دأبت دولة الإمارات خلال الفترة الماضية، على تكوين حلقة الوصل لجمع الشمل في القمة العربية، وإنهاء الخلافات بين الدول الشقيقة، حيث عقد الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، اجتماعًا بين أسياس أفورقي رئيس دولة إريتريا، ونظيره آبي أحمد رئيس جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، لإنهاء الخلافات التي كانت بينهما، وتحقيق روح السلام والأمان بين سكان المنطقة العربية.
وأكد صاحب السمو ولي عهد دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال القمة العربية، أن دولته تدعم بقوة كل جهد أو تحرك يستهدف تحقيق السلام والأمن والاستقرار في أي بقعة بالعالم من منطلق إيمانها بأن تحقيق السلام والأمن هو المدخل الأساسي لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لجميع شعوب العالم.
كما أعلن خلال لقائهما، أن الخطوة التي أخذها الرئيسان الإثيوبي والإريتراري، توضح الشجاعة العلاقات التاريخية المرتبطة بيها الدولتان، وأن إنهاء الصراع وحل النزاع، سوف يفتح آفاق جديدة للتعاون والتنسيق المشترك بين البلدين الجارين، مؤكداً ثقته في أن هذه الخطوة ستسهم في تطوير علاقات التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين الصديقين، وتحقيق طموحات شعبيهما في السلام والتنمية والازدهار، فضلاً عن تعزيز الأمن والاستقرار في القرن الإفريقي والمنطقة بشكل عام.
وبعدما جدد الترحيب بالرئيسان في القصر الملكي، بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، أشار إلى أن الدور التوفيقي الذي قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة، بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية، وبمساندة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في المملكة، في تسهيل التوصل إلى هذا التوافق التاريخي بين البلدين الصديقين، نابع من إيماننا العميق بأهمية تغليب نهج التعاون والسلام والتسامح بين الأمم والشعوب باعتباره الطريق الأمثل لتحقيق المصالح المشتركة وتعزيز مسيرة التنمية والرخاء للبشر جميعاً.
ويعد التصميم الذي ظهر من إثيوبيا وإريتريا، بعد سنوات طويلة من الصراعات وعدم الإستقرار، نموذجاً يمكن استلهامه وتطبيقه في تسوية كثير من النزاعات والصراعات في إفريقيا والعالم بما يعزز الأمن والاستقرار الإقليمي، ويفتح مجالات أوسع من التعاون المشترك بين الدول لخدمة مصالح شعوبها وحقها في التنمية والسلام والازدهار، وأن أكثر ما يسعد دولة الإمارات العربية المتحدة، هو رؤية السلام والأمن والازدهار يعم المنطقة والعالم.
كانت دولتي أثيوبيا وإريتريا، شهدت خلافات عديدة استمرت لعدة سنوات، بسبب الحدود التي تجمعهم في الجانب الإقليمي، وهو صراع تحكمه الطبيعة المعقدة في العلاقة بين أسمرة وأديس أبابا وأيضا طبيعة التحالفات التي يعقدها كل طرف مع الجهات الخارجية التي تخدم مصالحه.