من ذاكرة التاريخ.. توقف مجلة الرسالة بعد عقدين من التألق في سماء الأدب العربي

الاحد 23 فبراير 2025 | 11:55 صباحاً
صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه
كتب : عامر عبدالرحمن

في مثل هذا اليوم من عام 1953، توقفت مجلة الرسالة عن الصدور، بعد أن كانت لسنوات طويلة المنبر الأدبي الأول في الوطن العربي، مقدمة للقارئ العربي زخمًا فكريًا وثقافيًا من إبداع كبار الكتاب والمفكرين.

مسيرة أدبية حافلة

صدرت مجلة الرسالة لأول مرة في عام 1933، وكانت تحت رئاسة تحرير الأديب أحمد حسن الزيات، الذي استطاع من خلال رؤيته الأدبية أن يجعلها منبرًا رفيعًا للغة العربية والأدب والفكر، وسرعان ما أصبحت المجلة مقصدًا لأعلام الفكر والثقافة في مصر والعالم العربي، حيث نشر فيها كبار الكتاب أمثال طه حسين، والعقاد، والمازني، وأحمد أمين، ومصطفى صادق الرافعي، ومحمود شاكر، وزكي مبارك وغيرهم من أعلام النهضة الأدبية.

دور الريادة في الأدب والفكر

تميزت المجلة بأسلوبها الراقي ومحتواها العميق، فكانت تقدم دراسات نقدية وأدبية، وتترجم الأعمال العالمية، وتنشر البحوث الفكرية التي تناولت مختلف القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية، كما لعبت دورًا في الحفاظ على اللغة العربية الفصحى، في وقت كانت تشهد فيه الصحافة العربية تراجعًا لصالح العامية.

أسباب التوقف

رغم المكانة الرفيعة التي حققتها المجلة، إلا أن ظروفًا عدة أدت إلى احتجابها عن الصدور في عام 1953، من بينها التحديات الاقتصادية، وقلة الدعم المالي، فضلًا عن التغيرات السياسية والاجتماعية التي شهدتها مصر والمنطقة العربية في تلك الفترة.

إرث لا يمحى

رغم توقفها، لا تزال مجلة الرسالة محفورة في وجدان الأدب العربي، إذ تعتبر من أهم المراجع التي توثق العصر الذهبي للنهضة الأدبية والفكرية.

ولا يزال الباحثون والدارسون يعودون إلى أعدادها القديمة لاستكشاف ما قدمته من مقالات وأبحاث أسهمت في تشكيل الفكر العربي الحديث.

اقرأ أيضا