شهد قطاع البترول والغاز في مصر طفرة نوعية في السنوات الأخيرة، حيث تتجه الدولة نحو تبني أحدث التقنيات الرقمية لتعزيز عمليات البحث والاستكشاف وجذب المزيد من الاستثمارات.
وفي هذا السياق، ناقش الدكتور محمد رضوان، مدير بوابة مصر الرقمية للاستكشاف والإنتاج (EUG)، رسالة الدكتوراه الخاصة به بعنوان "استخدام نهج التحول الرقمي لتسريع أنشطة البحث والاستكشاف عن البترول في مصر"، بكلية العلوم، حيث استعرض أحدث الوسائل التكنولوجية لتعزيز كفاءة القطاع وتحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة.
تفاصيل الدراسة وأبرز التوصيات
تناولت رسالة الدكتوراه التي قدمها الدكتور محمد رضوان كيفية دمج التكنولوجيا الرقمية في أنشطة البحث والاستكشاف عن البترول والغاز، مع التركيز على الترويج للفرص الاستثمارية عبر الأدوات الحديثة وتطوير بنك المعلومات الرقمي، والذي يُعد أداة استراتيجية لتجميع وتحليل البيانات الجيولوجية والجيوفيزيائية.
أبرز النقاط التي تطرقت إليها الدراسة:
- تحليل وتحديث البيانات السيزمية: أهمية تحديث بيانات المسح الزلزالي وتحليلها بدقة باستخدام نماذج متقدمة.
- التكامل بين أدوات البيانات المختلفة: لتقييم الفرص المتاحة وتقليل مخاطر عمليات الاستكشاف.
- استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي: للمساعدة في تفسير البيانات الجيولوجية وتحسين دقة قرارات الاستكشاف.
- فهم طبيعة الخزانات غير التقليدية: من خلال نماذج متقدمة لاختبارها وتحليل إمكاناتها الاقتصادية.
- تحفيز الاستثمارات عبر التكنولوجيا: حيث يساعد التحول الرقمي على تحسين الشفافية وزيادة ثقة المستثمرين في القطاع.
آراء لجنة المناقشة وأهمية البحث
أشادت لجنة المناقشة التي ضمت نخبة من أساتذة الجيوفيزياء، ومن بينهم الدكتور محمد غباشي، والدكتور محمد حسن خليل، والدكتور نادر الجندي، بأهمية الرسالة، معتبرين أنها تمثل إضافة علمية متميزة تربط بين متطلبات صناعة البترول وأحدث التطورات التكنولوجية.
وكما أكدت اللجنة أن هذه الدراسة تدعم جهود وزارة البترول في تعزيز التحول الرقمي لزيادة الإنتاجية وجذب الاستثمارات.
ومن جانبها، أثنت لجنة الإشراف العلمي التي ضمت كلاً من الدكتور سعيد دحروج خليل والدكتور سمير رسلان على الرؤية المستقبلية التي طرحها الباحث، والتي تعتمد على استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في عمليات الاستكشاف، مما يساهم في تحقيق قفزة نوعية في قطاع البترول بمصر.
تُعد هذه الدراسة خطوة مهمة نحو رقمنة قطاع البترول في مصر وتعزيز قدرته التنافسية عالميًا.
ومع التوسع في تطبيق التكنولوجيات الحديثة، من المتوقع أن تشهد مصر نمواً ملحوظاً في عمليات الاستكشاف والإنتاج، مما يعزز من مكانتها كأحد أهم مراكز الطاقة في المنطقة.
وإن تبني التحول الرقمي في هذا القطاع لا يقتصر فقط على تحسين كفاءة الاستكشاف، بل يمتد ليشمل تعزيز الاستدامة وتقليل المخاطر الاستثمارية، مما يجعل مصر بيئة جاذبة للاستثمارات العالمية في مجال الطاقة.