إذا لم يكن لأمريكا.. لمن إذًا توجه روسيا أسلحتها الحديثة ؟

الاربعاء 18 يوليو 2018 | 03:47 مساءً
كتب : لمياء يسري

التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الروسي فلادمير بوتين، في العاصمة الفنلدنية هلسنكي، قبل يومان وكانت القمة الأولى التي تجمع الرئيسان.

 

وناقش الرئيسان عدد من القضايا المتعلقة بالشأن العالمي والعربي، جاء على رأسها التفاهم بشأن الأسلحة النووية، بعد توقيع البلدين على اتفاق خفض حجم ترسانتهما النووي حتى عام 2021.

 

وانتهت القمة بالاتفاق على إحلال السلام في سوريا، والحد من انتشار الأسلحة النووية بجانب الضغط على إيران.

 

واستمع «بوتين » لإدعاءات مراسل قبل قناة «فوكس نيوز» الأمريكة، ضمن اللمؤتمر الصحفي الذي عٌقد بعد انتهاء القمة، حيث قال الصحفي «إن صاروخ سارمات الذي استعرضته روسيا في مارس الماضي، يظهر ولاية فلوريدا الأمريكية هدفا له حيث يوجد اسم الولاية في الفيديو.

 ورد الرئيس «بوتين»، قائلًا، « إن الفيديو الذي تم عرضه في مارس الماضي، لا يظهر أن الصاروخ يستهدف الولايات المتحدة الأمريكية، كما اتهم القناة بالكذب والتضليل، وعدم التحقق من معلوماتها.».

أسحة لا يمكن اعتراضها

يبدوا أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين يسعى لاستعادة قوة الاتحاد السوفيتي السابقة والوقوف فقط  أمام الولايات المتحدة الأمريكية بل أوربا وحلف الناتو، فيعمل دائمًا على الاشتباك بقضايا دول العالم والشرق الأوسط، بجانب تسليح بلاده بأحدث الأسلحة النووية لحماية الدولة ضد أي اعتداءات خارجية.

 

وتحدث «بوتين» إلى شعبه في مارس الماضي، لتوضيح خطة بلاده في مجال التسليح النووي بالتفصايل الدقيقة للمرة الأولى.

وربما كان سبب حديثه هو رغبته في إطلاع القوى الدولية بالوجود الروسي على الساحة العالمية حتى لو لم تكن عضوًا في حلف الناتو، مؤكدا أن تجارب المفاعل النووي المضغوط لتزويد الطائرة الروسية الجديدة بالوقود انتهت الخريف الماضي.

 

وقال «بوتين» أثناء هذا الحديث بالكرملين«إن الأسلحة النووية الجديدة لا يمكن اعتراضها، وتعمل بالطاقة النووية، تشمل صاروخا من طراز كروز وطائرة غير مأهولة تعمل تحت الماء، وستكون هذه الأسلحة مأمن من اعتراض العدو».

 

وأكد الرئيس الروسي، على «أن أسلحة بلاده الجديدة، أكثر تطورا وقوة بحيث تجعل نظام الدفاع الصاروخي لدى حلف شمال الأطلسي عديم الجدوى».

وأضاف «بوتين»، «أن سلاحا جديدا اسمه أفانغارد وهو صاروخ عابر للقارات أسرع من الصوت من شأنه أن يحلق نحو أهدافه بسرعة تزيد على 20 ضعفًا من سرعة الصوت ويضرب وكأنه نيزك، أو ككرة نارية».

ومن المحتمل أن روسيا أرادت إيصال رسالة غير مباشرة بقدرتها على خوض الحرب ضد أمريكا والناتو، في أي لحظة، فلم يكتف بوتن باستعراض الأسلحة الجديدة، بل أوضح أنها «منيعة تماما ضد أي نظام دفاع صاروخي».

 

واستكمل الرئيس الروسي، «روسيا اختبرت صاروخا باليستيا عابرًا للقارات يدعى سرمات يتجاوز مداه وعدد الرؤوس الحربية التي يحملها ما كان يحملها الصاروخ الذي عرف في الغرب خلال الحقبة السوفيتية باسم الشيطان».

 

 

ولم يكتف «بوتين» باستعراض الأنظمة النووية الجديدة فقط، بل أصر التأكيد على أن الأسلحة الجديدة، قادرة على مواجهة أسلحة حلف «الناتو»، على لسان وزير الدفاع سيرغي شويغو، الذي عقب على كلمة الرئيس الروسي، وشبه نظام الدفاع الصاروخي الذي نشره حلف الشمال الأطلسي في بولندا ورومانيا وألاسكا بـ«مظلة بها ثقوب».

 

وأضاف «شويغو»، «دول حلف شمال الأطلسي تحاول جر روسيا لسباق تسليح جديد، لكن أسلحتنا النووية الجديدة ستساعد في تجنب هذا السيناريو».

 

حلف الشمال الأطلسي يرد

تلقى حلف الشمال الأطلسي «الناتو» رسالة الرئيس الروسي فلادمير بوتين في شهر مارس الماضي، حول التلسيح النووي الجديد، واعتبرها تهديدا واضحا بالحرب على دول الحلف.

 

وقات أوانا لونغكسو في اليوم التالي لكلمة «بوتين»، «إن البيانات الروسية التي هددت الحلف، غير مقبولة أو مجدية، مضيفة أن المنظمة، بنتيت أساسا لرد هجمات من خارج أوروبا وأمريكا الشمالية».

 

 

كما استمعت الولايات المتحدة لكلمة الرئيس الروسي، ولم تخفِ أمريكا قلقها حيال الأسلحة النووية الروسية، وهاتف دونالد ترامب، فلادمير بوتين للحديث عن هذه الأسلحة الجديدة.

روسيا تتراجع

حاول كل من الرئيسان الأمريكي والروسي،  تهدئة الأوضاع بين البلدين، فكانت القمة الأولى بينهما، قبل يومين في العاصمة الفنلدنية هلسنكي.

والتقى كلاهما بالإعلام عقب انتهاء القمة للإجابة على اسئلة الصحافة، ووجه مراسل سكاي نيوز الأمريكية، الاتهام للرئيس الروسي فلادمير بوتين أن بلاده تستهدف الهجوم النووي على ولاية فلورايدا الأمريكية.

 

واستند المراسل الصحفي، إلى الفيديو الذي عرضه «بوتين» في مارس الماضي، وظهور اسم الولاية الأمريكية في الفيديو.

لكن يبدو أن دواعي القمة، أجبرت الرئيس الروسي، التراجع عن تصريحاته السابقة، ولو بشكل مؤقت.

حيث  نفى «بوتين» ادعاءات القناة الأمريكية، مؤكدًا أن بلاده لا تستهدف الولايات المتحدة، وأن المادة المصورة المشار إليها لم يظهر فيها اسم فلورايدا الأمريكية، كما اتهم القناة بالكذب والتضليل، وعدم التحقق من معلوماتها.

 

و يتضح أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين يتناقض حاليًا مع نفسه بعد تصريحاته لقناة فوكس نيوز الأمريكية، ففي مارس الماضي أكد رئيس لجنة الدفاع في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي فيكتور بونداريف، في تصريحات صحفية «أن الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج إلى 500 صاروخ مضاد لاعتراض الصاروخ البالستي العابر للقارات سامارات».

فلماذا تراجع الرئيس الروسي حاليا عن تصريحاته السابقة ؟

 

اقرأ أيضا