في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات سياسية وأمنية واقتصادية معقدة، يشكل التعاون بين مصر والعراق نموذجًا فريدًا في تعزيز العلاقات العربية واستثمار الفرص المتاحة.
في هذا الحوار مع الدكتور أحمد درويش، سفير مصر الأسبق بالعراق، نسلط الضوء على آفاق التنسيق الثنائي بين البلدين، وإمكانية توظيف هذه الشراكة الثنائية لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تواجه البلدين.
السفير أحمد درويش
وفيما يلي نص الحوار:
ما الخطوات التي يمكن أن تتخذها مصر لتعزيز دورها كداعم رئيسي للاستثمار في العراق والمنطقة؟
مصر تعمل على دعم العراق من خلال المحافل الدولية مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، وخلال عضويتها في مجلس الأمن، قدمت مصر دعمًا قويًا لمواقف العراق وسعت لتوحيد الجهود الدولية لدعمه. كما أن الفرق الدبلوماسية المصرية في جنيف ونيويورك، تؤدي دورًا فعالًا في تعزيز هذا الدعم، لأن استقرار دولة عربية، مثل العراق، هو جزء لا يتجزأ من استقرار مصر والمنطقة ككل.
كيف يمكن للتنسيق المصري العراقي المساهمة في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية المشتركة؟
التنسيق المصري العراقي يعد خطوة حاسمة نحو تعزيز الاستقرار الإقليمي ومواجهة التحديات الأمنية والسياسية المشتركة، والعلاقة التاريخية والروابط الثقافية بين البلدين، توفر أساسًا قويًا لتعميق التعاون في مختلف المجالات، من خلال تعزيز التنسيق على المستوى السياسي والعسكري، علاوة على ذلك، يسهم التعاون في تعزيز التفاهم المشترك في معالجة القضايا السياسية الحساسة، بما في ذلك محاربة الطائفية التي تسعى بعض القوى الخارجية لاستغلالها لزعزعة استقرار المنطقة.
كيف يمكن تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر والعراق في ظل الظروف الاقتصادية العالمية؟
يجب توفير بيئة مستقرة وجاذبة للاستثمار، مع تسهيل الإجراءات المالية للمستثمرين. المشروعات المشتركة بين البلدين لها أهمية كبيرة، فهي تعزز التعاون وتحقق مصالح متبادلة للشعبين، والشركات المصرية أثبتت كفاءتها في العراق، حتى في أصعب الظروف، مما يشجع على مزيد من التعاون، والتغلب على العقبات التي تفرضها القوى الخارجية يتطلب إرادة سياسية قوية من الجانبين.
ما الذي يمكن أن يلعبه التعاون الثقافي والاجتماعي بين الشعبين في دعم العلاقات الثنائية؟
التعاون الثقافي والاجتماعي يعزز الروابط الشعبية ويدعم التنسيق السياسي والاقتصادي، والتاريخ المشترك بين البلدين يمثل أساسًا متينًا لبناء علاقات أكثر قوة في المستقبل، كما أن التبادل الثقافي يساعد في خلق تفاهم أعمق بين الشعبين، مما يسهم في تقارب وجهات النظر.
ما أبرز العقبات التي تواجه تنفيذ الاتفاقات الثنائية بين مصر والعراق؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟
هناك تحديات خارجية تسعى لعرقلة التعاون بين مصر والعراق من خلال شروط المانحين الدوليين. الإرادة السياسية الحازمة، مع متابعة دقيقة لتنفيذ الاتفاقات، هي السبيل لمواجهة هذه التحديات، والتنسيق المستمر بين الحكومات والجهات المعنية في البلدين، يضمن تخطي العقبات بشكل فعال.
السفير أحمد درويش
كيف يمكن لمصر والعراق مواجهة التحديات التي تفرضها القوى الخارجية على المنطقة؟
مصر والعراق يمتلكان إرثًا تاريخيًا مشتركًا، ورؤية استراتيجية متقاربة، تجاه القضايا الإقليمية والدولية، ولمواجهة التحديات التي تفرضها القوى الخارجية على المنطقة، من الضروري أن يعمل البلدان معًا بشكل وثيق لتعزيز الوحدة العربية واستقرار المنطقة، وأحد أبرز السبل في هذا الصدد، هو تعزيز التنسيق الأمني والاستخباراتي بين مصر والعراق، لمواجهة التهديدات المشتركة، سواء كانت إرهابية أو طائفية، التي تسعى بعض القوى الخارجية لاستغلالها، لتحقيق مصالحها الخاصة.
السفير أحمد درويش
التنسيق المصري العراقي يشكل حجر الزاوية في بناء شراكة استراتيجية لمواجهة التحديات المختلفة التي تعصف بالمنطقة. من خلال تعزيز التعاون الأمني، السياسي، والاقتصادي، والبحث عن سبل لتطوير العلاقات الثقافية والاجتماعية بين الشعبين.