيأتى اليوم الذى نتحدث عنهم بالاسم، ولولا خيانتهم لما تدهورت الأمور لهذا الحد، فقبل مقتل الرئيس غالبية المحافظات كانت عادت للجمهورية فى الثانى والثالث من ديسمبر، لكن الحوثى التقى شيوخ القبائل وسحب مقاتليه من كل مكان وجمعهم فى العاصمة صنعاء، واقتحموا بيت الرئيس بالدبابات والسلاح، واشترى ولاء المشايخ بمليارات الدولارات.

- هل توجد مستندات تدين القيادات الخائنة؟

يوجد شهود ودلائل عديدة لا يمكن الحديث عنها الآن، تدين هؤلاء الخائنين، وسيتم الكشف عنهم فى الوقت المناسب، لكننا نتحرك فى سبيل إصلاح الأوضاع هناك، وتواجدى فى مصر هو جزء من هذا الطريق. فبعض القيادات ترى أنه ليس الآن هو الوقت المناسب للكشف عن الخونة، إلا أنه من جهتى سأتحرك ضد جميع «الخونة» بكل ما أوتيت من قوة.

- لماذا لم يستجب الرئيس على عبد صالح لتحذيراتك من اغتيال الحوثيين؟

الرئيس كان مؤمنا بالقضاء والقدر، ونذر نفسه للشهادة، وكان على علم أن الحوثيين أرادوا اغتياله، لكنه أصر على مواجهة هذه العصابة، ولم يوافق على الخضوع لها تحت الإقامة الجبرية، ورفض أن يترك اليمن. كما لم يحظ صالح بأى نوع من التحالفات وقتها سوى تعاونه مع النظام السورى فقط، وعلى الرغم من أنه كان يستطيع الحفاظ على حياته بالرضوخ للحوثيين والارتضاء بالإقامة الجبرية داخل منزله، لكنه رفض ذلك وأصر على المواجهة.

- لماذا تحالف صالح مع الحوثى ثم انقلب عليهم؟

لأنه كانت لديه حسابات خاصة أيام المفاوضات التى حدثت فى الكويت، إضافة إلى توصيل رسالة معينة، لكنه أخطأ، كما أى شخص آخر.

- كيف خطط الحوثيون لقتله؟

أعدوا عدتهم منذ فترة طويلة, فهم ليس لديهم حلفاء، فى البداية تحالفوا مع الرئيس هادى، ثم انقبلوا عليه، تحالفوا مع الإخوان، ثم انقلبوا عليهم وشردوهم فى الأرض، تحالفوا فى 2011 مع كل القوى الموجودة فى الساحات، ثم انقلبوا عليهم، وآخرها كان مع التحالف الشعبى، وانقلبوا عليهم، فحليفهم الوحيد "إيران، وحزب الله، وكل ما هو شيعى".

- ما الإجراءات التى تتخذونها ضد الحوثى؟

منذ اللحظة التى هربت فيها من اليمن، لأن الحوثيين طلبوا رأسى، وخرجت بمساعدة من التحالف العربى، وأنا أسعى منذ خروجى لاتخاذ إجراء قانونى، وأحاول جمع الأدلة، كما أتابع مع المقربين من الرئيس الراحل على عبد الله صالح، لكنهم معتقلون الآن.

والتقيت اللجنة الدولية التابعة لمجلس حقوق الإنسان، كما قابلت أيضًا بالكثير من السفراء، آخرهم السفير الأمريكى بالرياض، والملف اليمنى لن يهمل، وسنواصل العمل عليه داخل وخارج البلاد.

- ما الأدلة التى تملكونها لإدانته؟

الدليل الأول والأكبر هو اعتراف الحوثى بقتل الرئيس على عبد الله صالح، وسجدوا لله شكرًا بعد قتله، ومثلوا بجثته، ولدينا أدلة تثبت ارتكاب الجريمة، وأسماء المخططين والمرتكبين لها، ولا توجد حتى الآن أية إشكالية بالنسبة للأدلة.

