كشفت صحيفة التليجراف البريطانية، عن أن إيران رفعت جاهزية أنظمتها الدفاعية إلى أقصى درجات التأهب، في ظل تصاعد المخاوف من هجوم عسكري محتمل من قبل إسرائيل، وربما بمشاركة أمريكية.
وأكدت مصادر حكومية إيرانية، أن طهران عززت مواقعها النووية والصاروخية بنشر منصات إضافية لأنظمة الدفاع الجوي، في خطوة تهدف إلى تحصين منشآتها ضد أي ضربة مفاجئة.
المخاوف الإيرانية من هجوم إسرائيلي وشيك
وفقًا للتقرير، فإن هذه الاستعدادات تأتي استجابة لتحذيرات استخباراتية أمريكية سابقة، تفيد بأن إسرائيل قد تكون بصدد تنفيذ هجوم على منشآت إيران النووية خلال هذا العام. ونقلت الصحيفة عن أحد المصادر قوله "السلطات الإيرانية تتوقع الهجوم في أي لحظة، وكل المواقع الاستراتيجية في حالة استعداد دائم، حتى تلك التي لم يُكشف عنها علنًا".
التحديات التي تواجه الدفاعات الإيرانية
رغم التعزيزات العسكرية، تعترف القيادة الإيرانية بوجود تحديات كبيرة أمام أنظمتها الدفاعية، خاصة بعد الضربات التي تلقتها العام الماضي.
وأوضح أحد المسؤولين أن إيران نشرت أنظمة دفاعية إضافية، لكنها ليست متأكدة من قدرتها على مواجهة هجوم واسع النطاق، مما دفعها إلى الضغط على روسيا لتسريع تسليم منظومة S-400 الأكثر تطورًا.
الحرس الثوري تطوير أنظمة دفاعية جديدة
في محاولة لتعزيز دفاعاتها، أعلن الجنرال أمير علي حاجي زادة، قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني، أن بلاده تعمل على تطوير منظومة مضادة للصواريخ الباليستية، والتي من المتوقع أن تصبح جاهزة بحلول مارس المقبل.
وأكد أن إيران باتت قادرة على إنتاج صواريخ يصل مداها إلى 2000 كيلومتر، مما يمكنها من ضرب أهداف أمريكية وإسرائيلية في المنطقة إذا استدعى الأمر.
دور الولايات المتحدة
من ناحية أخرى، تواصل إسرائيل تنسيقها العسكري مع الولايات المتحدة، حيث أكد جيسون برودسكي، مدير السياسات في منظمة "متحدون ضد إيران النووية"، أن واشنطن يمكن أن تقدم دعماً استخباراتيًا ولوجستيًا كبيرًا لأي هجوم إسرائيلي.
كما أشار إلى أن أحد أبرز التحديات التي تواجه إسرائيل هو الحاجة إلى التزود بالوقود جوًا، خاصة أن الطائرات المقاتلة يجب أن تقطع أكثر من 1500 كيلومتر للوصول إلى الأهداف الإيرانية.
ترامب ونتنياهو الضغط الأقصى على طهران
أوضحت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بدعم من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تعهد بإنهاء "التهديد الإيراني"، في إشارة واضحة إلى احتمالية تنفيذ ضربة عسكرية.
وبينما يؤكد ترامب أنه يفضل التوصل إلى اتفاق دبلوماسي، إلا أنه لم يستبعد الخيار العسكري إذا استمرت طهران في تطوير برنامجها النووي.
إيران بين المواجهة العسكرية والحل الدبلوماسي
في ظل هذه التطورات، تحاول إيران إعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحبت منه إدارة ترامب عام 2018، لكن الولايات المتحدة تطالب بنزع السلاح النووي بالكامل، وهو ما يشكل عقبة أمام أي تسوية سياسية.
ويؤكد الخبراء أن استمرار هذا الجمود قد يدفع جميع الأطراف نحو خيار التصعيد العسكري، ما لم يتم التوصل إلى حل دبلوماسي مستدام.