قال الباحث والمحلل السياسي الكندي يوسف صداقي في حديثه لـ"بلدنا اليوم"، إن التطورات العسكرية الأخيرة في إيران تثير تساؤلات جادة حول نواياها، مشيرًا إلى أن التوسع السريع في قدراتها الدفاعية والهجومية قد يكون مؤشرًا لاستعدادها لمواجهة محتملة، أو مجرد تعزيز لموقفها التفاوضي على الساحة الدولية.
زيادة غير مسبوقة في الميزانية العسكرية
ولفت صداقي إلى أن إيران أعلنت في أكتوبر 2024 عن زيادة ميزانيتها الدفاعية بنسبة تقارب 200%، في خطوة وصفها بالمفاجئة وغير المسبوقة، موضحًا أن هذه الزيادة تعكس توجهًا جديدًا في السياسة الدفاعية الإيرانية.
وبينما يرى البعض أنها استعداد لصراع وشيك، فإن المسؤولين الإيرانيين، مثل عضو لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان أحمد بخاشيش أردستاني، يؤكدون أن هذه الخطوة لا تعني بالضرورة التحضير للحرب، بل تشير إلى أن "المفاوضات لم تعد خيارًا مطروحًا".
تكثيف المناورات العسكرية
وأشار صداقي إلى أن إيران لم تكتفِ بزيادة ميزانيتها العسكرية، بل كثّفت من وتيرة تدريباتها العسكرية، حيث ارتفع عدد المناورات الشتوية إلى حوالي 30 مناورة برية، جوية، وبحرية، خاصة في المناطق الغربية والجنوبية ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة.
وأوضح أن الهدف المُعلن لهذه المناورات هو "مواجهة التهديدات الجديدة"، لكنها في الوقت ذاته تحمل رسائل واضحة لمنافسيها بأنها جاهزة لأي مواجهة محتملة.
الطائرات المسيّرة "شهيد باقري"
وأوضح صداقي أن إيران كشفت في فبراير 2025 عن حاملة الطائرات المسيّرة "شهيد باقري" التي تم تحويلها من سفينة شحن إلى قاعدة متحركة للطائرات بدون طيار. هذه الحاملة، التي تم تزويدها بأنظمة دفاع جوي، صواريخ كروز مضادة للسفن، وغواصات غير مأهولة، تمنح إيران قدرة هجومية غير تقليدية، مما يزيد من احتمالات التصعيد في الخليج العربي.
ردع أم استعداد للحرب؟
وأكد صداقي أنه على الرغم من هذه التحركات العسكرية، لا يوجد دليل قاطع على أن إيران تسعى إلى حرب شاملة.
وأشار إلى أن زيادة الميزانية الدفاعية، تكثيف التدريبات العسكرية، وتعزيز القدرات البحرية قد يكون جزءًا من إستراتيجية ردعية لمنع أي هجوم محتمل، وليس بالضرورة تحضيرًا لشن هجوم استباقي.
المنطقة على رقعة الشطرنج السياسية
وشدد صداقي على أن المشهد الحالي يشبه رقعة شطرنج، حيث تلعب كل من إيران، إسرائيل، والولايات المتحدة أدوارها بحذر شديد.
فبينما يستمر التصعيد العسكري، يبقى القرار النهائي بالحرب معلقًا بالحسابات السياسية، التوازنات الإقليمية، وردود الفعل الدولية الأيام القادمة وحدها ستكشف ما إذا كانت إيران تبني درعًا للحماية أم سيفًا للهجوم.