تخطت العلاقات المصرية الإيطالية، جذور الأرض والبحر، حيث ظهرت الصلات العميقة بين إيطاليا ومصر في عدة مجالات؛ منها الحضور المميز والكثيف للجالية الإيطالية في مدينتَي الإسكندرية والقاهرة في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، ومنها أيضاً الحركة النشطة للاستشراق الإيطالي، وهي حركة امتدت لقرون طويلة مازالت مستمرة حتى اليوم.
كما شهدنا خلال النصف الثاني من القرن العشرين ضعف الصلات بين البلدين في جوهرها حتى جاء المشروع العالمي لإحياء مكتبة الإسكندرية، والذي حصل علي دعم إيطالي كبير، ولم يقتصر هذا الدعم على المستوى الحكومي فقط؛ بل امتد للمؤسسات الإيطالية والأفراد، وكل ذلك يعد مؤشرات دالة على مستقبل طيب للعلاقات الوثيقة بين البلدين.
ولم تنتهي العلاقات عند هذا الحد، بل تطورت عند زيارة العائلة المقدسة لأرض الكنانة، والذي بدوره يؤكد على أمن وأمان المقصد السياحي المصري، وذلك حسبما وصفه الخبراء السياحيين، مشيرين إلى أن الزيارة هي رسائل الإيجابية للعالم أجمع، مما يؤدي إلى تنشيط الحركة السياحية، خاصة السياحة الثقافية والأثرية.
نقيب السياحيين يؤكد على صلابة العلاقة بين مصر وإيطاليا
قال باسم حلقة نقيب السياحيين، أن العلاقات بين مصر وإيطاليا، هي علاقات قوية، مبنية على التعاون فيما بينها، مشيرًا إلى أنه بوصول أولى رحلات الحج الإيطالية إلى القاهرة، فيما يخص رحلات مسار العائلة المقدسة، تأكيدًا على قوة وصلابة العلاقات بين الدولتين.
وأضاف باسم حلقة، في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم"، أنه لا يوجد شوائب علي العلاقات المصرية الإيطالية، مشيرًا إلى أن الدليل على ذلك هو وجود رحلات الحج المتوافدة من الدولة الإيطالية.
واختتم النقيب كلامه قائلًا: أن العلاقات بين مصر وإيطاليا، متميزة وقوية، مشيرًا إلى أن السياحة بين البلدين برحلات الحج في العائلة المقدسة ولكن في زيارة جميع الأماكن الأثرية في أراضي المحروسة.
الغرف السياحية تكشف السبب الحقيقي وراء انخفاض السياحة الإيطالية في مصر
قال ناجي العريان، عضو اتحاد الغرف السياحية، أن القطاع السياحي، شهد في الفترة الأخيرة، حالة من الإنتعاش، مشيرًا إلى أنه في سبتمبر القادم وأكتوبر، سيحدث توافد للسائحين لزيارة الأماكن الأثرية.
ووعن العلاقات المصرية الإيطالية، أوضح عضو اتحاد الغرف السياحية، أن العلاقات هي علاقات قوية ومتينة، وأن السياحة المصرية لم تتأثر في أي يوم من الأيام في القطاع السياحي الايطالي، وأن المشكلة في خفض أعداد السائحين في السابق، هو لوجود مشاكل اقتصادية في ايطالية، والتي من شأنها كان لها تأثير علي توافد السائحين إلى مصر.
وأختتم كلامه قائلًا: أن وزيرة السياحة رانيا المشاط، تقوم بدورها جيدًا في التعامل والتنسيق مع الشركات الأجنبية لتنشيط السياحة المصرية.
ومن جانبه، قال "نادر جرجس" الخبير السياحي خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "هذا الصباح" المذاع عبر فضائية Extranews ، إن هيئة تنشيط السياحة تقوم بدور كبيرة وجهود ضخمة فيما يخص رحلات مسار العائلة المقدسة، مشيرًا إلى وصول أولى رحلات الحج الإيطالية إلى القاهرة بينما ننتظر 5 أفواج أخرى لم يحدد موعد وصولهم بعد مضيفًا أن هذا الفوج له أهمية خاصة لكونه الأول من إيطاليا، والرحلة تتكون من 49 حاجًا والحجاج من كبار السن.
وأوضح الخبير السياحي، أن اليوم الأول وصل الحجاج للسرداب الذي مرت به العائلة المقدسة في المعادي وبعد ذلك بدأوا في رحلتهم إلى جنوب الصعيد متابعًا أن وصول هذه الأفواج ياتي في إطار استكمال الجهود السابقة التي جرت خلال عامين ماضيين.
فى السياق ذاته، صرح قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في تصريحات خاصة لفضائية DMC، إن زيارة الوفد الإيطالي فاتحة للاهتمام بمسار العائلة المقدسة، مضيفاً أن الكنيسة بالتعاون مع الدولة تسعى لزيادة الوفود المشاركة في برنامج رحلة العائلة المقدسة لما لها من أهميتين؛ دينية واقتصادية.
وتابع، أن الكنيسة القبطية باعتبارها أقدم كيان شعبي في مصر، هي حارسة لهذا المسار عبر 20 قرن من الزمان، وخلال السنوات الأخيرة اهتمت الحكومة بتوجيهات من رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ووزراء السياحة المتعاقبين بهذا المسار باعتباره ميزة تنافسية تخص مصر وحدها دون دول العالم.
ويذكر أنه، وصل مطار القاهرة الدولي، الأحد الماضي، أول رحلة للحج لمسار رحلة العائلة المقدسة تضم 50 سائحًا إيطاليًا، في زيارة للبلاد تستغرق 5 أيام، تستهدف مزارات مسار العائلة المقدسة في القاهرة وبعض الأديرة الأخرى أبرزها وادي النطرون، بالتعاون مع وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة.
وتضم النقاط الخمس الأولى من مسار رحلة العائلة المقدسة كل من "كنيسة أبو سرجة في مصر القديمة، وكنيسة العذراء في المعادي، وأديرة وادي النطرون، والأنبا بيشوي، والسريان والباراموس"، من بين 28 موقعًا ذهابًا وعودة يشملها المسار الذي يبلغ طوله 3500 كم.