سجلت أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 18 فبراير 2025 قفزة جديدة، متأثرة بتطورات السوق العالمي للذهب، حيث ارتفع سعر الجنيه الذهب إلى مستوى غير مسبوق تجاوز الـ 33 ألف جنيه.
ويأتي هذا في ظل استقرار أسعار الذهب العالمية بعد انخفاض طفيف، واستمرار التوترات الاقتصادية العالمية، لا سيما بعد القرارات الأمريكية الأخيرة بزيادة التعريفات الجمركية.
أسباب ارتفاع أسعار الذهب
وينشر "بلدنا اليوم"، في هذا التقرير أبرز التحليلات حول ارتفاع أسعار الذهب، وتأثير تلك الزيادات على السوق المصري وعلى المستثمرين المحليين.
شهدت أسعار الذهب اليوم في مصر تغيرات ملحوظة نتيجة لعوامل اقتصادية دولية مؤثرة على السوق العالمي للذهب.
وارتفعت أسعار الذهب بمختلف عياراته بشكل ملحوظ، حيث سجلت أسعار الذهب عيار 24 حوالي 4720 جنيهًا للجرام، بينما سجل عيار 21 الأكثر تداولاً في مصر 4130 جنيهًا للجرام.
وأما عيار 18 فقد بلغ 3540 جنيهًا للجرام، فيما سجل عيار 14 سعرًا قدره 2753.25 جنيهًا.
الجنيه الذهب، وهو من أهم وحدات التداول في السوق المصري، شهد ارتفاعًا كبيرًا ليصل إلى 33,040 جنيهًا. هذا الارتفاع يمثل استجابة سريعة لتغيرات الأسعار العالمية، والتي تأثرت بعدة عوامل اقتصادية وسياسية.
وإحدى أبرز هذه العوامل هي قرار الصين بالسماح لشركات التأمين بشراء الذهب ضمن برامجها الاستثمارية، وهو تحول استثماري كبير من المتوقع أن يجذب مليارات الدولارات إلى سوق الذهب العالمي.
وهذه الخطوة من شأنها أن تضيف زخمًا جديدًا لأسعار الذهب، مما يجعل المعدن النفيس ملاذًا آمنًا للمستثمرين في ظل تقلبات الأسواق المالية.
وكما أثرت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاقتصادية، وخاصة قرار زيادة التعريفات الجمركية، على تعزيز مخاوف الحرب التجارية العالمية.
وهذه المخاوف انعكست على الأسواق المالية، حيث يسعى المستثمرون إلى البحث عن ملاذات آمنة مثل الذهب، مما أدى إلى ارتفاع الطلب على المعدن الأصفر عالميًا.
وفي السوق المصري، يتأثر سعر الذهب أيضًا بالأسعار العالمية وتذبذبات سعر الصرف المحلي.
ورغم أن الأسعار في مصر ارتفعت، إلا أنها قد تشهد تغيرات أخرى على مدار اليوم بناءً على تحركات السوق العالمي، ما يعني أن الأسعار المنشورة في الوقت الحالي قابلة للتغير.
ويضاف على هذه الأسعار رسوم المصنعية، والضريبة، والدمغة، التي تختلف من محل لآخر.
أسباب ارتفاع أسعار الذهب في مصر
1. التحولات الاقتصادية العالمية: تأثرت أسعار الذهب بشكل كبير بقرار الصين الأخير بالسماح لشركات التأمين بشراء الذهب ضمن استثماراتها، وهو ما أدى إلى زيادة الطلب على المعدن النفيس في الأسواق.
2. السياسات الأمريكية: قرارات الرئيس الأمريكي بزيادة التعريفات الجمركية عززت المخاوف من اندلاع حرب تجارية جديدة، مما دفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن.
3. التقلبات في الأسواق المالية: عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي جعل من الذهب الخيار الأكثر أمانًا لحفظ الثروات، مما دفع الأسعار إلى الارتفاع.
4. التأثير المحلي لسعر الصرف: يعتمد سعر الذهب في مصر بشكل كبير على تحركات أسعار الصرف المحلية والدولية، مما يؤثر على تكلفة شراء الذهب للمستثمرين المصريين.
التحليلات الاقتصادية
يشير الخبراء إلى أن الاتجاه التصاعدي لأسعار الذهب قد يستمر في الأشهر المقبلة إذا استمرت الظروف الاقتصادية العالمية في عدم الاستقرار.
وكما يتوقع أن يؤثر هذا الارتفاع على الأنشطة الاقتصادية المحلية، حيث قد يؤدي إلى تباطؤ في شراء الذهب من قبل الأفراد بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار، في حين يستمر المستثمرون في البحث عن فرص للاستثمار في الذهب كملاذ آمن.
ومن جانب آخر، تأتي هذه الزيادة في أسعار الذهب في ظل ارتفاع أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري، مما يزيد من تأثير التحركات العالمية على السوق المحلي.
وهذا الأمر قد يؤثر بشكل مباشر على قدرة الأفراد على شراء الذهب، خاصة في ظل التغيرات الاقتصادية الحالية.
توقعات السوق
يتوقع المحللون أن يستمر الذهب في الارتفاع خلال الفترة المقبلة، خاصة إذا استمرت الصين في تعزيز استثماراتها في المعدن النفيس، وإذا لم يحدث تحسن في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والدول الكبرى الأخرى. كما يشير البعض إلى أن هذه الزيادات قد تؤدي إلى تحول بعض المستثمرين إلى أشكال أخرى من الاستثمار مثل السندات والأسهم.
وفي ظل التغيرات الاقتصادية الكبيرة التي يشهدها العالم اليوم، يبقى الذهب واحدًا من أهم الخيارات الاستثمارية الآمنة للمستثمرين.
ومع استمرار ارتفاع أسعاره في مصر نتيجة لتأثيرات السوق العالمي، تزداد أهمية متابعة تطورات السوق المحلية والدولية للحصول على أفضل الفرص الاستثمارية. ويبقى التساؤل مطروحًا حول مدى استمرارية هذا الاتجاه التصاعدي في أسعار الذهب، وهل ستشهد الأسعار استقرارًا أم زيادات جديدة خلال الأيام المقبلة؟
تابعوا أخبار بلدنا اليوم على Google News
