وفقُا لشبكة ال CNN الامريكية من المقرر أن يلتقي وزيرا الخارجية الفرنسي والألماني بالقائد الفعلي لسوريا، أحمد الشعار، في دمشق في أعلى زيارة من قبل القوى الغربية الكبرى منذ الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد على يد المتمردين في الشهر الماضي.
وصل جان-نويل بارو من فرنسا وأنالينا بيربوك من ألمانيا إلى العاصمة السورية بشكل منفصل يوم الجمعة، حيث سيتفاوضان مع قائد "هيئة تحرير الشام" (HTS) نيابة عن الاتحاد الأوروبي، بحسب ما أفادت به وزارتيهما.
زيارة لسجن صيدنايا وفتح قنوات حوار مع الحكومة الجديدة
بدأ الدبلوماسيان زيارتهما صباح الجمعة بزيارة إلى سجن "صيدنايا" الشهير. كما يخططان للقاء ممثلين عن المجتمع المدني السوري في خطوة نحو فتح قنوات دبلوماسية مع السلطات السورية الجديدة بعد 13 عامًا من الحرب الأهلية.
وقالت بيربوك: "زيارتي اليوم مع نظيري الفرنسي، وبالنيابة عن الاتحاد الأوروبي، هي رسالة واضحة للسوريين: بداية سياسية جديدة بين أوروبا وسوريا، وبين ألمانيا وسوريا، أمر ممكن". وأضافت أن ألمانيا تهدف إلى مساعدة سوريا على أن تصبح "وطنًا آمنًا" لجميع سكانها و"دولة ذات سيادة كاملة على أراضيها"، مشددة على ضرورة تجنب "أعمال الانتقام ضد فئات معينة من الشعب"، والدعوة إلى تنظيم الانتخابات في وقت قريب.
مخاوف من محاولات إسلامية للنظام القضائي والتعليم
بيربوك عبرت عن قلقها بشأن إمكانية محاولة حكام سوريا الجدد فرض إسلامية على النظام القضائي والتعليم، رغم التشكيك في نوايا "هيئة تحرير الشام"، التي تعتبرها العديد من الدول منظمة إرهابية. ودعت إلى دعم الشعب السوري، مشيرة إلى أن الحكام الجدد سيتم الحكم عليهم من خلال أفعالهم.
في نفس السياق، أشار بارو إلى أن فرنسا وألمانيا تقفان إلى جانب الشعب السوري بكل تنوعه، مؤكدًا ضرورة تحقيق "تحول سلمي" في البلاد. وقال إنه يتمنى لسوريا أن تصبح "ذات سيادة، مستقرة وسلمية".
التحديات السياسية والحقوقية في سوريا
ما زالت العديد من القضايا العالقة، منها ضمان حقوق الأقليات في المجتمع السوري المتنوع عرقيًا، بالإضافة إلى التأثيرات الخارجية من دول مثل تركيا وروسيا التي تسعى لتحقيق مصالح متنافسة في سوريا.
وأفادت مصادر دبلوماسية فرنسية بأن بارو زار السفارة الفرنسية في دمشق، التي أُغلِقت منذ عام 2012، والتقى بالموظفين السوريين الذين استمروا في الحفاظ على المرافق، مجددًا التأكيد على ضرورة إعادة تمثيل دبلوماسي في سوريا.