- لماذا تعاون صالح مع التحالف العربى؟

الرئيس على عبد الله صالح دعا للحوار مع الجميع وحقن الدماء، وخطابه الأول فى 2 ديسمبر كان خطابا واضحا عربيا قوميا، وأوضح أن الحوثيين عصابة إيرانية، وعلى الجميع الوقوف ضدها لإنقاذ الوضع فى اليمن.

- هل كان ينوى صالح الترشح للرئاسة مرة أخرى بعد التخلص من الحوثى؟

لا لم تكن لديه النية للترشح للرئاسة، وإذا كان فى نيته التشبث بالرئاسة؛ لما سلم السلطة فى 2011، وأنا تحدثت معه بخصوص هذا الشأن، وقال «يكفينى، أنا ارتحت الآن، فأنا طوال 33 عاما أنام 4 ساعات فقط»، فالرجل كان يريد السلام لا الدماء، وسلَّم السلطة بسلام، دون إراقة للدماء, وقتل الحوثييين الشباب فى ذلك الوقت لتشويه صورة النظام.

- كيف تغيرت الأوضاع فى اليمن بعد ظهور طارق صالح؟

طارق بشعبية كبيرة الآن، وبدأ يتحرك ميدانيًا ويريد الكثيرون الانضمام إليه، وأنا تأتينى طلبات من الكثيرين فى رغبتهم بالانضمام له، وتعول قاعدة عريضة من اليمنيين الآن على جبهة الساحل, وينتظر الكثيرون فى الداخل والخارج الانضمام إلى طارق وتحرير الحديدة بالأخص، لأنها ستكون شريانا للحياة الجديدة.

واستطاع طارق فى وقت قصير تحريك جبهة الساحل من المخا إلى مطار الحديدة فى الخط الساحلى، ومستمرون فى الخط الآخر، وسيتمكنون من السيطرة عليه فى أقرب وقت. وكما قال فى خطابه الأخير إنه فى طريقه لدخول الحديدة، لكنه يريد إعطاء الفرصة للحوثى بتسليم الحديدة، ولكن الأخير يرفض.

- هل ينوى طارق صالح استكمال المسيرة والترشح للانتخابات بعد انتهاء الحرب؟

اليمنيون سيلتفون حول أى شخص يحرر مدينتهم من الحوثيين، طارق أو غير طارق، لكنهم لا يفكرون من سيتولى السلطة، فالصندوق هو يقرر، والأوضاع هناك من السوء بالدرجة التى تجعلهم لا يفكرون فى الانتخابات، ولكن فى التحرر وفقط.

- كيف سيحمى اليمن أطفاله من التجنيد فى صفوف الحوثى؟

نحن بحاجة إلى توعية كبيرة للأهالى، فالحوثيون لا يعتمدون فقط على تجنيد الأطفال، بل خطفهم من أهاليهم بالقوة، وعلى المجتمع الدولى التدخل أن يقف بجانب اليمن ويدرج هذه العصابة ضمن الجماعات الإرهابية، لأن عدم إدراجها يساعدها فى استمرارية إجرامها ضد الشعب اليمنى، ومجلس الأمن لديه الوثائق التى تدينها.

- لماذا لم يجرم المجتمع الدولى هذه الجماعات حتى الآن؟

لأن المجتمع الدولى يكيل بمكيالين، والساحة العربية أصبحت ساحة للتجارة الدولية من بينها تجارة السلاح، لكن علينا كل منا فى بلده أن يحافظ على ما هم فيه من نعم الأمن والرخاء، واليمن لا يمكن له وحده أن يجبر المجتمع الدولى لتجريم الحوثيين، ليس بالدعم العسكرى ولكن بالكلمة، وإحياء الفعاليات للتوعية بخطورة هذه الجماعة وبخطوات إيران لتدمير المنطقة العربية، فاليمن أصل العرب، والتفريط به يعرض المنطقة للخطر، ونحن جميعا فى اليمن وأنا أولهم كنا مخطئين عندما وثقنا فى هذه العصابة.