تحركات أوروبية لمواجهة السياسات الأمريكية.. بلجيكا تدعو لاندماج شركات الدفاع

في ظل الحرب الاقتصادية العنيفة التي يسعى إليها ترامب ضد شركائه ومنافسيه في كل دول العالم منذ توليه منصبه الجديد، خاصة كندا والصين والاتحاد الأوروبي، دعا وزير الدفاع البلجيكي "ثيو فرانكين" إلى دمج الصناعات الدفاعية الأوروبية العملاقة في عدد محدود لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، لتلبية الاحتياجات العسكرية للقارة عقب تهديد ترامب بسحب دعم الولايات المتحدة.

مباحثات طارئة لدول الاتحاد لزيادة قدراتها الدفاعية

وذكرت "فاينانشيال تايمز" البريطانية، نقلًا عن وزير الدفاع البلجيكي في تصريحات خاصة، أن دول الاتحاد الأوروبي وشركاءها، ومن بينها بريطانيا، بدأت في مباحثات طارئة حول كيفية زيادة قدراتها الدفاعية وإنفاقها العسكري، وتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا في حال فوجئت دول التكتل بحدوث صفقة سلام محتملة أمريكية - روسية.

وشدد فرانكين على أن "أوروبا تحتاج إلى صناعة دفاعية أكثر اندماجًا"، قائلًا: "نحن بحاجة إلى إنتاج أفضل، وأن نعمل سويًا"، وأضاف أن اتباع كل دولة مشروعاتها الخاصة أسفر عن طلبيات محدودة وصغيرة، وارتفاع تكاليف الصيانة، وانعدام الكفاءة.

هيجسيث: الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا لن يستمر طويلًا

وكان وزير الدفاع الأمريكي "بيت هيجسيث" قد حذر الأسبوع الماضي من أن الوجود العسكري للولايات المتحدة في أوروبا لن يكون "إلى الأبد"، ما أثار القلق في عواصم عدة بشأن انسحاب قرابة 90 ألف جندي أمريكي، وإنهاء تسليحات متمركزة في القارة الأوروبية.

"دعوة لليقظة"

وقال وزير الدفاع البلجيكي: "إدارة ترامب تمثل بالنسبة لنا دعوة لليقظة، فهناك المزيد من دمج الشركات الدفاعية والكيانات التصنيعية خلال الـ 12 شهرًا المقبلة"، لافتًا إلى أن أوروبا بحاجة إلى تكوين ما يصل إلى أربع شركات دفاعية "كبيرة فعليًا"، مثل "راينميتال"، و"إيرباص"، و"ثاليس"، مؤكدًا أن ذلك سيحسن الجودة ويخفض تكاليف الأسلحة المصنوعة في القارة.

فرانكين: نحن غارقون في أزمة خطيرة

وحذر فرانكين من عدم وجود قيادة حقيقية لدول الاتحاد بين رؤساء الدول والحكومات للدفع بمثل هذه المشروعات الضخمة، قائلًا: "نحن بحاجة إلى شخصية قادرة على القول: حسنًا، يا رجال، نحن غارقون في أزمة خطيرة، ولدينا مشكلات ضخمة، لذا يجب علينا اتخاذ خطوات كبرى إلى الأمام".

فشل مشروعات أوروبا المشتركة

وكشف للصحيفة أن مشروعات أوروبا المشتركة بعيدة تمامًا عن أن نصفها بأنها ناجحة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى إصرار كل دولة على المساهمة بإنتاج جزء من المنتج النهائي، وتحدى الأوروبيين قائلًا: "سمّوا لي اسم مشروع أوروبي واحد، مشروع مشترك مدمج، يمكن أن يكون ناجحًا".

وأضاف: "لابد أن نتوقف عن إصرار كل دولة على أن يكون لها فريقها الخاص من المهندسين.. في محاولة للتوصل إلى صيغة توافقية"، مشيرًا إلى أن العملية الراهنة تشبه كما لو كنا نضع كل الأفكار "في زجاجة ونقوم برجها، ثم نقرر هل تشبه المروحية أم الطائرة المقاتلة؟ الأمور لا تنجح بهذه الطريقة".

فرانكين: نحن في احتياج إلى المزيد من الأموال

وحول تمويل المشروعات الدفاعية المرتقبة، يفضل فرانكين مقترح "المفوضية الأوروبية" لتخفيف التدابير المالية للإنفاق الدفاعي المشترك، والذي يتيح للدول الأعضاء الحصول على المزيد من القروض، وقال: "نحن في احتياج إلى المزيد من الأموال حاليًا للقيام بمزيد من المشتريات والاستحواذ على الكثير من الأشياء".

جدير بالذكر أن بلجيكا لديها أعلى معدل ديون بالنسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي داخل الاتحاد الأوروبي، بما يزيد على 100%، مقارنة بالحد المسموح به في الاتحاد الأوروبي، وهو 60%.