دعا الأستاذ الدكتور طارق محمود، أستاذ الإرشاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية، إلى ضرورة تبنّي استراتيجية وطنية شاملة للتوسع الزراعي الأفقي في الأراضي الصحراوية، بهدف مواجهة التحديات المتزايدة المرتبطة بالأمن الغذائي في مصر.
النمو السكاني المتسارع
وأكد أن الاعتماد على الوادي والدلتا لم يعد كافيًا في ظل النمو السكاني المتسارع وارتفاع أسعار الغذاء عالميًا.
وأوضح الدكتور طارق في تصريحات خاصة لموقع "بلدنا اليوم"، أن الصحراء المصرية تمتلك إمكانيات هائلة يمكن استثمارها من خلال استصلاح الأراضي وتوفير البنية التحتية اللازمة من شبكات ري ومصادر مياه مستدامة، بالإضافة إلى الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في الزراعة، مثل الري بالتنقيط والطاقة الشمسية، بما يضمن كفاءة استخدام الموارد وتحقيق إنتاجية مرتفعة.
وأشار إلى أن التوسع الأفقي لا يقتصر فقط على توفير الغذاء، بل يسهم أيضًا في خلق فرص عمل جديدة، ودعم الاقتصاد الوطني، وتقليل الاعتماد على الواردات من الخارج، وهو ما يتماشى مع أهداف الدولة في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز التنمية الريفية.
كما شدد أستاذ الإرشاد الزراعي على أهمية الدور الإرشادي والتوعوي في نجاح مشروعات التنمية الزراعية في الصحراء، مؤكدًا أن تدريب الشباب والمزارعين على الأساليب الحديثة وتحفيزهم على المشاركة في هذه المشروعات يمثل ركيزة أساسية لنجاحها واستدامتها.
واختتم الدكتور طارق محمود حديثه بالدعوة إلى ضرورة تنسيق الجهود بين مختلف مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني من أجل بناء نموذج تنموي زراعي متكامل في المناطق الصحراوية، مع مراعاة البعد البيئي والاجتماعي، بما يحقق التوازن بين التنمية المستدامة وتوفير احتياجات المواطنين من الغذاء.
ويأتي هذا الطرح في وقت تتزايد فيه التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجه القطاع الزراعي، مما يجعل من التوسع في الأراضي الجديدة خيارًا استراتيجيًا لا غنى عنه لمستقبل الأمن الغذائي في مصر.