السفير معلوف يتساءل: هل تسعى واشنطن إلى استعادة قناة بنما لمواجهة النفوذ الصيني؟

الثلاثاء 04 فبراير 2025 | 11:21 صباحاً
السفير مسعود معلوف بواشنطن
السفير مسعود معلوف بواشنطن
كتب : بسمة هاني

شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وبنما تطورات ملحوظة في الآونة الأخيرة، حيث أثارت المخاوف الأمريكية بشأن النفوذ الصيني في قناة بنما توترات بين الجانبين.

زار وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، بنما لمناقشة هذه القضايا، مشيرًا إلى تحقيق بعض التقدم، لكنه أكد الحاجة إلى مزيد من العمل.

تحديات لا تزال بحاجة إلى معالجة

وأوضح روبيو أن زيارته إلى بنما أسفرت عن نتائج إيجابية، لكنه شدد على أن هناك تحديات لا تزال بحاجة إلى معالجة.

وفي هذا السياق، اقترح رئيس بنما، خوسيه راؤول مولينو، خلال لقاء عقد اليوم الإثنين، إجراء محادثات تقنية لمناقشة المخاوف الأمريكية المرتبطة بالقناة التجارية، مشددًا على أنه لا يوجد تهديد باستخدام الولايات المتحدة للقوة العسكرية للسيطرة على القناة.

وأشار مولينو إلى استعداد بلاده للعمل كجسر لترحيل المهاجرين غير الشرعيين من الولايات المتحدة إلى دول أخرى، في خطوة تعكس رغبة بنما في التعاون مع واشنطن.

وصرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، بأن الوزير روبيو أبلغ الرئيس البنمي بأن الوضع الحالي غير مقبول، محذرًا من أنه في حال عدم اتخاذ تغييرات فورية، فقد تضطر الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراءات لحماية حقوقها بموجب المعاهدة.

كما أبلغ روبيو نظيره البنمي بأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يرى أن النفوذ المتزايد للحزب الشيوعي الصيني في منطقة قناة بنما يمثل تهديدًا استراتيجيًا وانتهاكًا للمعاهدة المتعلقة بالحياد الدائم وتشغيل القناة.

السفير مسعود معلوف يعلّق على زيارة روبيو لبنما

قال السفير مسعود معلوف في واشنطن إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى بنما، والتي تعد أولى زياراته الخارجية، تحمل أبعادًا متعددة ورسائل موجهة لعدة أطراف.

وأوضح معلوف أن هذه الزيارة تأتي ضمن جولة تشمل عدة دول في أمريكا الوسطى، مثل كوستاريكا، السلفادور، وجمهورية الدومينيكان، وهي منطقة تمثل مصدرًا رئيسيًا للمهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون الولايات المتحدة بطرق غير قانونية.

وأضاف أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كان قد تعهد بإعادة هؤلاء المهاجرين إلى بلادهم الأصلية، وبدأ بالفعل في تنفيذ هذا الوعد، حيث شكر روبيو خلال لقائه الرئيس البنمي على موافقته على استقبال المهاجرين العائدين.

وأشار السفير معلوف إلى أن الزيارة لم تقتصر على ملف الهجرة، بل تناولت أيضًا قضية قناة بنما، التي لطالما أعرب ترامب عن رغبته في استعادتها للسيطرة الأمريكية. وأوضح أن القناة، التي شيدتها الولايات المتحدة قبل أكثر من قرن، انتقلت إلى سيادة بنما بموجب اتفاق وُقِّع بين الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، والحكومة البنمية عام 1979.

وشدد على أن الرئيس البنمي أكد رفضه القاطع حتى لمناقشة فكرة إعادة القناة إلى الولايات المتحدة، ما يعكس تمسك بنما بسيادتها على هذا الممر المائي الحيوي.

وفي سياق متصل، لفت معلوف إلى أن زيارة روبيو تذكّر بموقف ترامب السابق بشأن جزيرة "جرينلاند" التابعة للدنمارك، والتي تتمتع بحكم ذاتي، حيث كان قد أعلن رغبته في شرائها.

ورأى أن هذه الزيارة قد تكون محاولة للتأكيد على جدية نوايا ترامب فيما يتعلق بالمشاريع التوسعية الأمريكية.

كما أشار السفير إلى أن الرسالة الأقوى من هذه الزيارة موجهة إلى الصين، حيث يرى ترامب أن النفوذ الصيني المتزايد على مداخل قناة بنما يمثل تهديدًا استراتيجيًا.

وأوضح أن الصين، إذا أرادت، قد تسيطر على القناة أو تغلقها أمام المصالح الأمريكية، وهو ما يدفع ترامب إلى الإصرار على تقليص التأثير الصيني هناك.

وأكد معلوف أن هذا يأتي في إطار التنافس المستمر بين واشنطن وبكين، خاصة مع استمرار الحرب التجارية التي بدأها ترامب خلال رئاسته الأولى (2017-2021) واستمر فيها خلفه، جو بايدن.

وشدد معلوف على أن زيارة روبيو لبنما تحمل العديد من الأبعاد الاستراتيجية، إلا أن رسالتها الأهم تبقى موجهة إلى الصين، في ظل المنافسة المحتدمة بين القوتين العظميين على النفوذ الاقتصادي والسياسي في العالم.

اقرأ أيضا