يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، إلى العاصمة الإسبانية مدريد في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وإسبانيا، وبحث الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتعد هذه الزيارة الثانية له إلى إسبانيا منذ عام 2015، مما يعكس عمق العلاقات بين البلدين.
ووفقًا لما نقلته صحيفة "الديباتى" الإسبانية، يستقبل الملك فيليبي السادس والملكة ليتيسيا، الرئيس السيسي في القصر الملكي، حيث سيقيمان مأدبة غداء، يعقبها اجتماع ثنائي بين الرئيس والملك لمناقشة سبل توطيد العلاقات الثنائية والتعاون في مختلف المجالات، كما يلتقي السيسي برئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في قصر مونكلوا، غدًا الأربعاء، لبحث ملفات التعاون الاقتصادي والسياسي، وتوقيع اتفاقيات جديدة تصب في مصلحة البلدين.
مباحثات بشأن خطة تهجير سكان غزة
وتتصدر قضية تهجير سكان غزة المباحثات المصرية الإسبانية، حيث ترفض إسبانيا بشدة أي خطط لتغيير الوضع الديموغرافي للقطاع، وأكد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، أن غزة أرض فلسطينية لا يمكن فصلها عن الدولة الفلسطينية المستقبلية، مشددًا على ضرورة احترام الولايات المتحدة لحقوق الفلسطينيين وفق قرارات الأمم المتحدة.
كما أوضح "ألباريس"، أن أي محاولة لتغيير الوضع القانوني والسياسي للقطاع بشكل أحادي ستؤدي إلى تعقيد الأزمة، مما قد يؤثر على فرص تحقيق السلام في المنطقة، داعيًا إلى تبني حلول دبلوماسية تستند إلى الشرعية الدولية بدلًا من فرض وقائع جديدة على الأرض.
توقيع اتفاقيات لتعزيز التعاون المشترك
جدير بالذكر أن الزيارة ستشهد توقيع اتفاقية ترفيع العلاقات بين مصر وإسبانيا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، إلى جانب توقيع عدد من مذكرات التفاهم في مجالات الاقتصاد، والاستثمار، والطاقة، والتعليم، ومن المتوقع أن يشارك السيسي في فعالية اقتصادية مع مجتمع الأعمال الإسباني، لتعزيز التعاون بين الشركات المصرية والإسبانية، وفتح آفاق جديدة للاستثمارات المشتركة.
وتشير هذه الزيارة إلى اهتمام مصر بتوسيع شراكاتها الدولية وتعزيز دورها الإقليمي، في ظل التحديات التي تواجه المنطقة، وخاصة القضية الفلسطينية، وتأتي المباحثات المصرية الإسبانية في وقت حساس، حيث تسعى القاهرة إلى توحيد المواقف الدولية بشأن القضايا الإقليمية، بما يخدم مصالح المنطقة واستقرارها.