تجسدت كل معاني القسوة على أم تحجر قلبها ناحية طفلتيها البريئتين وطردتهما إلى الشارع، رافضة رعايتهما، بسبب خلافات وبين زوجها والد الطفلتين بعد مروره بضائقة مالية طاحنة إثر تعطله عن العمل، بمحافظة الدقهلية.
بدأت معالم الواقعة بعد ورود بلاغًا من «منى. ح» 30 عامًا من قرية البرامون مركز المنصورة، تتهم فيه زوجها «أحمد.س» 36 عامًا، سمكري وعاطل عن العمل، بتبديد مفروشات شقتهما وبيعها بالإكراه مستغلاً إقامتها في منزل والدها بعد نشوب خلافات بينهما.
وتبرأت الأم من طفلتيها البالغتين 7 سنوات و 4 سنوات، رافضة أن يربطها بزوجها أي شئ بما في ذلك أمومتها للطفلتين ثمرة زواجها منه، وحصلت على حكم من المحكمة بإلزام الزوج بتسديد قيمة المفروشات، وبالفعل حُكم حبسه لحين التنفيذ وسداد المبلغ المطلوب.
وسط كل ذلك، أصبح الشارع هو مأوى الطفلتين، فلم يكن أمامهما سبيلًا إلا التسول وأكل بقايا الطعام من الشارع، حتى تكفلت بهما أسرة «فاتن. ع» وضمتهما إلى أطفالها، لحين تدخل العقلاء بالقرية وإقناع الأم بضمهما لها بعد حبس الأب.
وفشلت جميع المساعي لإقناع الأم بالعدول عن قرارها القاسي، وتدخل فاعل خير وسدد المبلغ المطلوب على الأب لإخراجه من السجن وعودته لبناته بدلا من إيداعهما في ملجأ للأطفال أو تركهما بالشارع، إلا أنه لم يقوى على رعايتهما لإصابته بمرض نفسي بعد تعرضه للإفلاس، وهو ما دفع الطفلتين للعودة إلى الشارع من جديد.
وتوجه عدد من الأهالي إلى قسم شرطة ثاني المنصورة لتحرير محضر ضد الأم القاسية، وإجبارها على تسلم الطفلتين في القسم والإمضاء على تعهد برعايتهما وعدم إهمالهما حرصا عليهم من التشرد.
وقال شاهد العيان «يسري شرارة» إن الأب أصيب بمرض نفسي لمروره بضائقة مالية واستمرار الخلافات مع زوجته التي غادرت غاضبةً إلى أهلها بدون البنتين، ووصلت الخلافات بينهما إلى المحاكم بعد علمها ببيعه أثاث البيت لتوفير نفقات ابنتيه، موضحًا أن الأب غير قادر على رعايتهما لظروفه المادية والنفسية، كما أن أهل القرية تكفلوا بتوفير المساعدات العينية للطفلتين لحين إيجاد عملًا مناسب للأب وإقناع الأم بإنقاذ طفلتيها.