قال نزار نزال، المحلل السياسي والباحث في قضايا الصراع من جنين، في حديث خاص لصحيفة بلدنا اليوم،
إن إسرائيل تعيش حالة من الانقسام العميق والتشتت المجتمعي، حيث يعاني الشارع الإسرائيلي من ارتباك واضح بسبب غياب قيادة موحدة للاحتجاجات المناهضة لسياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ضعف المعارضة وتأثيره على المشهد السياسي
وأشار نزال إلى أن المعارضة الإسرائيلية ضعيفة وغير قادرة على إحداث تغيير حقيقي في قرارات الحكومة، حيث تفتقر إلى برنامج واضح يمكن أن يُقنع الشارع الإسرائيلي.
وأضاف أن تصريحات زعيم المعارضة، يائير لابيد، لن تؤثر بشكل كبير على سياسات نتنياهو، لا سيما أن الأخير نجح في إقناع المجتمع الإسرائيلي بأن البلاد تواجه صراعًا وجوديًا.
صراع بين العلمانية والصهيونية الدينية
وأوضح نزال أن إسرائيل تأسست على مبادئ العلمانية والليبرالية والديمقراطية، لكن سياسات نتنياهو تدفعها نحو التطرف القومي والديني، مما يعزز الصراع بين الدولة العميقة والقوى الحاكمة الحالية.
وأضاف أن لابيد، باعتباره علمانيًا ليبراليًا، يحاول تحذير الإسرائيليين من أن بلادهم تتجه نحو الخراب بسبب نهج نتنياهو.
فشل الحكومة في تحقيق أهدافها
ولفت نزال إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تتمكن من تحقيق أهدافها في قطاع غزة، حيث لم تنجح في القضاء على المقاومة أو استعادة الأسرى الإسرائيليين. كما أشار إلى أن الأزمة الاقتصادية والتدهور العسكري، بما في ذلك امتناع نصف جنود الاحتياط عن الالتحاق بوحداتهم، يزيدان من حالة عدم الاستقرار داخل الدولة.
نتنياهو وتحكمه في السلطة القضائية
ونوه نزال بأن نتنياهو يسعى للانقلاب على السلطة القضائية عبر إقالة المستشار القضائي، وتغيير لجنة اختيار القضاة، والتحايل على قرارات المحكمة العليا، مما يؤدي إلى تآكل مبادئ الديمقراطية وفصل السلطات.
المجتمع الإسرائيلي ينزلق نحو اليمين المتطرف
وأكد نزال أن المجتمع الإسرائيلي بات يميل أكثر نحو الصهيونية القومية والدينية، مما أدى إلى تراجع قوى اليسار والوسط.
وشدد على أن إسرائيل تحولت إلى دولة يقودها "رجل واحد"، وأصبحت تتجه نحو الشمولية والدكتاتورية، مما يثير قلق النخب السياسية والاقتصادية.
مستقبل إسرائيل في ظل هذه السياسات
واختتم نزال حديثه بالقول إن سياسات نتنياهو تضع إسرائيل على مفترق طرق خطير، حيث يتزايد التخوف من انهيار المنظومة الديمقراطية. ومع غياب قوة معارضة حقيقية، يظل مستقبل الدولة مفتوحًا على سيناريوهات غير مستقرة، مما يعزز القلق داخل الأوساط السياسية والمجتمعية.