في وقت حساس يشهد تطورات متسارعة، أعلنت إسرائيل بشكل رسمي رفضها لتسلم السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة، حيث أكد الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل لن تسمح بذلك.
جاء هذا التصريح في بيان صادر عن مكتب نتنياهو، بعد التوترات التي شهدها الوضع في غزة، حيث كانت السلطة الفلسطينية وحركة حماس على وشك التوصل إلى اتفاق حول تسليم القطاع.
استعداد حماس لتسليم إدارة قطاع غزة
في المقابل، أكدت مصادر خاصة لـ "سكاي نيوز عربية" أن حركة حماس أبدت استعدادها لتسليم إدارة قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية ولجنة حكومية لإدارة غزة، لكنها وضعت بعض الشروط أهمها إعادة استيعاب موظفي قطاع غزة في الإدارة الجديدة أو إحالتهم للتقاعد مع ضمان صرف رواتبهم.
وقالت الدكتورة رانيا فوزي، الخبيرة في الشؤون الإسرائيلية ومتخصصة في تحليل الخطاب الإعلامي، إن الضغط الإسرائيلي لعدم تسليم السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة ينبع من فتاوى الحاخامات التي تُجبر الحكومة اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو، على الامتناع عن تسليم السلطة إلى قطاع غزة.
ووفقًا لمعتقداتهم، يعتبر الجنود الإسرائيليون الذين قُتلوا في غزة عقبة أمام تسليم السلطة، حيث ترى هذه الجهات أن السلطة الفلسطينية تشكل عبئًا على إسرائيل.
من جهة أخرى، تعتبر إسرائيل أن حماس، رغم أحداث السابع من أكتوبر، تمثل ذخراً استراتيجياً لها بسبب المقاومة التي تمارسها، وهو ما تستفيد منه إسرائيل لتحقيق أهدافها.
استغلال إسرائيلي
وأشارت في تصريحات لـ"بلدنا اليوم"، إلى أن هناك محاولات إسرائيلية لاستغلال الموقف، حيث وافقت حماس على تولي إدارة قطاع غزة شريطة أن يكون لها ممثلون في الوزارات، مع إمكانية تقاعد بعض الأفراد مقابل الحصول على رواتبهم.
ولكن البدائل المطروحة هي التصعيد، بما في ذلك التلويح بصفقة تبادل لإطلاق سراح الرهائن، إلا أن هناك إشكالية في أن الإفراج عن جميع الرهائن قد يؤدي إلى تهديد إسرائيلي بالتصعيد واستئناف الحرب، وهو أمر يصعب على الوسطاء مثل قطر ومصر، وكذلك الدول العربية التي تعتزم عقد قمة طارئة في القاهرة، أن يديروه.
وفيما يخص آخر تطورات لجنة الإسناد المجتمعي، أضافت أن السلطة الفلسطينية لم تعلن بعد عن إشارة البدء، وفقًا للتقارير الإعلامية.
في هذا السياق، أبدت حماس مرونة، مشيرة إلى أنها لا تمانع في تشكيل حكومة تكنوقراط، أو أن يكون هناك ممثلون تكنوقراط من حماس أو حتى تقاعد من بعض أفرادها مقابل الحصول على رواتبهم.