حذرت مصر الإدارة الأمريكية من أن اتفاقية السلام مع إسرائيل، المستمرة منذ ما يقرب من نصف قرن، باتت مهددة، وذلك في ظل محاولات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
ووفقًا لما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولين مصريين، فقد أبلغت القاهرة الولايات المتحدة وإسرائيل رفضها القاطع لأي خطط تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، مؤكدة أنها ستواجه مثل هذه الاقتراحات بكل الوسائل الممكنة.
وأوضح أحد المسؤولين أن مصر نقلت موقفها الحازم إلى البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية وأعضاء الكونغرس.
بينما أكد مسؤول آخر أن الرسالة نفسها تم توجيهها إلى إسرائيل وحلفائها في أوروبا الغربية، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
ويأتي هذا التحذير المصري في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، مما يسلط الضوء على التداعيات المحتملة لأي تحرك يمس استقرار المنطقة أو يتعارض مع الالتزامات الدولية القائمة.
أستاذ علوم سياسية: تهديدات حقيقية تحيط باتفاقية السلام
قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن هناك تهديدات حقيقية تحيط باتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، خاصة في ظل التطورات الأخيرة في القضية الفلسطينية. ولفت إلى أن المساعدات السنوية المقدمة لمصر تأتي ضمن إطار الاتفاقية، مما يجعل أي مساس بها يفتح بابًا للتوتر بين الطرفين.
وأشار إلى أن أي محاولة لفرض التهجير القسري للفلسطينيين إلى الأراضي المصرية تعد انتهاكًا صارخًا للحدود والسيادة المصرية، وهو ما يتعارض مع بنود اتفاقية السلام التي أُبرمت قبل 45 عامًا، مشددًا على ضرورة التزام جميع الأطراف ببنود المعاهدة، لتجنب أي تداعيات خطيرة قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وأوضح بدر الدين أن تصاعد التوترات قد يدفع إلى إعادة النظر في بعض بنود الاتفاقية، وهو ما قد يؤثر على العلاقات الثنائية بشكل أوسع. وشدد على أن مصر ترفض بشكل قاطع أي حلول تتضمن المساس بأمنها القومي أو فرض واقع جديد يتعارض مع حقوق الفلسطينيين، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل لضمان عدم تصعيد الموقف.
تابعوا أخبار بلدنا اليوم على Google News
