«موضة انتحار طلاب الثانوية»، هكذا وصفها المواطنون في الآونة الأخيرة ، بعد حالات الاكتئاب التى مر بها طلاب الثانوية العامة بعد فشلهم في أداء الامتحانات.
وشهدت محافظات مصر، تزايد حالات الانتحار لطلاب علقوا كل أحلامهم على مجموع الثانوية، لكنهم لم يجدوا أمامهم سبيلًا سوى التخلص من الحياة، وهو ما نرصده في ذلك التقرير..
انتحار فتاة بإلقاء نفسها من الطابق الخامس في الإسكندرية
البداية كانت حينما أقدمت طالبة في الثانوية العامة على الانتحار، بالسقوط من الطابق الخامس في العقار الذي تقيم فيه، قبل ساعتين من بدء امتحان اليوم الأول، خشية الرسوب لعدم استعدادها للامتحانات.
وتبيّن أن الفتاة، وتدعى «يارا ياسر محمد» كانت تعاني من ضغوط عصبية ونفسية بسبب قرب امتحانات الثانوية العامة، وكانت تخشى من الرسوب، فألقت بنفسها من الطابق الخامس من منزلها، الكائن في شارع الخلفاء بمنطقة الهانوفيل غرب الإسكندرية.
مصرع طالبة بسوهاج بسبب هبوط حاد بالدورة الدموية
في محافظة سوهاج، لقيت طالبة تدعى سلمى حسين أحمد محمود، 19عامًا بالصف الثالث الثانوي الأزهري، بالقسم الأدبي مصرعها، بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية ، بمنزل والدها حسين أحمد محمود، 55 عامًا.
والجدير بالذكر أن الطالبة كانت ملتحقة بلجنة معهد فتيات طما الثانوي، وسادت حالة من الحزن الشديد والبكاء بين زميلاتها، إثر معرفتهن بنبأ انتحارها، وعدم وجودها بينهم لأداء امتحان مادتي القرآن والبلاغة.
وقال أبو اليسر الشريف عامل بمعهد فتيات طما الثانوي الازهري، وجار الطالبة المتوفية، إنها كانت على خلق ومحبوبة من جميع زملائها والأهل والجيران وكانت متفوقة ومجتهدة، وشيعت الجنازة الجمعة الماضية، وسط حشود غفيرة من المواطنين.
شاب يلقي بنفسه من أعلى البرج بالقاهرة
كما تلقى رئيس مباحث قصر النيل، بلاغًا من العاملين ببرج القاهرة، مفاده انتحار شاب بإلقاء نفسه من أعلى برج القاهرة، وبالانتقال والفحص تبيَّن أن الجثة للمدعو «جرجس صابر» 19 عامًا، طالب، وبعمل التحريات تبيَّن تغيُّبه عن الامتحانات خوفًا من معاقبة والده له فأقدم على الانتحار.
كانت نيابة قصر النيل الجزئية، انتهت من مشاهدة تفريغ كاميرات المراقبة الخاصة ببرج القاهرة بعد انتحار شاب من أعلى البرج.
مصرع فتاة بسبب صعوبة امتحان الفيزياء بالبحيرة
كما سادت حالة من الغليان وسط طلاب الثانوية العامة بمحافظة البحيرة، بعد وصول نبأ وفاة زميلة لهم بسبب صعوبة امتحان مادة الفيزياء.
وأكدت الطالبة هاجر محمد، أن زميلتهن خرجت من امتحان مادة الفيزياء منهارة، وفي نوبة بكاء شديدة حتى أغمي عليها، مضيفةً أنها كانت تأمل في الالتحاق بكلية الطب ولكنها فقدت الأمل بسبب صعوبة الامتحان، وكانت تعتمد على نفسها في مصاريف الدروس الخصوصية، إلى جانب إشادة الجميع بأخلاقها.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور جمال الفار، استشاري وأستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، إن الشخص المنتحر يكون في حالة اكتئاب مزمن وقتها، مؤكدًا في تصريحات لـ«بلدنا اليوم» أن الإنسان حينما يتخذ قراره بالانتحار يكون يائسًا ومفتقدًا لقدرة التواصل مع الآخرين.
وأشار أستاذ الطب النفسي، إلى ضرورة إزاحة الضغوطات النفسية عن عاتق الطلاب، معقبًا بأن الثانوية العامة ليست نهاية المطاف، في الوقت الذي ذكر فيه أن الفئة العمرية الأكثر سقوطًا بين براثن الانتحار تتراوح ما بين 15 إلى 29 سنة، بينما معدلات الانتحار عالميًا تبلغ 1.2 لكل 100 ألفًا.
واتفق معه في الرأي الدكتورعلي بهنسي، استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، الذي قال إن هذا السن يمتاز بالاندفاع الشديد والاستجابة لأي أفكار تطرأ فى عقل الطالب.