مقتل وإصابة العشرات في حادث مأساوي
في الساعات الأولى من يوم رأس السنة الجديدة، تحوَّل شارع بوربون الشهير في نيو أورلينز من وجهة سياحية مفعمة بالحياة إلى ساحة كارثية، حيث قاد المهاجم شاحنة بيضاء تحمل علم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ودهس حشدًا من المحتفلين. أسفر الحادث عن مقتل 15 شخصًا وإصابة أكثر من 30 آخرين، بينما تُجري السلطات تحقيقًا باعتباره "عملًا إرهابيًا".
المهاجم: جندي سابق وموظف في شركة كبرى
أعلنت السلطات أن المشتبه به، شمس الدين جبار، مواطن أمريكي يبلغ من العمر 42 عامًا من تكساس، كان جنديًا سابقًا في الجيش الأمريكي لمدة 13 عامًا. عُثر في شاحنته على أسلحة، عبوات متفجرة، وعلم يحمل شعار تنظيم داعش. وبعد تنفيذ الهجوم، خرج جبار من الشاحنة مرتديًا درعًا واقيًا وخوذة، وأطلق النار على الشرطة، ما أسفر عن إصابة ضابطين قبل أن ترد الشرطة بإطلاق النار عليه وتقتله.
تفاصيل الحادث وأبعاد التحقيق
وفقًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، استأجر جبار الشاحنة واستخدمها لتنفيذ الهجوم في الحي الفرنسي بنيو أورلينز، والذي كان مكتظًا بالمحتفلين. إضافة إلى ذلك، عُثر على أجهزة متفجرة مرتجلة في أماكن قريبة من موقع الهجوم، لكن لحسن الحظ، لم تنفجر. ذكرت تقارير الشرطة أيضًا أن منزلًا مؤجرًا على المدى القصير في نيو أورلينز ويرتبط بجبار اشتعلت فيه النيران عمدًا، وعُثر بداخله على مواد تُستخدم في صنع القنابل."تفاصيل الهجوم الإرهابي في نيو أورلينز: شاحنة داعش تزهق الأرواح في ليلة رأس السنة"
"تفاصيل الهجوم الإرهابي في نيو أورلينز: شاحنة داعش تزهق الأرواح في ليلة رأس السنة"
مقاطع فيديو وتحقيقات جارية
قال الرئيس جو بايدن إن المشتبه به نشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي قبل ساعات من الهجوم، عبّر فيها عن تأثره بداعش ورغبته في القتل. بينما أضافت الـFBI أن التحقيق ما زال في مراحله الأولى، مع البحث عن شركاء محتملين وتفاصيل إضافية قد تكشف أبعادًا أوسع للهجوم.
خلفية المشتبه به
أظهرت التحقيقات أن جبار تخرَّج بشهادة في نظم معلومات الحاسوب من جامعة ولاية جورجيا، وعمل مؤخرًا في شركة "ديلويت" الاستشارية. كما كشفت السجلات الجنائية عن تاريخ بسيط من المخالفات، لكن التحول الأخير في سلوكياته أثار قلق المحيطين به، حيث أشارت تقارير إلى تصرفات غريبة مثل حلق شعره.
ردود الفعل والجهود الأمنية
قالت قائدة شرطة نيو أورلينز، آن كيركباتريك: "كان هذا سلوكًا متعمدًا للغاية. المهاجم كان مصممًا على إحداث أكبر قدر من الدمار". وعلى إثر الحادث، أُغلقت أجزاء كبيرة من الحي الفرنسي، بينما كثفت الشرطة جهودها للبحث عن أي أجهزة مشبوهة أو شركاء محتملين.
تفاصيل الضحايا
تم التعرف على بعض الضحايا، منهم نيكيرا شايين ديدو (18 عامًا)، ريجى هانتر (37 عامًا)، وتايجر بيتش (27 عامًا). بينما وُضعت مباراتان رياضيتان كبيرتان كانتا مقررتين في المدينة تحت التقييم الأمني.
مدينة تحت الصدمة
مع بدء العام الجديد، تحاول نيو أورلينز التعافي من هذه المأساة وسط تعزيز للإجراءات الأمنية وتكاتف المجتمع لدعم الضحايا وعائلاتهم. يبقى السؤال الأكبر حول دوافع المهاجم وأي روابط محتملة قد تكشف عن تهديدات إضافية.