تتواصل العملية العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة على التوالي، مخلفةً وراءها خسائر بشرية ومادية كبيرة.
أسفرت العملية عن مقتل 12 فلسطينياً وإصابة 40 آخرين حتى مساء الخميس، بينما أُجبر المئات من سكان المخيم على النزوح نحو البلدات والقرى المجاورة.
وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، تسببت العملية التي أُطلق عليها اسم "الجدار الحديدي" في انقطاع التيار الكهربائي عن أحياء في مدينة جنين ومخيمها.
هذا التصعيد يأتي بعد أيام من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مما يثير تساؤلات حول أبعاد التصعيد المستمر.
في هذا الإطار، يساهم في النقاش كل من الأستاذ أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والدكتور هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات بالقاهرة، في حديثهما لبلدنا اليوم.
تصريحات الدكتور هاني سليمان
أشار الدكتور هاني سليمان، مدير المركز العربي للبحوث والدراسات بالقاهرة، إلى أن الاستهداف الإسرائيلي لمخيم جنين يأتي في إطار مساعٍ إسرائيلية لتصفير مصادر ومنابع التهديد الأمني.
وقال إن إسرائيل تعمل على إنشاء "حزام أمني" يقلل من التهديدات الداخلية، ما يفسر التحركات المتكررة نحو مخيم جنين والعمليات ذات الصلة.
وأضاف سليمان أن السياق الإقليمي والدولي الحالي منح إسرائيل مساحة لتنفيذ عمليات متوازية في الضفة الغربية بعد تدمير قطاع غزة.
ولفت إلى أن هذه العمليات تسعى إلى تصفية كافة المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية أو المقاومة الفلسطينية.
وشدد على أن الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة نتنياهو تستغل هذه العمليات لتشتيت الانتباه عن الأزمات الداخلية، كما تحاول إرضاء التيارات المتشددة داخل الحكومة مثل سموتريتش وبن غفير.
وأكد أن هذه العمليات ستستمر لتحقيق أهداف سياسية وأمنية لإسرائيل.
تصريحات الدكتور أيمن الرقب
من جهته، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن الاحتلال يعتبر جنين مصدراً رئيسياً للعمليات الفدائية التي تستهدف إسرائيل.
وأشار إلى أن الاحتلال يواصل استهداف جنين منذ سنوات باعتبارها "عشاً للفدائيين".
ولفت الرقب إلى أن الاحتلال، قبل هذه العملية، كان يحاول تنفيذ عمليات عسكرية شاملة داخل المخيم، لكنه لم ينجح بشكل كامل في تحقيق أهدافه.
وأوضح أن إسرائيل عادت هذه المرة بخطة "الجدار الحديدي" لحصار جنين وتنفيذ عمليات واسعة تشبه ما حدث في قطاع غزة.
وأكد أن الاحتلال يستخدم سياسة الحصار والتدمير ضد المنازل والبنية التحتية، ما يعكس نيته توسيع العملية العسكرية.
وشدد الرقب على أن صمود الشعب الفلسطيني في جنين وفي الضفة الغربية قادر على إفشال هذه المحاولات، مشيراً إلى أن الاحتلال فشل مراراً في تحقيق أهدافه، ولن ينجح هذه المرة أيضاً.
الدكتور هاني سليمان
استاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أيمن الرقب
تابعوا أخبار بلدنا اليوم على Google News
