وفقًا لتقرير واشنطن بوست على امتداد الساحل، تعيش مئات الآلاف من الأسر في مخيمات خيام تبدو وكأنها بقايا أمل منهار. مع كل شتاء، تنطلق عواصف مطرية تضرب المكان بلا رحمة، وتنخفض درجات الحرارة ليلًا إلى ما دون 10 درجات مئوية. وفي هذا البرد القارس، أفادت التقارير الطبية المحلية بمأساة جديدة: أربعة أطفال رضع لقوا حتفهم خلال الأسابيع الماضية بسبب انخفاض حرارة أجسادهم الصغيرة التي لم تستطع مقاومة الظروف القاسية.
وسط خيمة غمرتها المياه حتى الكاحلين، تحاول منال لباد، وهي تبكي بحرقة، إنقاذ ما تبقى من بطانياتها وأغراضها. ترفع يديها إلى السماء قائلة: "أنا أغرق. أخرج كل شيء إلى الشارع". ثم تضيف بكلمات تقطر ألمًا: "نحن أموات، لسنا أحياء! لماذا يحدث لنا هذا؟".
فرق الدفاع المدني التابعة لحماس، التي تقف كآخر خط دفاع، أكدت أنها تلقت مئات الاستغاثات لإجلاء عائلات غمرتها المياه. ومع ذلك، تبدو الاستجابة مثل قشة في بحر من المعاناة.
"نحن أموات، لسنا أحياء": أصوات من خيام غزة المغمورة بالماء
كاميرات وكالة أسوشيتد برس التقطت مشاهد تفيض بالبؤس: أطفال حفاة يخطون وسط الطين بين صفوف الخيام التي تكاد تسقط فوق رؤوس ساكنيها. في إحدى الخيام، يجلس محمد دياب على الأرض الترابية، واضعاً وعاء طبخ فارغاً ليتلقى قطرات المطر التي تساقطت من السقف المهترئ. بصوت مكسور يناجي: "من أجل الله، ابحثوا عن حل لنا. لقد سئمنا. في الصيف احترقنا، وفي الشتاء نحن نغرق".
هكذا تبدو الحياة في غزة، حيث الموت ينتظر في كل زاوية، والبؤس ينساب في تفاصيل الحياة اليومية