السلام.. كلمة السر في عودة أسرة الصحفي الإثيوبي ”عبدالسلام”

السبت 21 يوليو 2018 | 04:00 صباحاً
كتب : آية محمد

انتهت العداوة والمقاطعة بين إثيوبيا وإريتريا، والتي دامت لعقود طويلة، وبعد أن دارت بينهما حروب كثيرة، راح ضحيتها ملايين الأشخاص، وكان ذلك نتيجة لانفصال إريتريا عن إثيوبيا، حيث نتج عن ذلك (قطع العلاقات نهائيا وغلق الحدود)، ثم جاء السلام ليحل محل الحروب والعداوة والانفصال، واجتمع قادة البلدين، واتفقا على فتح الحدود والسفارات، وعودة العلاقات الحميمة بين البلدين، ووقف كل أشكال الحروب بين البلدين، ليصبح عنوان العلاقات بينهما هو (السلام).

 

وكانت قد اندلعت الحرب بين إثيوبيا وإريتريا عام 1998، جعلت كل دولة ترحل مواطني الأخرى بشكل جماعي، واعتقد عبد السلام حجو أنه لا يوجد ما يدعوه للقلق لثقته بأن جواز سفره الإثيوبي سيحمي زوجته الإريترية من الطرد.

وبعد عامين ومع احتدام الصراع على طول الحدود المشتركة، اختفت زوجته (نتسلال أبرهة) بشكل غامض مع ابنتيهما، وبدأ (عبد السلام) وهو صحفي في التليفزيون الرسمي الإثيوبي، عملية بحث عنهن، وبعد عدة أيام قابله جاره وسلمه رسالة من (نتسلال) تقول فيها، إنها رحلت لإريتريا مع البنتين (أزمرة ودنايت) اللتين كانتا في سن المراهقة آنذاك.

ولم تفسر زوجته (نتسلال) في الرسالة أسباب رحيلها، لكن (عبد السلام) كان يشك في أنها مثل ملايين آخرين على جانبي الصراع، وقعت أسيرة للحروب التي اجتاحت البلدين تحت وطأة إراقة الدماء.

وكتبت الأم في الرسالة "في يوم ما.. قد نلتقي"، إلا أن حلم لم الشمل أصبح حقيقة هذا الشهر عندما وقعت حكومتا البلدين، اللذين ظلا خصمين لنحو عقدين حتى مع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار عام 2000، اتفاق سلام أنهى سنوات من العداء.

وبعد أن تصافح الرئيس الإريتري (أسياس أفورقي) ورئيس الوزراء الإثيوبي (أبي أحمد)، وتعانقا وتعهدا بإعادة العلاقات كان (عبد السلام) بين أكثر من 400 مسافر توجهوا إلى أسمرة، في أول رحلة طيران مباشرة بين البلدين منذ 1998.

واستقبل عبد السلام بالزغاريد والتهليل، أمس الأول الخميس، خارج مبنى صغير في حي جيزا بندا تيليان بأسمرة، حيث تعانق الزوج والزوجة والابنتان للمرة الأولى منذ 18 عامًا.

في البداية كان الحوار متحفظًا، وقال لزوجته: "جئت رغم شعوري بألم في الأسنان"، وردت الزوجة قائلة: "أنا أيضا مريضة"، وانفجر (عبد السلام) بالبكاء عندما عانقته ابنتاه، وقال "كانت سنوات من الظلام، الانفصال والشوق كانا فوق الاحتمال، تخيل أن شخصًا فاز باليانصيب للتو.. هذا هو شعوري الآن"، لكن (عبد السلام) كان يتطلع للمستقبل، وقال: "لا أهتم بذلك الآن.. ألقيت بالماضي خلف ظهري وسأستمتع بالمستقبل مع بنتي".

جدير بالذكر أن السلام الذي حل بعد زمن طويل من الحرب والعداوة بين إثيوبيا وإريتريا، هو كلمة السر أو "السبب" في عودة أسرة الصحفي الإثيوبي (عبدالسلام) المفقودة منذ عقود، وسر الفرحة الكبيرة التى بدت على وجوههم بعد لم شملهم.