حذّرت الدكتورة وفاء علي، أستاذة الاقتصاد والطاقة، من تداعيات الحرب التجارية العالمية، مؤكدة أن الاقتصاد العالمي بات في عين العاصفة وسط تصاعد المواجهات الاقتصادية بين الدول، التي باتت تبادل الرسوم الجمركية بالرسوم والضرائب بالضرائب في معركة وصفتها بـ"كسر العظام".
وأوضحت علي، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم" أن الولايات المتحدة الأمريكية، بقيادة رجل التعريفات الجمركية، تجاوزت الحاجز النفسي للاقتصادات العالمية عبر فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم، مشيرة إلى أن هذه الرسوم لم تستهدف الدول المنافسة فحسب، بل طالت أيضًا كندا، المكسيك، البرازيل، وكوريا الجنوبية، التي تعد من أكبر موردي الصلب لأمريكا.
حرب متكررة
وأكدت أن هذه السياسات ليست جديدة، إذ سبق للرئيس الأمريكي فرض إجراءات مماثلة خلال ولايته الأولى (2017-2021)، بهدف حماية الصناعة الأمريكية، بحجة أن المنافسة في هذا القطاع غير مشروعة، خاصة مع الدول الآسيوية والأوروبية.
وأضافت أن هذه الحروب التجارية تهدف إلى خفض العجز التجاري الأمريكي، لكنها تُستخدم أيضًا كورقة ضغط تفاوضية على الدول الأخرى.
الرد برسوم انتقامية
وأشارت أستاذة الاقتصاد والطاقة إلى أن العديد من الدول تعهدت بالرد برسوم انتقامية ضد الولايات المتحدة، مما يهدد بحدوث فك ارتباط بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة، ويدفع بعض الدول إلى تحييد الاستثمارات الأمريكية.
ولفتت إلى أن هذه التدابير قد تؤدي إلى تضخم عالمي أكثر شراسة، مؤكدة أن "الحروب التجارية لا رابح فيها، وأول من يشعر بآثارها هو المواطن الأمريكي نفسه".
واختتمت الدكتورة وفاء علي تصريحاتها بالتأكيد على أن الاقتصاد الأمريكي لا يمكنه الاستغناء عن العالم، مشيرة إلى أن القرارات التجارية المتشددة تؤدي إلى تشوهات اقتصادية عميقة وتضع الأسواق العالمية في حالة ارتباك، مما يعزز المخاوف من موجة تضخم جديدة قد تقلب الاقتصاد العالمي رأسًا على عقب.